لن تستطيعوا سلب الارادة والكرامة ،،،
نشر بتاريخ: 29/09/2015 ( آخر تحديث: 29/09/2015 الساعة: 17:08 )
بقلم : ناصر العباسي
ما أن خرجت علينا "الفيفا" المعروفة بفاسدها عبر التاريخ ، وكان آخرها استقالة العجوز "جوزيف بلاتر" صاحب الوجه الأصفر بسبب اختلاسات مالية بعد أقل من شهر على انتخابه حتى اعتبر البعض سواء من أسرة آل سعود ، أو للأسف البعض من الأسرة الفلسطينية ، أن انجازاً للكرة السعودية قد تحقق وفشلا ذريعاً للرياضة الفلسطينية قد عصفت بها بعد القرار الجائر من الفيفا ، وهي ردود أفعال متوقعة لأشخاص همهم فقط تصفية الحسابات ، أو الانتقاد من أجل الانتقاد لاستعراض عضلاتهم الهشة ، وبعضهم كالعادة بل هم كثر من وصف قرار الفيفا بإقامة لقاء فلسطين والسعودية على ملعب محايد خيانة وطنية عظمى يجب ان يحاسب عليها اتحاد الكرة برئاسة اللواء الرجوب ، وكأن الخيانة في هذا الزمان أصبحت وجهة نظر عند بعض الواهمين والضعفاء .
يا سادة ليس دفاعاً عن اتحاد الكرة ، وليس دفاعاً عن اللواء الرجوب ، ولا مصلحة لي شخصيا بالدفاع عن الطرفين لكنني أقول أجعلوا أقلامكم أكثر مهنية ، فما مصلحة الرجوب الذي واجه العالم دفاعا عن حقنا الرياضي من هذا القرار المسلوب بقوة العربدة ، وأن كنت اسجل عتبا واضحا على صحافتنا الرياضية المحلية التي لم تستطع أن تنظم حملات اعلامية جماعية بسبب ضعف المؤسسة الاعلامية الرياضية والاختلافات الواضحة داخليا بين الأسرة الواحدة ، ولذلك بدلا من تنظيم العمل أصبحنا نعتمد فقط على المواد الاعلامية القادمة من السعودية بكافة أنواعها المرئية والمقروءة والمسموعة ، وغاب البعض عن التعليق أو ابداء الرأي لأسباب مختلفة .
وبدلاً أن نجلد أنفسنا على قرار الفيفا الجائر ، علينا أن نفكر كيف يمكن مواجهة مثل ذلك القرار الظالم ، وكيف يمكن فضح من كان خلفه عربيا أو عالميا ، خاصة أن فلسطين لا تعد طرفا بهذا المطلب الذي لا يعتمد على القوانين الرياضية بعد اعتماد الملعب البيتي ، ولم يتم الرجوع والتشاور معها اطلاقا ، واقرار أحقية فلسطين بان تلعب على أرضها وبين جماهيرها ، وماذا يمكن أن يقوم به اتحاد الكرة قانونيا لمواجهة هذا الموضوع ، وكيف يمكن أن تكون ردة الفعل الجماهيرية ازاء قرار الفيفا الجائر بدلا من العتاب على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها ، كل هذه التساؤلات بحاجة الى مجهود جماعي لفضح المستور وتحقيق ما يمكن تحقيقه .
من العيب أن يصعد أحد الاعلاميين السعوديين على الفضائيات ، ويحمل الرجوب كامل المسؤولية ويوجه كلماته بطريقة استهزائيه ، ووصفه بالمزايد على وطنه ، وكأن الموضوع شخصي وليس له علاقة بوطن تكبد الكثير من ويلات الاحتلال ، فاللواء الرجوب لا يمثل نفسه في هذا الموضوع بل يمثل جمعية عمومية منحته الثقة من كافة أرجاء الوطن ، ويمثل جماهير رياضية متعطشة لمتابعة الفدائي على أرضه ، ويمثل قضية عادلة ومشروعة عمل البعض على افشالها ، ولم يكن ذلك قرارا فرديا من ذلك الرجل بقدر أنه قرارا وطنيا وشعبيا شعاره الكرامة والحق المشروع بالحفاظ على ملعبنا البيتي .
نعم أن قرار الفيفا يعتبر الظلم بعينه ، واستضعافا للحق الفلسطيني الذي لا يقوى بفعل موازين القوى العالمية أن يحارب سياسيا أو اقتصاديا أو حتى رياضيا مقابل الصمود أمام الدولار الأخضر الذي من الممكن أنه قد وصل الى جيوب اصحاب القرار بالفيفا الفاسدة ، وبمساندة حملة تحارب الأمير علي بن الحسين الداعية الى محاربة الفساد ، وهذا قد يكون لاكتساب الأصوات في الانتخابات القادمة على حساب فلسطين المحتلة اسرائيليا وعربياً ، ويلبي طموح الاوروبي بلاتيني ، والآسيوي البحريني سلمان بن ابراهيم ، والاولمبي الكويتي أحمد الفهد ، وعلى رأسهم العجوز بلاتر الذي يعد أيامه الاخيرة قبل الرحيل المخزي ، وجلهم لم يقف الى جانبنا في هذا المطلب الشرعي ، ولكن كما كنا نحارب في شتى المجالات لوحدنا مثلما ندافع اليوم عن الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين سندافع عن شرفنا وحقوقنا الأخرى المسلوبة الى يوم الدين .
يا ساده فلسطين تشرف كل أمة تصل لزيارتها ومساندتها ، وانكشفت حكايتكم المزيفة فانتم لا تريدون الوصول الى الوطن الجريح لا براً ولا جواً ولا بحراً ، ولا الى الضفة ولا غزة ، وتخشون ملاقاة الفدائي وجماهيره على الأرض الاصطناعية المتواضعة الامكانات تحت أي ظرف من الظروف ، وذريعتكم التطبيع الذي يعتبر جزء منكم ، ومن معسكرات أمريكا المقامة على أراضيكم ، ولمركباتكم التي تواجدت بالقدس وتل أبيب ، فلا أهلا ولا سهلاً بكم لا قبل الاحتلال ولا بعده ، وسنظل في فلسطين هاماتنا مرفوعة ، وسنقف أسرة رياضية واحدة خلف منتخبنا صاحب الفخر والكرامة ومتمسكين بملعبنا البيتي ، ولن تستطيعوا سلب الارادة والكرامة التي سطرها الشهداء بدمائهم الزكية التي تشرف عمامات عروبتكم جمعاء .