رام الله- معا - قال وزير الشؤون الاجتماعية شوقي العيسة أن فصول المأساة الفلسطينية التي توحد شعبنا في الوطن والشتات مُستمرة، وهي ناتجة أساساً عن غياب الإرادة الدولية في إنهاء الاحتلال وإيجاد حل سياسي يلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وقال العيسة خلال حضوره توقيع اتفاق بين الحكومة اليابانية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مقر وزارة الشؤون الاجتماعية، أن مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة هم بحاجة ماسة لكل أشكال الدعم والمساندة بما في ذلك مساعدات برنامج الاغذية العالمي، موضحاً ان هذا النوع من المساعدات تُمثّل تدخلاً ضرورياً ومُهمّاً للعائلات الفلسطينية الفقيرة، والفئات المهمشة في المناطق النائية التي ترزح تحت ضغط الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة الناجمة عن الاحتلال وإجراءاته التعسفية بما فيها منع الحركة والتنقل والاعتداءات اليومية على الأرض والموارد الفلسطينية، والسيطرة على المعابر، ووضع المزيد من القيود أمام جهود السلطة ومبادرات القطاع الخاص للتنمية والاستثمار، إلى جانب الحملة الاستيطانية المسعورة التي تبتلع المزيد من الأراضي الزراعية، وإزالة إعداد كبيرة من الأشجار وسيطرة إسرائيل على الموارد المائية، ووجود ما يزيد عن 60% من الأراضي الفلسطينية المصنفة ج، والتي تخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية الكاملة واستمرار الحصار والانتهاكات الإسرائيلية على قطاع غزة، ناهيكم عن التغيرات المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، مُهددة المزيد من الأسر للانزلاق في دائرة انعدام الأمن الغذائي.
وقد رعى العيسة توقيع اتفاقية المنحة المقدمة من الحكومة اليابانية ممثلةً بالسفير الياباني لدى دولة فلسطين السيد تاكيشي اوكوبو، لصالح برنامج الغذاء العالمي ومثّله دانيلا اوين مدير برنامج الغذاء العالمي في فلسطين لمساعدة الفقراء في فلسطين بقيمة (4) مليون دولار أمريكي، كمساعدة متكررة قد تجاوزت (40) مليون دولار أمريكي خلال العشر سنوات الماضية، وحضور يوكي اجاراشي سكرتير ثاني في السفارة اليابانية في دولة فلسطين باول سكوزيلاس نائب مدير برنامج الاغذية العالمي في فلسطين وياسمين ابو العسل من دائرة علاقات المانحيين في البرنامج وعدد من مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية.
وتقدم العيسة من الحكومة والشعب الياباني بالشكر والامتنان على الدعم السخي للسلطة الفلسطينية لدعم برنامج الحماية الاجتماعية من خلال برنامج الأغذية العالمي، مشيداً بالمساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطيني، وتفهمها للظروف الإنسانية للشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني.
وقال الوزير نتطلع إلى المزيد من التعاون والدعم من الحكومة اليابانية، وخاصة برفع مساهمة اليابان في برنامج الاغذية العالمي، وارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من انعدام في الأمن الغذائي وذلك حسب ما عودتنا عليه الحكومة اليابانية.
وبدوره أكد السفير الياباني لدى دولة فلسطين على أن اليابان حكومة وشعبا مستمر بدعمه لفلسطين في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والصحيّة والزراعية، وان اليابان لديها إيمان عميق بان المساعدات الغذائية للفئات الفقيرة والمهمشة يمكن تحقيقه من خلال تنفيذ أنظمة غذائية فعّالة، معرباً عن تقديره لجهود برنامج الأغذية العالمي والدور الكبير الذي يلعبه البرامج في خدمة أبناء الفئات الفقيرة والضعيفة من الشعب الفلسطيني وتحسين مستوى وجودة التغذية لهم.
من جهتها أشادت دانيلا اوين بهذه المنحة المقدمة من الحكومة اليابانية لمساعدة الفقراء في فلسطين، خاصة أن هذا الدعم السخي من اليابان سيفتح آفاق لمزيد من الشراكات، وتطوير العلاقات مع الشركاء الدوليين.
وتحدثت اوين عن الشراكة المُمّيزة بين برنامج الأغذية العالمي وبين اليابان ومؤسسات الحكومة التي امتدت لأكثر من عشر سنوات، وعبرت عن سعادتها بهذا الدعم السخي لبرنامج الغذاء العالمي الذي يقدم خدمات أساسية للفئات الفقيرة من أبناء شعبنا.