الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في غزة...رجل يعيد بناء الآثار

نشر بتاريخ: 03/10/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:02 )
في غزة...رجل يعيد بناء الآثار

غزة- خاص معا- عشق الآثار وترميمها حتى بات امهر من يصنع المقلدات الأثرية في قطاع غزة...في ورشة لا تتعدى عدة أمتار فوق سطح منزله يمضي الخماسيني نافذ عزام أكثر من أربعة عشرة ساعة يصمم لوحات من الفسيفساء أو ينقش على الحجر أو يقوم بصناعة الفخار بكافة أشكاله.

كان يخشى على تلك الورشة من ثلاثة حروب كانت منطقته في الشاطئ الشمالي هدفا للقصف الإسرائيلي المستمر حتى قرر أن يمضي كل الوقت في تلك الورشة حتى إذا كانت هدفا للاحتلال غادر هو بحياته معها.


ويقول في هذا الصدد:"اعشق العمل في ترميم الآثار منذ كنت شابا فاقضي اغلب الوقت في هذه الورشة حيث تراثي وهويتي وحضارتي وتاريخي".
في عمر العشرين عاما بدأ عابد مشواره في ترميم الآثار والنحت على الرخام والرسم بالفسيفساء وذلك بعد خروجه من الاعتقال حتى تم اعتماده في العام 1995 رئيس لقسم ترميم الاثار في وزارة السياحة في ذلك الوقت.


ويستخدم عابد في نحته اليدوي ادوات بدائية "كالمفك، والإزميل، والإبرة"، وهي الأدوات المستخدمة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، في صناعة تلك الفخاريات والفسيفساء بينما يقوم باعادة طحن الفخار وخلطه بفخار جديد ويعيد استعماله في صناعة القوارير الفخارية يقول في هذا الصدد " اعشق عمل لوحات الفسيفساء المقلدة للطابع الأثري لكل المواقع الأثرية في غزة والضفة أو من الدول الاوروربية بالإضافة إلى صناعة قوارير الفخار بجميع أشكالها وألوانها وأعيد طحن الفخار القديم بالإضافة إلى نقش المطرات الصغيرة من المرمر والرخام والنقش على الحجر كل ذلك بالشغل اليدوي البدائي".


يحاول عابد من خلال إعادة صنع هذه المقلدات الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية كما يقول مشددا أن الحفاظ على الحضارة والتاريخ الأثري الفلسطيني مقاومة لا تقل عن أي مقاومة للاحتلال مشددا في الوقت ذاته غياب أي اهتمام رسمي وحكومي بتلك المقلدات التي يقوم بصنعها.


ويملك عابد مراجع وكتبًا مختصة بترميم الآثار والفخار المكسور يستعين بها في عمل هذه المنحوتات والمقلدات حيث يستوحي منها الأفكار والأشكال.
في الحروب الثلاثة التي تعاقبت على قطاع غزة كان يخشى عابد أن يخسر ارثه الأثري في قصف إسرائيلي قد يستهدف منزله أو أي منزل مجاور فكان يمضي جل وقته في تلك الورشة المطلة على شاطئ البحر بينما لجأ إلى تغطية شبابيك الورشة والباب بالأغطية خوفا على منحوتاته ويتابع:"في كل حرب اشعر بحالة نفسية خوفا من أن تذهب هذه الآثار في الحروب وفي اغلب الوقت كنت اقضيه هنا فاذا استهدف المكان كنت هدفا معهم".