غزة- تقرير معا- يأتي عيد الأضحى فاقدا للبهجة للعام الثاني على التوالي لموظفي قطاع غزة، فإذا سألت أحدهم يجيبك بحسرةٍ تملأ وجهه بأن يأتي عليه العيد وهو غير قادر على شراء الأضحية بعدما أصبحت كعادةٍ يتقرب بها الى الله في كل عام.
أزمة الرواتب وارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام وقلة استيراد البعض منها جعل عملية الإقبال على شراء الأضاحي أو الاشتراك في حصة، قليل جدا، الأمر الذي جعل هذا الموسم هو الأسوأ على تجار مزارع الأبقار والمواشي في غزة.
أبو رمزي أحد موظفي حكومة غزة أوضح أن أزمة الرواتب أثرت على جميع نواحي الحياة خاصة مع قدوم مناسبة عيد الأضحى المبارك وقال:"لا نستطيع شراء أضحية أو حتى المشاركة كحصة في أضحية، وغير قادر على شراء ملابس لأبنائي"، مضيفاً أن العيد يحتاج الى مستلزمات كبيرة منهاا لعيديات للأقارب والتسوق للمنزل وغيرها من احتياجات.
عيد رابع بدون راتب
خالد الزيان الناطق باسم نقابة الموظفين قال في حديث لـ(معا) "تزداد المعاناة يوما بعد يوم دون وجود حل في الأفق ولا زلنا في دوامة السياسة واشكاليات السياسيين وهذا ما يزيد من اشكاليات الموظفين مع عوائلهم"، مؤكداً على أن أغلب الموظفين نزعت الفرحة من قلوبهم في ظل الواقع المأساوي الموجود.
وأوضح الزيان أن هذا العيد هو الرابع الذي يمر على الموظفين في غزة ولا زالوا يعانون من الاشكاليات والأزمات التي تطالهم وأبناؤهم وزوجاتهم، مبيناً أن الموظف اليوم غير قادر على أن يضحي في العيد لأنه يسعى أن يؤمن بيته من أكل وشرب وأن الأضاحي اليوم بالنسبة له شكل من الكماليات الآن وهو بالكاد يجد لقمة العيش.
وذكر بأن النقابة قدمت المساعد في اشكالية الخصومات التي تعرض لها الموظفون وذلك بالتواصل مع ادارة البنك الوطني والبنوك الموجودة لتقديم الحلول.
أضحيات قليلة هذا العام
أبو حسين أبو الهنا صاحب مزرعة للعجول في غزة أوضح أن نسبة الإقبال على الأضاحي هذا العام لا تتعدى 40% وذلك بسبب خروج الناس من الحرب الأخيرة على غزة التي كبدتهم خسائر كبيرة، وضعف الدخل الاقتصادي لدى الفرد الموظف وغيره، مبيناً أن الاقبال فقط من الطبقات العالية من الناس والموظفين اصحاب الرواتب العالية وليس العامة.
وأشار الى أن الأسعار غالية مقارنة بالعام الماضي حيث ان كيلو اللحوم كان بـ 18 شيكلا أصبح ب 25 شيكلا وهذا جعل حصة العجل تزيد من 1500شيكل الى أصبحت 2400شيكل.
وتابع أبو الهنا " أنا غير راض على نسبة البيع للعجول مقارنة بالأعوام الماضية لأني ولم تصل العوائد حدها المطلوب "، مشيراً الى أن خسائره التي تكبدها بالحرب الأخيرة بلغت 400ألف دينار ولم تتم عملية تعويضه حتى الآن.
وكانت استراليا قد التزمت بمطالبات مؤسسات الرفق بالحيوان لمنع تصدير المواشي إلى قطاع غزة بسبب طريقة الذبح التي ترى أنها مُخالفة الأمر الذي جعل الأضاحي تقل في غزة وترتفع أسعارها، اضافة الى ظهور الحمى القلاعية في بعض الدول التي تستورد منها إسرائيل كالمجر ورومانيا ما دعا الأخيرة إلى منع الاستيراد منهما لحين انتهاء المرض.