السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير- حين تغضب يافا

نشر بتاريخ: 07/10/2015 ( آخر تحديث: 11/10/2015 الساعة: 09:57 )
تقرير- حين تغضب يافا
يافا- تقرير معا- تنظر محكمة الصلح في "ريشون لتسيون" وسط إسرائيل، اليوم الأربعاء، في تمديد اعتقال ستة من بين المشاركين في مسيرة الدراجات النارية في يافا نصرة للأقصى المبارك، وجميعهم من سكان المدينة. وعلم مراسل "معا" أن الستة هم: فادي أبو شميس، محمد الصافي، محمد الوحش، أحمد أبو زيد، زياد أرحيل ومحمود عيسى. وتطوع المحامي رمزي كتيلات للدفاع عن المعتقلين.

وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أنه "استمرارا لتحقيقات شرطة تل أبيب-يافا في أحداث الإخلال بالنظام العنيفة التي تطورت امس الثلاثاء بيافا خلال التظاهرة الاحتجاحية التي نظمت هناك على خلفية أحداث القدس والأقصى، من المزمع أن يتم خلال ساعات نهار اليوم الاربعاء إحالة المشتبهين الستة المعتقلين - بما يشمل خمسة بالغين وقاصر - إلى محكمة الصلح لطلب تمديد فترات اعتقالهم على ذمة التحقيقات الجارية". وادعت ان ستة من عناصرها أصيبوا بصورة طفيفة أثناء المواجهات.

وكان احتشد الليلة الماضية أكثر من ألف مواطن من أبناء مدينة يافا وأصحاب المركبات والدراجات النارية والهوائية في حديقة العجمي للمشاركة في مسيرة الدراجات النارية الحاشدة التي انطلقت من الحديقة وجابت عددا من شوارع المدينة، للتعبير عن رفضهم واستنكارهم للانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، واقتحامه اليومي من قبل المستوطنين وقوات الأمن الاسرائيلي والاعتداء على المرابطين فيه.

كما وتأتي هذه المسيرة استنكارا ورفضا للاعتداء على مسجد "حسن بك" بمدينة يافا، ورفضا لقيام قوات الشرطة الإسرائيلية باعتقال السيدة سماهر فران يوم الاثنين قرب المسجد الأقصى المبارك بحجج واهية.

وقد ردد المشاركون في المسيرة هتافات منددة باقتحام المسجد الأقصى المبارك والانتهاكات التي يتعرض لها، كان أبرزها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، بالاضافة لترديد شعارات مناهضة لسياسة المؤسسة الاسرائيلية تجاه المسجد الأقصى على رأسهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. كما ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة الإسلامية الخضراء التي رفرفت وسط مدينة يافا وتل أبيب.

وقد حاولت الشرطة الإسرائيلية الربط في بياناتها المتعاقبة بين المواجهات العنيفة وبين "الحركة الإسلامية الشمالية" حيث ادعت أنها هي التي دهورت الأوضاع إلى المواجهة مع الشرطة.

من جانبها، أصدرت الحركة العربية للتغيير برئاسة النائب أحمد الطيبي بيانا تستنكر في التحريض الأرعن من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد الحركة الإسلامية ونيّته المباشرة في إخراجها عن القانون، بموازاة تحريض وزراء ونواب اليمين ضد الحركة، الذي استمر الليلة الماضية أثناء تداول أحداث يافا.

وجاء في البيان: "إن تحريض بنيامين نتانياهو ضد الحركة الاسلامية هو محاولة مفضوحة ومكشوفة ومرفوضة منا جميعاً لإبعاد تهمة التدهور عن نتانياهو شخصياً وسياسة حكومته واجراءاته في المسجد الاقصى والقدس وسائر الاراضي المحتلة. وامام هذه الهجمة على اخواننا في الحركة الاسلامية فإننا نقف صفا واحدا لصد هذه الهجمة ولنؤكد اننا وان اختلفت مواقعنا فإننا ابناء شعب واحد نحمل آلامه واماله ونسعى جميعا لدحر الاحتلال ورفع الظلم عن شعبنا بكافة قطاعاته واماكن تواجده. لن نسمح بالاستفراد بالحركة الاسلامية وقياداتها".

"لن نوافق على الجرائم"
وقال كمال إغبارية، رئيس اللجنة المحلية لحي العجمي، إنّ المواجهات وقعت ب
وحمّل الشيخ أحمد أبو عجوة، خطيب مسجد "حسن بك" شرطة إسرائيل مسؤولية ما حدث من مواجهات في مدينة يافا الليلة الماضية، بعد أن أغلقت عنوة الشارع أمام مسيرة الدراجات النارية، والتي لم تكن هناك حاجة لاصدار ترخيص لها، وفقا لاعلان الشرطة نفسها والاستشارة القانونية. وأضاف: "نحن جزء من الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، ولن نوافق على الجرائم التي تحدث في مسجد الأقصى الذي يُنتهك على أساس يومي، وهذا لا يتوقف عند الأقصى فحسب بل وصل إلى مسجدنا في حارة المنشية بيافا الذي يتعرض لانتهاك حيث يقوم يهود بالقاء الحجارة على المسجد، ما يعيدنا إلى العام 2000 – أثناء انتفاضة الأقصى – حيث معجزة ربانية منعت كارثة في المسجد".

وحول المستقبل قال: "سياسة الاحتلال في الأقصى هي التي تؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية، وفيما لو استمر هذا الوضع لن يكون هدوء في الداخل أيضا. من يمس بالمسجد الأقصى فليتوقع ما لا يمكن توقعه".

"تعبير عن غضب الشارع"
سامي شحادة، العضو السابق في المجلس البلدي تل أبيب-يافا، قال في حديث لـ"معا": "ما جرى بالأمس هو استمرار بمسيرة تجرى كل أسبوعين لتعبر عن غضب الشارع في يافا مما يجري في القدس بشكل عام وفي الأقصى بشكل خاص. هذا ليس بالأمر الجديد حيث انتهت ثلاث مسيرات بشكل منظم وبدون أي مواجهات. ما جرى بالأمس، أنه على مستوى ما يجري على الساحة الفلسطينية بشكل عام، كان هناك اعتداء آخر على مسجد حسن بك، هذا المسجد الذي يعاني من اعتداءات متكررة تسجل ضد مجهولين حيث لا تقوم الشرطة باعتقال المعتدين. هذا زاد من الاحتقان والتوتر في الشارع. بالأمس كانت المسيرة ناجحة وعادية، حتى قرار الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين حيث وصل عدد كبير من رجال الشرطة، ولم تقتصر على رجال الشرطة العاديين بل وصلت بهم إلى زج حرس الحدود واعتقد أيضا قوات خاصة إلى المنطقة، فتحول الأمر ليس كتعامل عاجي مع مواطنين بل أصبح التعامل مع المواطنين كأعداء، وأصبح عدد كبير من الاستفزازات من قبل هذه القوات للمشاركين في المظاهرة مما زاد من الاحتقان والغضب لدى المشاركين في المظاهرة وعندما بدأت الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين بدأت المواجهات".

وأكد شحادة، الذي يشغل اليوم سكرتير التجمع في يافا، عودة الهدوء الى شوارع المدينة. وتابع قائلا: "بالنسبة لدور قيادات الحركة الإسلامية بالأمس كان على العكس مما يصوره الإعلام الإسرائيلي حيث تصرفت القيادات بمسؤولية تامة وحاولت الحفاظ على النظام من أجل سلامة الشباب. أما بصدد ربط الإعلام الإسرائيلي بين الأعلام الخضراء وحماس – فهذه أعلام كافة الحركات والتيارات الإسلامية على مستوى العالم العربي والإسلامي. الجهل الكبير في الإعلام الإسرائيلي والشارع الإسرائيلي تجاه الأمور الأساسية في الساحة الفلسطينية مثل الرموز والأعلام إن دلّ على شيء فهو يدل على مستوى العنصرية والجهل لدى هذا الشارع".