نشر بتاريخ: 20/09/2015 ( آخر تحديث: 20/09/2015 الساعة: 15:05 )
بقلم :جواد عوض الله
يحظى الأعلام بمكانة هامة في منظومة العمل الرياضي ،يغطي احداثها ونشاطاتها ،ويحلل مبارياتها ، ويضبط ايقاعها، ويعمل على تمرير قوانينها، وثقافتها ،ومتابعتها ،وتقويمها ، وبناء روحها الرياضية وصولا لتقويم المخرجات الرياضية ، من هنا فالاعلام الرياضي يلعب دورا اساسيا في كافة مراحل العمل الرياضي تخطيطا وتطويرا، ومتابعة ،بما ينعكس على تطور الرياضة ونهضتها الميدانية ،...ولهذا وغيره سميت بالسلطة الرابعة.. حيث يرصد خارطة طريقها ،ويراقب استراتيجة
وعليه نقدر دور طواقم العاملين في وسائل الاعلام الرياضي المختلفة ،من اذاعة ،وتلفاز ،وصحافة (محلليين ،وكتاب،ومحررين ، ومذيعين...) وصولا للعاملين في اعداد التقارير الرياضية الصحفية ،الخاصة بتغطية الأحداث والفعاليات والمباريات الرياضية الميدانية ، تماشيا مع رسالتهم الأعلامية المتعلقة بنقل صورة النشاطات الميدانية الرياضية ،وتوصيفها وتقديمها للقارئ والمتابعين من الجماهير، بطريقة حضارية.
نعم ، ان الصحفي ،كاداة مؤثرة في بناء الأتجاهات الرياضية المجتمعية ، له رسالة حضارية ،ونامل اداؤها ايضا بطريقة حضارية ، فالأعلامي الرياضي سيف ذو حدين، احدهما يبني ،ونحسب الأعلامي الرياضي الفلسطيني كذلك ،من خلال تغطيتة الأحداث الرياضية بتقارير تتحلى بموضوعية في المتابعة ،والتحليل المهني ،والتوصيف الميداني ، متميزة بالنقد البناء ،والهادف ،...لا باستخدام الفاظ منفرة ،او مؤذية ،عنيفة ،عسكرية، تستفز مشاعر اللاعبين ، والمناصرين ،وجماهير النادي المنافس (المهزوم ،الخصم ) ،
ان الأكثار والأستمرار في استخدام الفاظ العنف بعيدة عن روح الرياضة ومبادئها ، يولد مشاعر الكراهية والحقد والضغينة ، وتقود بتراكمها وتكرار استخدامها لاحداث وافتعال الشغب والعنف والتعصب في الميدان الرياضي ،بدلا من نسج مشاعر الحب والسلم والتعارف وبناء الصداقات والروح الرياضية، لدى انصار الأندية ومشجعيهم ،؟وبهذل يستبدل الصحفي رسالته الأعلامية وتقاريره الرياضية من رسالة بناءة ،الى تقارير رياضية مضامينها هدامة، تسبب العتب والشغب..، وتشكل احدى دوافع واسباب العنف والتعصب الرياضي العام لدى الجماهير ،وتنعكس على سلوكهم وتصرفاتهم بافتعال الشغب في الميادين،والملاعب الرياضية .
من تابع بعض تقارير التغطية الصحفية الرياضية، في الأشهر الماضية ،استحضر كافة مصطلحات المعارك العسكرية في تقارير بعض الأعلاميين ،ومعظم هذة الالفاظ اللغوية ثقيلة على القارئ ،والمتابع ،وخاصة لدى انصار النادي (الخصم )،نعم الخصم ،المهزوم ،المدحور، ولم يبقى لكاتب التقرير سوى اضافة كلمة(أسر )للاعبين هذا النادي ، ليضيفها الى مصطلحات العنف الرياضي المستخدمة ،نعم ،فقد استخدم الفاظ اقلها المهزوم ،والمكلوم ، الخصم ،اما مصطلح (منافس) مثلا ،لم يجد طريقا لقاموس الفاظه وتوصيفة ،بدلا من مصطلح (الخصم)،وغيرها امثال :تلقى صفعات متتالية وقاسية ، اسقطته ارضا، مزق شباكه ،اطاح به ،قذائف ارض جو ،ولى مدبرا ،امام ضرياتهم الجوية، عن طريق (قناص) الميمنى ،وسحقهم بدرزن اهداف ،وقذائف من كافة الجهات ،ومباراة حياة او موت ،ومباراة مصيرية ،فهذة الألفاظ من شانها اثارة الجماهير والراي العام وشحنه نفسيا ليكن على اهبة الأستعداد لأشعال العنف...والقائمة تطول،
على الأعلامي ان يعي ان ميدان الرياضة ليس ميدان معركة ،او حرب ،لا يحسم نزالها ولا يكتمل جمال التقرير وتوصيفه للمتابعين الا باراقة الدماء ، واذكاء العنف والمناكفة والصراع ،والتلاعب ببعض الألفاظ ذات الطابع العسكري ، ، فهذة من المدركات الرياضية الخاطئة ، حيث يعتقد بعض الكتاب ان القارئ والمتابع ،يرى ان جمال المقال او التقرير الصحفي لا تكتمل عناصره، وابداعه ومقوماته وتوصيفة ،لخلق عنصر التشويق والأثارة ،الا اذا ضمنه تلك الكلمات والالفاظ الفظة، العنيفة ،العسكرية غير المقبولة ،في عرف الصحافة الرياضية المهنية .؟!
ختاما ،نقول ليس الاعلام وحدة من يساهم في صناعة العنف ،بل هي منظومة من الأسباب والدوافع والعوامل الأجتماعية وظروف المنافسة ،وغيرها ،وعلى الأعلامي الرياضي ان لا يساهم في صناعتها ،بل العمل على حسن اخراجها ،وتقديمها للجماهير باطارها الشريف :انها منافسة رياضية شريفة ،تحكمها القوانين والأنظمة ،تفتتح باحترام المنافس والسلام عليه ،وتختتم كذلك بذلك ،فهذة الروح الرياضية التي علينا اذكاؤها وتطويرها وتربية انفسنا واجيالنا عليها ، ،وهذا تصورنا لمداد القلم ومحرري الصحف ،والعاملين بالاعلام الرياضي ، القيام بادوارهم وممارسة وظيفتهم وسلطتهم الأعلامية الممنوحة من حصانتهم الأدبية ،تحت مظلة السلطة الأعلامية الرياضية ، بقلوب وطريقة والفاظ لغوية وبكلمات ليست غليظة ، او فظة ،او عسكرية احيانا ، في كتابة تقارير المباريات بالصحفية الرياضية.
[email protected]