غزة- تقرير معا - لا تزال الهبة الجماهيرية متواصلة لليوم الثالث على التوالي في مناطق التماس بقطاع غزة تضامنا مع الضفة الغربية والقدس واستشهد فيها 11 مواطنا وجرح أكثر من 200 آخرين بحالات مختلفة منذ الجمعة الماضية، لكن يبقى السؤال هل يمكن أن تمتد المواجهة الشعبية الى حرب على غزة؟
واستبعد محللون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" توسيع دائرة العمليات العسكرية الاسرائيلية وصولا إلى حرب، مؤكدين ان فصائل المقاومة الفلسطينية واسرائيل غير معنين بالتصعيد.
طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي يقول:" إن المقاومة غير متحمسة بالتصعد مع الجانب الاسرائيلي والجميع يعلم ان اسرائيل تنتظر ذرائع ومبررات للقيام بعمل عدواني كبير ضد غزة حتى تحرف الانظار عما يجري بالضفة وحتى الان لا تعثر على المبررات والذرائع المطلوبة".
ويضيف الكاتب عوكل" أن اسرائيل تحاول أن تقطع الطريق على أي فكرة او محاولة لاجتياز الحدود وترد على الشبان بالقتل والجرح واسرائيل تريد ايصال رسالة من وراء هذا العدد من الشهداء والجرحى انهاء لن تتهاون ضد من يجتاز الحدود".
ويرى أن الفصائل معنية بان يكون هناك شكل من أشكال المجابهة مع الاحتلال لكن أقل من اطلاق الصواريخ وأعلى من المظاهرات الداخلية وهذا الشكل المعقول الذين يرونه في المشاركة مع الضفة بدون أن يؤدي إلى تصعيد أو حرب.
ويعتقد عوكل أن من مصلحة اسرائيل التصعيد في قطاع غزة لكن لا تجد المبررات الكافية وأن الموقف الاسرائيلي في مأزق وغير قادرين على التصعيد في الضفة وضبط الوضع، لكن يقول عوكل :"اذا امتدت الامور بالضفة الغربية وتصاعدت اكثر على الارجح اسرائيل ستفكر بمخرج وحيد الذهاب الى القطاع لعمل عسكري كبير لأنها غير مستعدة تقديم مرونة بالمعنى السياسي وغير قادرين على اعادة احتلال الضفة".
واتفق الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله مع الكاتب عوكل بان فصائل المقاومة وإسرائيل غير معنين بتصعيد الاوضاع في القطاع.
وقال المحلل عطا الله في حديث لمراسل "معا" ليس هناك مصلحة بتصعيد الاوضاع في القطاع واسرائيل تريد الهدوء لا تريد تصعيد الموقف و حماس والفصائل لا تريدان دفع الامور باتجاه الحرب وثبت ان هذه المرة لدى الفصائل حسابات دقيقة وتعرف أن الامور لا يمكن أن تذهب باتجاه الحرب ".
وأضاف :"لكن قد يحصل شيء خاطئ او قد تصبح العمليات بالضفة عبء على اسرائيل الى الحد الذي لا يمكن وقفها الامر الذي يجعلها قد تشن عدوان أو حرب على غزة يمكن ان تنهي الانتفاضة في الضفة العاجزة اسرائيل عن وقفها".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن استمرار التظاهرات على الحدود الشرقية للقطاع هي مرتبطة بالظروف السياسية لكن الاجنحة العسكرية لديها حساباتها ودخولها يعني الحرب وتدرك أن غزة بحاجة لاعمار ليس لدمار وهذه الحسابات تترك متسعا للعمل الجماهيري والانتفاضة بشكلها الحالي وتحرج اسرائيل وتجعلها عاجزة عن وقفها وربما الفصائل تكتفي بذلك.
ويقول :"الانتفاضة بالحجارة والسكاكين مريح للمقاومة والشعب الفلسطيني ولا تعطل الحياة و لا تدمر البيوت واسرائيل ستكون في موقف حرج وعاجزة على مواجهتها".
من ناحيته يعتقد مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي أن المواجهات بين الموطنين والاحتلال ستستمر على أرض الواقع ولذلك للتأكيد أن الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وهذا يعطي دلالة واضحة بأن ما يجري بغزة هو استكمال لما يجري بالضفة وفلسطين المحتلة عام 48 رغم اختلاف الجغرافيا لكن التضامن واجب على كل فلسطيني في هذه المرحلة.
وعن صمت المقاومة يقول الصواف لمراسل "معا" :"في ظني أن المقاومة تتعامل بحكمة عالية والاحتلال يريد جر القطاع لمواجهة عسكرية لحرف الانظار عما يجري بالضفة ودليل على ذلك ما جرى من قصف منزل في حي الزيتون جنوب غزة فجر اليوم وسقط فيه شهيدان و استمرار اطلاق النار على المتظاهرين".
ويعتقد الصواف ان هذه الحكمة التي تعامل فيها المقاومة مفيدة في المرحلة الحالية لحين حدوث شيء ما يدفع للمواجهة مع الاحتلال .
تقرير: أيمن أبو شنب