الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفيفا تسقط من جديد وفلسطين تنتصر

نشر بتاريخ: 30/09/2015 ( آخر تحديث: 30/09/2015 الساعة: 17:35 )
الفيفا تسقط من جديد وفلسطين تنتصر

بقلم :صالح داود الراشد   / عمان

 استوقفني مطولا قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بنقل لقاء منتخبي فلسطين والسعودية ضمن تصفيات كاس العالم وأمم اسيا الى ملعب محايد بعد رفض السعوديون اللعب في الرام في فلسطين, هذا القرار الذي يتعارض مع توجيهات الهيئة العامة في الفيفا والتي وفرت الدعم والحماية للكرة الفلسطينية في اخر اجتماع لها في زيورخ

هذا القرار جاء في توقيت غير مناسب للكرة الفلسطينية التي خاضت اول لقاء لها على ارضها بعد حوالي ثمانين عاما وبعد ان استضافت منتخب الامارات في لقاءات المجموعة, القرار جاء متسترا بسبب غير معلوم للعن لكن معلوم في اروقة الفيفا, وهذا السبب لا يتعدى اربع مسببات لقرار يعتبر الاسوء لبيت الفساد الرياضي.

بداية الاسباب وهو تصفية حسابات مع اللواء جبريل الرجوب حامل لواء الرياضة الفلسطينية وتقزيم دورة في نقل فلسطين الى العالمية من الباب الرياضي, وفرض الحبس الانفرادي على هذه الدولة ورياضتها, ويعود سبب غضب الفيفا على الرجوب لدعمه المتواصل للأمير علي بن الحسين في انتخابات الفيفا وبالذات امام المرشح الاوروبي ميشيل بلاتيني الذي يجيد اللعب من تحت الطاولة بنفس قدرته السابقة في اللعب في ميادين كرة القدم, لذا كان على الاوروبيون ان يؤدبوا الرجوب على خروجه عن النهج الاوروبي.

هذا السبب مدعاة للفخر الفلسطيني بأنهم عرب لا يقفون إلا مع العرب ويخوض معارك الامة مهما كانت نوعها.

السبب الاخر وهو قرار سياسي ديني من السعودية لعدم خوض اللقاء والضغط بكل قوتها لنقل اللقاء حيث لا يسمح القانون السعودي بالذهاب الى فلسطين لأي سبب على اعتبار انه تطبيع مع الكيان الصهيوني, وهذا الامر ان حصل مخالف لنظام الاتحاد الدولي ويوجب فرض عقوبات على الكرة السعودية بسبب تدخل السياسة في الرياضة ولتدخل الدين في كرة القدم, مع العلم ان الاردن قدمت الحل من خلال نقل المنتخب السعودية بطائرات الى ارض الملعب دون المرور بحواجز الكيان الغاصب لأرض فلسطين.

ثالث الاسباب وهو ضغط الكيان الصهيوني لعدم اقامة اللقاء بعد الهالة الاعلامية العالمية التي صاحبت لقاء منتخبي فلسطين والإمارات في تصفيات المجموعة, حيث اصبح خبرا عالميا واعتبره الكثيرون انتصار للقضية والدولة الفلسطينية على اللوبي الصهيوني في العالم, لذا فان الضغط الكبير من اللوبي يأتي لتقزيم قضية شعب وجد في كرة القدم منفذا الى العالمية.

وهنا كان يجب على بيت الفساد العالمي ان يظهر قدرته على انه فيه بصيص امل من اخلاق ومصداقية واحترام لهيئته العامة وعدم الانصياع الى اللوبي الصهيوني وحتى يظهر للعالم ان الفيفا مؤسسة مستقلة وليست تابعة لأي نظام في العالم.

رابع الاسباب وهو خوف السعوديون من اساءة الكيان للاعبيهم كونهم قادرين على الدخول الى شتى مناطق فلسطين, وهذا ان حصل يثبت ان الكيان يضع العراقيل امام كرة القدم الفلسطينية ويجب على الفيفا ارسال وفد تقصي حقائق قبل معاقبة الكيان بناءا على توصيات الهيئة العامة في الفيفا.

ان جميع الاسباب الممكنة من وراء نقل اللقاء غير مقنعه وكان على الفيفا ان يضع حدا لتوغل السياسيين في القرار الرياضي ووقف الكيان عند حده وعدم السماح بان تكون الفيفا مسرحا لأصحاب النفوذ وان يقيم اللقاء على ارض فلسطين وكان على السعودية ان تخوض اللقاء على ارض اولى القبلتين بعد التسهيلات الكبيرة التي قدمتها الاردن.

نقل اللقاء يثبت ان الكرة الفلسطينية تسير على الطريق الصحيح وانه رغم محاربة الكثيرين لها لا تزال واقفة على قدميها, وأنها كما وضعت فلسطين في صورة الحدث بخوض الامارات لقاء على ارضها عادت لصورة الحدث بعد رفض السعودية اللعب على ارضها وموافقة الاتحاد الدولي على طلبة.