مسؤول اسرائيلي يتهم فرانس-2 بالتلاعب بمشاهد استشهاد "محمد الدرة"
نشر بتاريخ: 02/10/2007 ( آخر تحديث: 02/10/2007 الساعة: 16:17 )
بيت لحم - وكالات - اعاد مدير مكتب الاعلام الحكومي الاسرائيلي اليوم الثلاثاء اطلاق الجدل حول مشاهد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة بين ذراعي والده عام 2000 متهما محطة "فرانس-2" بالتلاعب بهذه المشاهد.
وفي رد خطي وجه الى منظمة من اليمين المتطرف، قال دانيال سيمان انه من غير الممكن ان يكون الولد الفلسطيني اسشهد برصاص اسرائيليين وان مصور المحطة التلفزيونية الفرنسية العامة قام بالتلاعب بالمشاهد.
وقد طلبت هذه المنظمة ان تقوم اسرائيل بسحب تصريح عمل "فرانس-2" بسبب تصويرها استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة البالغ من العمر 12 عاما الذي كان عالقا مع والده وسط تبادل لاطلاق نار بين جنود اسرائيليين وفلسطينيين عام 2000.
واظهرت هذه المشاهد الدرة وهو ملقى على الارض ميتا فيما قال مراسل "فرانس -2" شارل اندرلين انه استشهد برصاص الاسرائيليين.
وكتب سيمان في الرسالة "من المستحيل ان يكون الطفل قتل برصاص القوات الاسرائيلية. الجروح تظهر بالواقع ان سببها نيران اطلقت من الجانب الفلسطيني".
واضاف في رسالته ان تحقيقا اسرائيليا في الحادث اثبت ان "الاحداث لا يمكن ان تكون وقعت كما وصفها المراسل الفرنسي شارل اندرلين لانها تتناقض مع نظريات الفيزياء".
ثم قال سيمان انه في رسالته "لم يقم سوى بنقل ما قاله صحافيون وخبراء خلصوا الى ان هذا التقرير اثار اتهامات جديدة بالقتل تظهر ان الجنود اليهود يقتلون الاطفال بدم بارد".
واضاف "يمكنني التاكيد ان اي جندي اسرائيلي لا يرتكب مثل هذا النوع من الجرائم".
واكد في رسالته انه لا يملك الوسائل القانونية لسحب البطاقات الصحافية من فريق "فرانس-2" متهما في الوقت نفسه المحطة بـ "نقص المهنية".
وتابع مدير مكتب الاعلام الحكومي التابع مباشرة لمكتب رئيس الوزراء والذي يسلم خصوصا بطاقات الاعتماد للصحافيين الاجانب ان "هذه الصور كانت براي العديد من الخبراء وراء الانتفاضة عام 2000، في حين لم يتم التحقق من مصداقيتها قبل بثها".
وكانت محكمة فرنسية قامت بالتحرك نفسه بطلب من محام ادين لاحقا في تشرين الاول/أكتوبر 2006 في باريس بجنحة اتهام شارل اندرلين مراسل "فرانس-2" بشكل ظالم بانه تلاعب بهذا التقرير.
وحكم على هذا المحامي بدفع الف يورو غرامة ودفع يورو واحد كعطل وضرر لاندرلين ولفرانس-2.
من جهته نفى اندرلين نفيا قاطعا حصول اي تلاعب بالمشاهد.
وقال "ليست المرة الاولى التي يطلق فيها دانيال سيمان مثل هذه الاتهامات الخاطئة التي تاتي اليوم في اطار محاكمة تجري في باريس ضد شخص حكم عليه بتهمة التشهير".
واضاف الصحافي "لم يحصل اي تلاعب وانا اضمن نزاهة ومصداقية الفرق الاسرائيلية والفلسطينية العاملة مع فرانس-2".
من جهته رفض جمال الدرة والد محمد الدرة هذه الاتهامات ضد المحطة.
وقال في غزة "شاهدت الرصاصات تاتي من الموقع الاسرائيلي لم يكن هناك اي مسلح فلسطيني في المكان الذي كنت فيه".
واضاف "مع حلول كل ذكرى للانتفاضة، تستحضر اسرائيل هذه الجريمة التي ارتكبت بحق ولدي وتحاول محوها، لكنها لن تتمكن من ذلك".
وبحسب صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية فان وزارة الخارجية الاسرائيلية اوصت في السنوات الماضية بعدم فتح هذه القضية مجددا لان ذلك لا يخدم تحسين صورة اسرائيل في الخارج.
ونأى متحدث باسم مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي يشرف على انشطة مكتب الاعلام الحكومي، بنفسه عن هذه الرسالة قائلا "لم نطلع عليها ولا نعرف مضمونها ولم نعط موافقتنا عليها".
(ا ف ب)