نشر بتاريخ: 07/10/2015 ( آخر تحديث: 07/10/2015 الساعة: 17:21 )
رام الله -معا - ادانة وزارة الخارجية حملة التحريض الاسرائيلية الرسمية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، والتي تتصاعد وتيرتها وتتسع دائرتها على الرغم من الدعوات التي أطلقتها القيادة الفلسطينية، بضرورة العمل من أجل نرع فتيل التوتر المتصاعد الذي ينذر بانفجار شامل، وهو ما تسعى وتخطط حكومة نتنياهو من أجله.
وفي هذا الاطار، تدين الوزارة بشدة تسابق أركان التطرف والعنصرية في اسرائيل، على التحريض الخطير لقتل الفلسطينيين واستباحة أراضيهم، كالتصريحات التي أطلقها نتنياهو، خلال اقتحامه بالأمس مع وزير دفاعه لشمال الضفة الغربية، بتشديد القبضة الحديدية وتوعده للفلسطينيين بمزيد من القمع والملاحقة، حيث وافق على نشر كاميرات ومناطيد مراقبة في شوارع وسماء الضفة الغربية، في انتهاك جديد للسيادة الفلسطينية. بدوره، هاجم الوزير المتطرف ، نفتالي بينت زعيم حزب (البيت اليهودي)، الرئيس محمود عباس مؤكدا على رفض الحكومة الاسرائيلية الافراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو.
و عقد اجتماعا لكتلة حزبه البرلمانية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، هذا في حين عقدت نائبة وزير خارجية الاحتلال، تسيفي خوتوبلي (الليكود)، اجتماعا مع رؤساء المستوطنين في الضفة الغربية، أكدت خلاله دعمها لمطالبهم بضرورة "توفير الحماية الأمنية للمستوطنين واطلاق يد البناء الاستيطاني بصورة أوسع وأشمل في القدس والضفة الغربية". وفي السياق، هاجم نائب وزير الحرب الاسرائيلي، المتطرف ايلي بن دهان (البيت اليهودي)، الفلسطينيين ودعاهم الى "ترك البلاد أو التسليم بما تقوم به اسرائيل في جبل الهيكل والقدس"، مدعيا أن "اسرائيل جميعها ملك لليهود" ومطالبا بـ "دعم أكبر للاستيطان والمستوطنين".
من جهته دعا الحاخام شلومو أفينر، حاخام مستوطنة بيت ايل، الى "عدم اجراء أية مفاوضات مع الفلسطينيين"، واصفا اياهم بـ "الأفاعي"، ومطالبا باغتيال الفلسطينيين ميدانيا، دون مساءلتهم أو اعتقالهم". وخلال قيامه بجولات استفزازية استعراضية بسلاحه، هاجم رئيس بلدية الاحتلال "نير بركات"، الرئيس عباس، داعيا الى ضرورة "ندفيعه ثمن ما يحدث من تصاعد في التوتر"، كما شارك المتطرف "بركات" شخصيا في عمليات هدم منازل الشهداء الفلسطينيين في القدس الشرقية. يضاف الى ذلك التصرف الهمجي وغير الأخلاقي الذي قام به عضو الكنيست، موتي يوجاف (البيت اليهودي)، في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، عندما اعترض طريق امرأة فلسطينية كانت في طريقها الى منزلها وشدّها بمساعدة شرطي اسرائيلي كان برفقته، قائلا لها: "إذهبي الى القبر". وكذلك، العقاب الجماعي بحق أصحاب المحلات التجارية في البلدة القديمة بالقدس، من اغلاق لمحلاتهم والتهديد بمحاكمتهم، لعدم تمكنهم من منع عملية الطعن، وكأن العشرين ألف شرطي الذين نشرهم الاحتلال على مداخل وأزقة البلدة القديمة، نجحوا في منع ذلك. هذه التصريحات التحريضية والأفعال العنصرية والاجراءات التعسفية ، تترافق مع استمرار عمليات اطلاق الرصاص الحي على المدنيين الفلسطينيين، كما حدث صباح اليوم في البلدة القديمة بالقدس وفي مدينة بيت لحم، وأيضا استمرار اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والجولات والمسيرات الاستفزازية للمتطرفين اليهود التي يسمح لها بحماية شرطة الاحتلال في شوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة.
تؤكد الوزارة على أن الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، هي حكومة مستوطنين، وأن دولة اسرائيل ومؤسساتها أصبحت بهذه السياسات والمواقف الصادرة عن أركانها، دولة "غانغسترز"، وترى الوزارة أن هؤلاء "الغانغسترز" قد فقدوا رشدهم وباتوا يداهمون منازل الفلسطينيين لاعتقال طفل لا يزيد عمره عن 3 سنوات بحجة رشقه للحجارة، الى هذه الدرجة وصل بهم الخوف والرعب.
وتلاحظ الوزارة من جهة أخرى، أن هذه التصريحات التي يطلقها "الغانغسترز" لتعطي الانطباع بأن لديهم سياسة ترهيب وتخويف واستخدام القوة المفرطة، بشكل غير قانوني لارهاب الفلسطينيين بجميع الأعمار، بينما هي اثبات قاطع على حالة الرعب والخوف التي تسكن نفوسهم، وما نشاهده من واقع المواجهات الحالية، يثبت أن الفلسطيني الضعيف قد أصبح قويا، وأن الاسرائيلي القوي أصبح ضعيفا، ويحاول اخفاء خوفه وضعفه من خلال تخطي حدود القوانين الدولية والانسانية واستخدام القوة المفرطة في غير مكانها.
وبناء على ذلك، تتابع وزارة الخارجية كشف وفضح هذه التوجيهات الاسرائيلية الرسمية أمام المجتمع الدولي، وتقوم بتوثيق جميع الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية، من أجل متابعتها مع الجهات ذات العلاقة والاختصاص كافة. وتؤكد الوزارة على أن أي قوة مهما بطشت ، فانها لن تستطيع أن تنال من عزيمة شعبنا، شعب تواق للحرية والاستقلال، فالمعركة بالنسبة للاسرائيليين خاسرة تماما رغم تكلفتها الباهظة علينا.