غزة-معا - أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" عن قلقها البالغ حيال تصاعد العنف والخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي إسرائيل مشددة أن عملا سياسيا قويا فقط هو الذي يمكنه منع المزيد من التصعيد على الوضع الذي يؤثر على المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وقال كريس غانيس الناطق الرسمي للأونروا:"ندين عمليات القتل والإصابات التي وقعت في أوساط لاجئي فلسطين، مثل تلك الحادثة المأساوية التي وقعت في الخامس من تشرين الأول والتي قتل فيها الطفل عبد الرحمن البالغ من العمر 13 عاما والذي يدرس في الصف التاسع الأساسي في إحدى مدارس الأونروا على يد قوات الأمن الإسرائيلية في مخيم عايدة للاجئين في بيت لحم. وتشير التحقيقات الأولية التي أجرتها الأونروا بأن ذلك الطفل قد كان مع مجموعة من أصدقائه بجوار مكتب الأونروا بعد انتهاء اليوم المدرسي ولم يكن يشكل أي تهديد يذكر".
وأشار غانيس انه لاحقا للبيان الأخير الصادر عن المفوض الأعلى لحقوق الإنسان، فإن العدد الكبير من الإصابات، وتحديدا تلك الإصابات الناجمة عن استعمال الذخيرة الحية من قبل القوات الإسرائيلية يثير مخاوف جدية حيال الاستخدام المفرط للقوة والذي قد يكون مخالفا لمعايير الأمم المتحدة لإنفاذ القانون. فبموجب القانون الدولي هنالك قيود صارمة لاستعمال القوة المميتة سواء في سياق عمليات إنفاذ القانون أو خلال النزاع. إن تلك القيود ذات صلة على وجه التحديد في الحالات التي تقوم فيها السلطة العسكرية المحتلة بالعمل في مناطق المدنيين.
واضاف غانيتس:"وتكرر الأونروا الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة لكافة الأطراف باحترام وحماية حقوق الأطفال، وتحديدا حقهم المتأصل في الحياة، وإننا ندعو لأقصى درجات ضبط النفس من أجل ضمان حماية المدنيين وذلك استنادا لأحكام القانون الدولي".
واكد غنتس انه يجب معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، بما فيها الاحتلال الإسرائيلي. ففي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، تسود مشاعر فقدان الأمل واليأس جراء الحرمان من الحقوق وإنكار الكرامة،وفي الضفة الغربية فإن المجتمعات التي تعيش تحت الاحتلال تشعر بأنها مهمشة بشكل كبير، أما في غزة فإن المظاهرات الأخيرة تعد دليلا على جيل فقد الأمل بالمستقبل لأسباب ليس أقلها غياب فقدان الآفاق الاقتصادية – حيث أن معدل البطالة في أوساط الشباب تعد من بين الأعلى على مستوى العالم- بل وأيضا بسبب غياب إعادة الإعمار لأكثر من سنة بعد انتهاء النزاع.
وشدد أن جيلا كاملا من الفلسطينيين في خطر؛ وينبغي على كافة الأطراف ذات العلاقة أن تتصرف بحزم من أجل استعادة أملهم بمستقبل كريم وآمن ومستقر.