القدس - معا - علّق بسام ابو شريف عضو المجلس الوطني الفلسطيني على خطاب الرئيس محمود عباس بقوله ان انهاء التزام السلطة باتفاق اوسلو خطوة بالاتجاه الصحيح لكنها تتطلب خطوات عملية سريعة تثبت جدية ذلك وتعطي مصداقية للسلطة فقدتها خلال مسارها في السنوات الست الماضية.
وقال ابو شريف في تصريح له ان ما وصلت اليه الامور في فلسطين له سببان، سبب ذكره الرئيس محمود عباس وهو رفض اسرائيل تنفيذ الاتفاقات المعقودة، اما السبب الثاني فلم يذكره الرئيس محمود عباس وهو عدم تصدي السلطة وعدم مقاومتها للخطوات التوسعية والتهويدية التي قامت بها اسرائيل على مدى السنوات الست الماضية واهمها تهويد مدينة القدس والتي تعتبر اسرائيل اهلها من العرب زواراً وليسوا مواطنين حتى الان وتقوم بمصادرة املاكهم ان كانوا يعملون بالضفة الغربية او في اي مكان آخر.
ورأى بسام ابو شريف " انه من الصعب ان تستعيد السلطة مصداقيتها ما لم تتخذ سلسة من الخطوات على الصعيد الداخلي كي تجتث الفساد والمحسوبية والشللية ودفن الديمقراطية والغاء حكم الفرد واستقلالية القضاء والمحاسبة على مستوى الاداء في كافة الميادين الاقتصادية والصحية والتعليمية والزراعية والصناعية، ان الوضع في فلسطين بلغ من السوء درجة لا تحتمل بسبب الغياب الكلي للقضاء وغياب كلي لاستقلالية القضاء وفقدان العدالة وفقدان هيبة المؤسسات بسبب انغماس المسؤولين في سياسات لا تمت للشفافية بصلة، ومركزة القرار بيد الرئيس والدائرة الصغيرة المحيطة به التي لا يمكن ان يقال انها تمثل افضل الكفاءات، ان الشعب الفلسطيني شعب معطاء وحساس تجاه العدالة والعدل فقد ظلم كثيرا في تاريخه واكبر الظلم سرقة بلاده واراضيه واملاكه ولا يقبل ان تقوم السلطة بسرقه العدالة حتى وان كان تحت الاحتلال".
ورأى ابو شريف " ان انهاء اتفاق اوسلو من قبل الرئيس محمود عباس بعد انهته اسرائيل منذ سنوات يجب ان يعني وضع برنامج كامل لرفع مستوى الاداء ولمحاربة الفساد ولتصحيح مسار القانون ولإعادة تثقيف الشرطة والامن لتكون هذه الاجهزة في خدمة الشعب وليس معادية للشعب تتطلب تعبئة بالمدارس والمؤسسات والمخيمات لمقاومة الاحتلال وتوسعه وتمدده في كل الوسائل خاصة سلاح المقاطعة الاقتصادية والتجارية والزراعية والصناعية وان تقطع كل عمليات الاستيراد من اسرائيل والتركيز على الانتاج الوطني ودعمه لرفع مستوى ذلك الانتاج والاستثمار في المشاريع الصناعية الصغيرة لتحل منتجاتها محل البضائع الاسرائيلية ومن السخف ان ترى اسواق فلسطين مليئة بمنتجات الخضار والحلويات والحليب والاجبان التي تنتج من ارضنا المنهوبة ولا نجد بديلا منتجا في فلسطين تقوم السلطة بالإشراف على مستواه ولا نرى في الاغوار مشاريع صناعية مدعومة من السلطة مع ان الاغوار قادرة على التصدير ان احسن الاستثمار فيها لتؤمن دخلا موازيا او اكثر من دخل السلطة الحالي".
واضاف ابو شريف "ان الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال قبل وبعد خطاب ابو مازن يطالب بثورة لتنظيف السلطة ويطالب بانتخابات ديمقراطية تأتي للمواقع التشريعية والتنفيذية بكفاءات شابة تضع نصب اعينها تحرير فلسطين وليس ملء الجيوب، ان الشعب الفلسطيني يطالب محاسبة كل وزير على ساحات عمله ونوعية هذا العمل وانتاجية هذا العمل فالشعب يتساءل ان كان لفلسطين دعما بهذا الحجم فلماذا تفتقر فلسطين للمستشفيات في كل بلدة واذا كان من المفترض للتأمين الصحي وصرف الدواء فلماذا يضطر لشراء الدواء من الصيدليات المليئة بالدواء الاسرائيلي واذا كان وزير المالية يرفع يافطة الشكوى من قلة المال لماذا لا يحاسب على جهد لم يبذله لزيادة الدخل وهنالك وسائل كثيرة لا يجلى لها وزير المالية لأنه يصرف فقط بناء على اوامر من الباب العالي والسؤال هل تصرف الاموال حسب الضروريات الاولويات لفلسطين ام حسب اولويات الباب العالي، ليس الامر مصروف السلطة بموظفيها والتي تجد مشاكل عند صرف الرواتب نحن لا نسمح بأي مشكلة عندما تصرف الاموال بغير هذا المجال، ان مشروعا واحدا تقوم السلطة بالإشراف عليه وضبط مستواه يستطيع ان يؤمن الدخل لدفع رواتب كل الموظفين وهو تعليب المنتجات الزراعية مركزياً حسب ارقى المواصفات وتصديره لأوروبا التي تعطي فلسطين افضلية وللأسواق العربية التي تعطي فلسطين الافضلية، فإقامة مصنع مركزي من هذا النوع بإشراف اناس شفافين ومختصين ويتقنون عملهم سيجلب دخلاٌ لفلسطين موازياً للمساعدات الخارجية لماذا نحن مضطرون لاعتماد حتى الان على اسرائيل في النفط ولفلسطين افضلية عند الدول العربية المنتجة للنفط ، نحن نستطيع ان نستخدم ما تتبرع به الدول العربية المنتجة للنفط من نفط لفلسطين لنستورد محروقات من مصادر ارخص من مصفاة حيفا فالإسرائيليون يتحكمون بنا ونحن قادرون على استيراد المشتقات من خلال الاردن وميناء العقبة وبأسعار ارخص، واللائحة تطول هنا لكن الامر الذي يحتاج الى إطالة هو انه ما لم نقاوم الاحتلال لا يمكن ان يزول الاحتلال وهذا ما لم يرد في خطاب ابو مازن".