الاتيرة: اسرائيل تمارس ابشع واغرب عملية تلويث بيئي في الضفة والقدس
نشر بتاريخ: 10/10/2015 ( آخر تحديث: 10/10/2015 الساعة: 17:12 )
القدس - معا - اعتبرت رئيس سلطة جودة البيئة المهندسة عدالة الاتيرة بأن الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة يمارس أبشع واغرب عملية تلويث بيئي يشهدها العالم لمدينة بكاملها اذ يستهدفها بسرقة بيئة شعب يضرب في جذور تاريخ المدينة وتحويلها وتحويرها لصالح شعب اخر غريب عنها.
جاءت اقوال الاتيرة خلال كلمة لها في دورة المؤتمر الاسلامي السادس لوزراء البيئة المنعقد في مملكة المغرب تحت عنوان " التغيرات المناخية: تحديات المستقبل من أجل تنمية مستدامة " بمشاركة العديد من الدول العربية وبتنظيم من الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم " إيسيسكو" وبرعاية المملكة المغربية.
وشددت في كلمتها بان لا تنمية مستدامة في ظل وجود الاحتلال الاسرائيلي الذي يسيطر على الارض والمصادر الطبيعية ويتحكم بكل مقدراتنا معتبرة وجود الاحتلال يزيد من الاثار والضغوطات التي يسببها تغير المناخ ويزيد الأمور صعوبة وتعقيدا.
وطالبت الاتيرة الدول كافة والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الامم المتحدة مواصلة دعم الشعب الفلسطيني للتخلص من هذا الاحتلال الغاشم ومساعدته في ان يصبح طرفا في الاتفاقيات الدولية البيئية على طريق نيل حقوقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية.
الاحتلال تحدي بيئي اخر
واكدت بان دولة فلسطين التي تقع تحت الاحتلال تراقب بقلق عميق التحديات البيئية والمناخية التي تواجه العالم اجمع والتي ان لم تعالج بشكل جدي وفعال فستكون وبشكل متزايد مصدرا لعدم الاستقرار وتهديد للأمن والسلم العالميين، مشيره بان فلسطين تواجه تحديات اخرى كالاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته المستمرة على الارض، حيث يشكل عائقا اساسيا في عملية التنمية سواء بمفهومها المستدام او غير المستدام ويحول دون سيطرتنا على موردنا الطبيعية لا سيما المياه التي تعتبر من الموارد الشحيحة جدا في منطقتنا.
وتطرقت الاتيرة في كلمتها بالحديث عن تفاقم الوضع البيئي في قطاع غزة جراء الحروب المتعاقبة والعقاب الجماعي لما يقارب 2 مليون نسمة والمتمثل بالحصار المفروض عليه منذ سنوات وتقيد حركة المواطنين والسلع الامر الذي ينظر بالكوارث لا سيما ما يتعلق بالمياه، بالإضافة الى معاناة قطاع غزة من تلوث واستنزاف مصادر المياه المتمثلة بالحوض الساحلي، حيث ان نسبة المياه الصالحة للشرب في هذا الحوض لا تتعدى 5% من الكميات المتاحة
وواضحت الاتيرة جهود دولة فلسطين في قضية تغير المناخ العالمية، بتشكيل لجنة وطنية عليا تعنى بتغير المناخ ووضع السياسات العامة في هذا الخصوص، واكدت بان دولة فلسطين ليست عضو في اتفاقية تغير المناخ الا انها تعكف حاليا على اعداد التقرير الوطني الأول حول الانبعاثات وهو أحد التقارير الهامة التي تعمل الدول على اعدادها.
حوكمة بيئية فلسطينية
وعلى صعيد الحوكمة البيئية اشارت الاتيرة الى أن فلسطين أقرت القانون الخاص بحماية البيئة منذ العام 1999 وتعديلاته في العام 2013 وما صدر عنه من لوائح تنفيذية، الى جانب العديد من القوانين الاخرى كقانون الصحة العامة وقانون الطاقة المتجددة وقانون الزراعة وقانون المياه وقانون الصيد وقانون المدن الصناعية وقانون الهيئات المحلية والتنظيم والبناء وقانون الصناعة وقانون المصادر الطبيعية وقانون المرور وقانون الحرف والصناعات والمخطط الوطني لحماية الموارد الطبيعية والمعالم التاريخية ضمن مشروع التخطيط المكاني المتكامل، والعديد من المواصفات البيئية والتعليمات الفنية الالزامية.
وقدمت الاتيرة في كلمتها الانجازات التي تعدها دولة فلسطين في مختلف القضايا البيئية كإعداد خطة التنمية الوطنية للأعوام 2014-2016 والعديد من الاستراتيجيات والمشاريع والتقارير الوطنية خاصة التقرير الوطني حول التقدم المحرز في تحقيق التمية المستدامة.
وشددت بان الجهود التي تبذلها فلسطين تصطدم وتتحطم على صخرة الاحتلال واجراءاته، والذي يشكل معوقا اساسيا امام بناء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وفق حل الدولتين، ومعطلا لتعزيز بناء مؤسسات الدولة.
وشكرت الاتيرة المملكة المغربية على حسن الاستضافة وعلى الجهود التي تبذلها المغرب في دعم القضية الفلسطينية، شاكره العاهل المغربي محمد السادس وسمو الاميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في مملكة المغرب وزير البيئة والمياه في المملكة معالي د. راشد أحمد بن فهد، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" على جهودهم الداعمة في انجاح فعاليات المؤتمر الهام .
ويشار بان المؤتمر الوزاري السادس للوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة في الدول الإسلامية، عقد يومي 8 و9 من شهر أكتوبر الحالي، في العاصمة المغربية الرباط؛ لمناقشة برامج عمل بشأن التنمية المستدامة، التي تسهم في مواجهة التحديات والمخاطر البيئية، في دول إسلامية تعرضت لكوارث وأزمات خلال الأعوام السابقة، ولبلورة رؤية مشتركة فيما يتعلق بالمؤتمر المقبل للاطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي سيعقد خلال شهر ديسمبر المقبل في باريس، مؤكدين التزامهم بأهداف التنمية المستدامة التي تعتبر من ابرز القضايا على أجندة منظمة التعاون الإسلامي، نظرا للتحديات الخاصة التي تواجه بلدان المنظمة فيما يتعلق بالنمو السكاني ونقص الموارد وتدهور البيئة وتغير المناخ.
اطلاع على الاستهداف الاسرائيلي للبيئة
وعلى هامش اعمال المؤتمر التقت رئيس سلطة جودة البيئة م. عدالة الاتيرة بصاحبة السمو الملك الاميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في مملكة المغرب، وكان يرافقها من سلطة جودة البيئة م. زغلول سمحان مدير عام السياسات والتخطيط ، واطلعت الاتيرة الاميرة للا حسناء على الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأراضيه ومواصلة اعمال الاستيطان للأراضي واستهداف الاراضي الزراعية وتجريفها مشيرة بان ما يجري في العاصمة المحتلة والضفة الغربية هي استهداف للبيئة الفلسطينية وسرقة للتراث الشعبي الفلسطيني للمقدسات الاسلامية والمسيحية وتهويد للإرث الوطني.