غزة- تقرير معا- انطلقت في قطاع غزة حملات توعية بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي في ظل الحديث عن ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض في فلسطين بنسبة 25% عن العام الماضي.
ويعد شهر أكتوبر هو الشهر العالمي لسرطان الثدي والذي تنظم فيه فعاليات عالمية من أجل التوعية بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي والتضامن مع النساء المصابات، كما يعد السرطان هو المسبب الثاني للوفاة في فلسطين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية بعدما ظل السرطان لسنوات طويلة المسبب الثالث للوفيات.
إيمان شنن مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان بغزة تقول:" إن نسبة مرضى السرطان المسجلين في البرنامج في ارتفاع متزايد حيث يسجل المركز 10 حالات سرطان جديدة أسبوعيا".
وأضافت شنن في حديث لمراسل "معا" ننظر بخطورة وقلق لتزايد أعداد المرضى وتدني ظروف معيشتهم والنقص الحاد في الأدوية لذلك ستكون فعالياتنا المركزية لهذا العام بجانب التوعية بأهمية الفحص المبكر لأنه يساهم بالشفاء بنسبة 95% لذا سعينا وكثفنا جهودنا لتدريب النساء على الفحص الذاتي الشهري ونسعي للوصول إلي آلاف النساء".
وسجلت نسبة المرضي المسجلين في برنامج العون والأمل لرعاية مرضي السرطان في قطاع غزة الذي يقدم خدماته لحوالي 2750 مريض بالسرطان معظمهن من النساء المصابات بسرطان الثدي ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية عام 2015 ويسجل البرنامج أسبوعيا 10 حالات سرطان جديدة على الأقل.
وأوضحت شنن أن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الذكور.
وأشارت شنن إلى أنه في مايو 2014 صرح الدكتور خالد ثابت رئيس قسم الأورام في مستشفى الشفاء بأنه يسجل ما يقارب 70 حالة سرطان جديدة شهريا في قسم اﻷورام بمستشفى الشفاء غير الحالات المسجلة في مستشفى الأوروبي، وفي يوليو 2015 تم تشخيص ما يزيد عن 130حالة سرطان جديدة في قطاع غزة شهريا.
كما أشارت إلى تقرير منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" الذي يقول :"إن قطاع غزة قد يصبح غير صالح للسكن بحلول عام 2020 وهذا الوضع الكارثي سيزيد من نسبة المرض في الخمس سنوات القادمة".
وسجلت الزيادة في حالات السرطان الجدیدة المبلغ عنها في فلسطين العام 2015 بزيادة بلغت نسبتها "25 %" عن الحالات التي سجلت في العام 2014 وقد بلغ معدل حدوث الإصابة بمرض السرطان في فلسطين " 76.0" لكل 100,000 من السكان.
وتحدثت مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان عن المشاكل التي يعاني منها مرضى السرطان في غزة المتمثلة في النقص الحاد في أدوية السرطان في القطاع مما يعرض المرضى إلى مخاطر التراجع الصحي بالإضافة إلى العجز الدائم في العديد من الأدوية المساعدة وعدم توفر جهاز العلاج الاشعاعي.
وتقول شنن :" يترتب على هذه المشاكل تأخر الكثير من المرضى في تلقي جرعاتهم العلاجية في الوقت المناسب وايقاف العديد من البروتوكولات العلاجية لفترات طويلة وتحويل المرضى لتلقي العلاج خارج قطاع غزة مما يعرض المرضى للمعاناة و تتلخص في رفض أكثر من 30% منهم لدواعي أمنية بالإضافة إلى تأخر التحويلات الطبية للمرضى لكثرة الأعداد المحولة وفي حال إصدارها يتم إعطاء مواعيد بعيدة للمرضي مما يؤثر على حياتهم بشكل خطير ومعاناة المرضي في السفر والتنقل".
وطالبت صناع القرار الفلسطينيين بأن يتم وضع أولويات مرضى السرطان على قائمة اهتمامهم وتيسير وتسهيل حياة المهمشين والفقراء من خلال توفير الأدوية غالية الثمن توفير وسائل نقل مجهزة لهم عبر معبري رفح وبيت حانون.
وناشدت المجتمع الدولي بأن تتم مساندة ودعم البرامج التي تعنى بمرضى السرطان الحكومية وغير الحكومية نظرا لأن هناك تجاهلا ملحوظا من قبل المؤسسات الدولية بهذا الخصوص.
ودعت المجتمع المحلي بأن يستمر في التضامن مع مرضى السرطان ودعمهم نفسيا ومعنويا وماديا بالإضافة إلى تكثيف الحملات الإعلامية لتسليط الضوء على المرض ومخاطرة ودعوة القطاع الخاص إلى تبني مبادرات لدعم مرضي السرطان.
وأشارت إلى أن حملات التوعية التي انطلقت برعاية بنك فلسطين لعام الرابع على التوالي.
ویأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى طبقا لعدد الحالات المبلغ عنها في العام 2014 من السرطانات التي تصیب الإناث في فلسطين وقد بلغت نسبتها في 42 % من مجموع حالات السرطان المبلغ عنها العام 2014.