الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التقييم الفني لمشاركة منتخب السلة في امم اسيا

نشر بتاريخ: 04/10/2015 ( آخر تحديث: 05/10/2015 الساعة: 15:05 )
التقييم الفني لمشاركة منتخب السلة في امم اسيا
نابلس - معا -كريم شاهين : يجب تقييم مشاركة المنتخب بموضوعية وبعيدا عن العواطف والانفعالات من خلال ايضاح ايجابياتها وسلبياتها من اجل الوصول لمستقبل افضل للسلة الفلسطينية.

حصول المنتخب على المركز العاشر من اصل 16 منتخب شاركوا في البطولة ب 4 انتصارات و 4 هزائم والتي انتهت بتتويج المنتخب الصيني بالبطولة يعتبر انجازا خاصة انها المشاركة الاولى في البطولة القارية الرسمية.

وقع المنتخب الفلسطيني في المجموعة الثانية التي تعتبر اضعف مجموعات البطولة مع الفلبين القوية وصيف النسخة السابقة والكويت المهتزة وهونغ كونغ الضعيفة، وكان متوقعا حصول المنتخب على المركز الثاني خلف الفلبين والتأهل للدور الثاني، الا ان المنتخب الفلسطيني استطاع مفاجئة الجميع وقهر المنتخب الفلبيني بفوز سيسجل بالتاريخ وبواقع 75-73، هذا الفوز اعطى المنتخب حافزا قويا للاستمرار الى الدور الثاني فقدم اللاعبون اداءا متميزا تكلل بفوز على الكويت بواقع 90-69 وعلى هونغ كونغ 85-79 والتأهل كأول المجموعة الثانية،.

وكان ذلك بفضل النجوم البارزين مثل سني السكاكيني وجمال ابو شماله وعماد قحوش واحمد هارون وخاصة سني وابو شماله العملاقين الذين فرضا اسميهما ضمن قائمة افضل اللاعبين في البطولة من خلال ادائهم وفنياتهم الرائعة، اضافة الى الجهد الكبير والروح القتالية العالية والاصرار التي تمتع بها اللاعبون المحليين، وهذا وضع فلسطين على خارطة السلة الاسيوية.
والانجاز الاخر هو حصول اللاعبين سني السكاكيني وجمال ابو شمالة وعماد قحوش على ارقام متميزة في هذه البطولة وضعتهم في ترتيب اوائل اللاعبين في البطولة من ناحية التسجيل والمتابعات والتمريرات المساعدة والتصويب الثلاثي.

فسني السكاكيني هو الاول في البطولة في مجموع المتابعات بنسبة (12.6 للمباراة) والاول في نسبة التسجيل بواقع (22.4 للمباراة) والثاني في فاعلية Efficiency التسجيل في المباراة الواحدة، والاول في Double Double 6 مرات من 8 مباريات متفوقا على افضل لاعب في البطولة الصيني جيليان وبيلاتشي الفلبيني وغيرهم وهذه نسبة كبيرة جدا.
اما جمال ابو شمالة فهو الاول في فاعلية التسجيل في المباراة الواحدة، والثاني في نسبة التسجيل (21.5) والثاني في نسبة التصويب الثلاثي (54.5، سجل 36 ثلاثية من 66 في 8 مباريات) ولكنه الاول بالنسبة لعدد التصويات، وهذه النسبة تعتبر من اعلى النسب في لعبة كرة السلة في العالم.
وعماد قحوش افضل ممرر في البطولة بواقع (48 تمريرة مساعدة بنسبة 6 للمباراة) وكذلك تسجيله (95 نقطة في 8 مباريات بنسبة 12 للمباراة).

الا ان هذه المشاركة كشفت واظهرت بشكل واضح ما كنا قد ذكرناه وحللناه مرات عديدة في السابق من سلبيات وخلل كبير في جوهر المنتخب ومنظومة كرة السلة الفلسطينية والتي تتمثل في ما يلي:

1) اختيار اللاعبين للمنتخب كانت خاطئة ولم تكن متوازنة في المراكز والخبرة الدولية، وذلك باصرار المدرب على اختيار كافة اللاعبين من العناصر الشابة للمنتخب وهذا خطأ كبير لوجود لاعبين افضل لم يتم اختيارهم ويمكن الاعتماد عليهم في ظل المشاركة الابرز في بطولة مثل اسيا، واستبعاد اثنين اخرين من المرافقين كان غير سليم، وكذلك خطأ اختيار شادي الخطيب (SF)من فلسطيني الداخل صاحب الامكانات الفنية العادية والتي لا تتوافق مع لاعب منتخب.
وافتقد المنتخب الى لاعب اخر في مركز الارتكاز الصريح، ولم يكن وجود سليم السكاكيني (C) لوحده كافيا، ولم يلعب الوقت الكافي في ظل محدودية امكانات وقلة خبرة حمزة يوسف (C)، ولم يأخذ امين سلمان (PG ) الفرصة الكافية للعب او حتى الاستفادة منه باللعب مع عماد قحوش كـ (2PG).

ومن خلال الاحصائيات اللاحقة نجد ان اصرار المدرب على اختيار العناصر الشابة كان خاطئا بسبب ضعف امكانات معظمهم وكذلك عدم اعطائهم الوقت الكافي للعب من اجل اخذ الفرصة المناسبة لاكتساب الخبرة من المباريات ومن ثم التحسن ثم التطور، والسؤال لماذا الاصرار على اخنيار عدد منهم ؟

2) مؤهلات الطاقم التدريبي الضعيفة، فماذا قدم للمنتخب ولكرة السلة ؟ والمكون من جيري ستيل الذي لا يملك اية سجلات في تدريب فرق عريقة او منتخبات ومساعده الاول الامريكي بوبي، ومساعده الثاني لاعب المنتخب المتميز الخلوق السابق اسامة ابو جابر والذي لا يملك اي سجل تدريبي مع اي نادي، فالمنتخب لم يقدم شيئا من الناحية الفنية وخاصة الهجومية(Offensive System) ، فلم يكن هناك اي نوع من التنظيم الهجومي الواضح، وحتىMotion offense البسيط لم نجده او Pattern offense او Set Offense ، او Motion offense with Spread and screen وحتى ball screen/pick and roll السهل الممتنع لم نجده الا نادرا في المباريات.

فكان الاداء الفردي والارتجالي هو الغالب والذي اعتمد على المهارات الفنية والقدرات المتميزة والاجتهادات الفردية في ايجاد الحلول الهجومية من خلال سني السكاكيني وابو شماله وقحوش وهارون وبنسبة اقل سليم السكاكيني، ويعتبر عماد قحوش الاول (37.4 دقيقة للمباراة) وجمال ابو شماله الثاني (37.3 دقيقة) وسني السكاكيني الخامس (35.9 دقيقة) في ترتيب اكثر اللاعبين الذين لعبوا اكبر عدد من الدقائق في المباريات في البطولة، وهذا يوضح الاعتماد الكلي عليهم، واثر ذلك على ادائهم من ناحية الضغط البدني والذهني.

فكانت خسارة مباراة الهند في الدور الثاني هي نتيجة طبيعية لكل ذلك وهي المباراة المصيرية الاهم للمنتخب على صعيد البطولة فهي تحدد صعوده الى دور الثمانية، فكان الاخفاق الكبير للمنتخب والخسارة 70-73 ، اضافة الى عدم قدرة المدرب على التعامل مع المباراة من الناحية النفسية فكان بدون روح وحرارة واخفق في التبديل وطلب الاوقات المستقطعة ولم يستغل وقوع افضل 3 لاعبين بالهند في Foul trouble ، فكان يجب التركيز على المباراة كثيرا ووضعها كهدف استراتيجي محدد للمنتخب، من هنا فالمدرب يتحمل مسئولية الخسارة بالكامل.

وكذلك كانت المباراة الثانية في الدور الثاني ضد اليابان مصيرية تحدد الصعود الى الربع النهائي، ولكن لم يستغل المنتخب الفلسطيني حالة اللاتوازن وعدم التوفيق الذي لازم اليابان في المباراة فضاعت المباراة مرة اخرى بعدم التركيز وضعف القدرة في قراءة المباراة وضعف التبديلات وطلب الاوقات المستقطعة من المدرب فخسرها المنتخب بصعوبة بواقع67- 74.

وفي المباراة الثالثة الاخيرة ضد المنتخب الايراني حامل اللقب ظهر منتخبنا بلا حول ولا قوة وكانت اسوء مباراة له بسبب الضغط واليأس من المبارتين السابقتين وخسر اللقاء بفارق كبير 48-94، ادت الى خروجه من البطولة.
وفي تحديد المراكز 9-12 لعب المنتخب بتحرر من الضغوط وباريحية وحقق فوزا جيدا على المنتخب الكازاخستاني بواقع 83-81 بعد التمديد وفي تحديد المركز العاشر خسر المنتخب امام الاردن 82-94 بسبب افضلية اللعب الجماعي والخبرة للاردن.

3) ظهور الفارق الكبير بين الامكانيات الفنية والجوانب التكتيكية الفردية والجماعية والخبرة الدولية للاعبي الدوري المحلي باستثناء سني السكاكيني (الطفرة الفلسطينية) الذي لعب موسمين قصيرين فقط في فلسطين وبقية مسيرته الاحترافية في الاردن ولبنان والصين، وبنسبة اقل شقيقه سليم عن بقية اللاعبين المغتربين في المنتخب ابو شماله وقحوش وهارون والذين لم يشاركوا في الدوري المحلي ابدا باستثناء ابو شماله الذي لعب موسمين مختلفين مع ابداع الدهيشة. من هنا لا يمكن فصل الدوري واللاعبين المحليين عن المنتخب فهما مرتبطين مع بعضهما.

4) الفجوة والخلل الواضح في العملية التدريبية وتفريخ اللاعبين خلال (2-3 سنوات) وهي الفترة التي استلم فيها جيري مدرب المنتخب المسئولية والاشراف على السلة الفلسطينية في تأهيل وتدريب وقيادة كرة السلة المحلية من لاعبين ومنتخبات من خلال عقد مع الاتحاد الفلسطيني، فلم يكتشف او يدرب ويؤهل اي لاعب على مستوى الفئات العمرية الناشئة او الشباب او المنتخب الاول وبالتالي لم يستطع تشكيل اي منتخب من الفئات العمرية الناشئة وهذا كان احد اهم اسباب تراجع كرة السلة الفلسطينية وافتقاد فلسطين للمواهب المكتشفة وظهور اللاعبين على مستوى المدارس والاندية وغيرها من المؤسسات.
وهذا ما كان يطرح باستمرار من قبل الكثيرين من المدربين والمتابعين عن فائدة وجوده من عدمه ما دام لا يقوم بالعملية التدريبية اللازمة.
وبالمقارنة بين ارقام وفاعلية حميع اللاعبين من خلال عدد المباريات والدقائق الملعوبة يظهر الخلل الواضح بين لاعبي الدوري المحلي باستثناء سليم السكاكيني واللاعبين المغتربين وسني:

1) امين سلمان (PG ) : لعب مبارتين من اصل 8 وبواقع دقيقة للمباراة، ولم يسجل. الفاعلية – 0.5
2) شادي الخطيب (SF: لعب 7 مباريات من اصل 8 وبواقع 6 دقائق للمباراة وسجل 5 نقاط بنسبة اقل من نقطة واحدة للمباراة. الفاعلية 0.1
3) سامي عودة (PG) : لعب 5 مباريات من اصل 8 وبواقع 6 دقائق للمباراة سجل 9 نقاط بواقع 2 نقطة للمباراة و2 تمريرة مساعدة بنسبة نصف تمريرة للمباراة. الفاعلية 1.3
4) اينار عوده (SG) : لعب 3 مباريات من اصل 8 بواقع 3 دقائق للمباراة ولم يسجل. الفاعلية -0.3
5) جهاد يغمور (SG) : لعب 5 مباريات من اصل 8 بواقع 8 دقائق للمباراة سجل 4 نقاط بنسبة 0.8 للمباراة. الفاعلية 1.4
6) حمزة يوسف (C: لعب 7 مباريات من اصل 8 بواقع 15 دقيقة للمباراة سجل 9 نقاط بنسبة 1.3 للمباراة ونسبة 3.6 متابعة للمباراة. الفاعلية 2.1
7) احمد يونس (SG: لعب 8 مباريات بواقع 19 دقيقة للمباراة وسجل 21 نقطة بنسبة 2,6 للمباراة و 2 متابعة للمباراة. الفاعلية 3.2
8) سليم السكاكيني (C): لعب 7 مباريات من اصل 8 وبواقع 20 دقيقة للمباراة سجل 55 نقطة بنسبة 8 نقاط للمباراة و 5 متابعات للمباراة.

9) احمد هارون (SF) : لعب 7 مباريات من اصل 8 بواقع 30 دقيقة للمباراة سجل 51 نقطة بنسبة 7.3 للمباراة و 36 متابعة بنسبة 5 للمباراة وتمريرة مساعدة للمباراة. الفاعلية 7.9
10) عماد قحوش (PG) : لعب 8 مباريات بواقع 37 دقيقة للمباراة سجل 95 نقطة بواقع 12 للمباراة و 32 ريباوند بنسبة 4 للمباراة و 48 تمريرة مساعدة بنسبة 6 للمباراة و 14 سرقة كرة بنسبة 2 تقريبا و35 فقدان كرة بنسبة 4,4 للمباراة. الفاعلية 9.8.

11) جمال ابو شماله (SF) : لعب 8 مباريات بواقع 37.3 دقيقة للمباراة سجل 172 نقطة بنسبة 21.5 للمباراة و 68 متابعة بنسبة 8.5 للمباراة و 15 تمريرة مساعدة ب بنسبة 2 للمباراة و 22 فقدان كرة بنسبة 3 تقريبا للمباراة. الفاعلية 181.
12) سني السكاكيني (PF) : لعب 8 مباريات بواقع 36 دقيقة للمباراة سجل 179 ب بنسبة 22.4 للمباراة و 101 متابعة بمعدل 12.6 للمبارة و 19 تمريرة مساعدة بنسبة 2.4 للمباراة و 12 ستيل بنسبة 1.5 للمباراة و 23 فقدان كرة بنسبة 3 في المباراة. الفاعلية 174.

ومع ذلك يجب الانتباه الى حساب عدد المباريات وحساب النسبة العامة وكذلك الحساب من خلال عدد الدقائق الملعوبة مثل الفاعلية وامور اخرى والتفريق بينهم في بعض الحالات، فمثلا سني السكاكيني سجل (179 نقطة في 8 مباريات) وجمال ابو شمالة سجل (172 نقطة في 8 مباريات) ويأتيان ثانيا وثالثا بالتسجيل بعد الهندي امجيوت سينغ الاول في التسجيل (188 نقطة ب 9 مباريات)، ولكن عند حساب نسبة التسجيل بالنسبة لعدد المباريات، فان السكاكيني الاول بواقع (22.4 من 8 مباريات) وابو شماله الثاني بواقع (21.4 من 8 مباريات) والقطري الثالث بواقع (21.1 من 7 مباريات) والهندي الرابع (20.9 من 9 مباريات)، وكذلك عند حساب عدد التصويبات الثلاثية ونسبتها فمثلا نجد ان اللاعب شينغ لو من الصين تايبيه هو الاول في الترتيب حسب النسبة وهي (55.2، سجل 16 ثلاثية من 29 في 5 مباريات)، بينما يأتي ابو شمالة ثانيا بنسبة (54.5، سجل 36 ثلاثية من 66 في 8 مباريات).

واللاعب الصيني هو الثالث (54.5، سجل 18 ثلاثية من 33 في 9 مباريات) وهنا يتضح الفارق الكبير بعدد محاولات التصويب بين الثلاثة وعدد المباريات الملعوبة وهي بلا شك لصالح ابو شمالة. والمثال الاخر هو الفاعلية في المباريات والدقائق، ففي المباريات ابو شمالة اولا في فاعليته التسجيلية (22.6 في 8 مباريات) وسني ثانيا (21.8 في 8 مباريات) والياباني كوجي ثالثا (21.3 في 9 مباريات) وجيليان لي افضل لاعب في البطولة (20.2 في 9 مباريات)، ولكن في عدد الدقائق الملعوبة فالفاعلية التسجيلية للصيني جيليان (26.7 دقيقة) اولا والياباني كوجي (32.6 دقيقة) ثانيا، والسكاكيني (35.9 دقيقة) وابو شماله (37.2 دقيقة) وهما متأخرين عن كصير من اللاعبين في ذلك.

ان البحث عن اللاعبين المغتربين وضمهم للمنتخب هي طريقة ممتازة لرفد المنتخب وتقويته باللاعبين المميزين ولكن يجب عدم الاعتماد على ذلك خاصة في ظل وجود الدوري المهتريء وعدم مشاركة المغتربين فيه لاكساب اللاعبين الاخرين الاحتكاك وتقوية الدوري وجعلة تنافسيا قادرا على اخراج لاعبين مميزين للمنتخب.

والان وبعد تلك المشاركة ماذا سيعمل الاتحاد من اجل حل المعضلات الكبيرة المتعلقة بكرة السلة الفلسطينية، فهل سيكون هناك تخطيط استراتيجي لمستقبل افضل لكرة السلة الفلسطينية بالبحث محليا عن المواهب وتدريبها وتنظيم دوريات لها وتنظيم دوري قوي تنافسي.