الخارجية: خطاب نتنياهو التصعيدي تأكيد على غياب شريك السلام

رام الله -معا- ادانت وزارة الخارجية وبأشد العبارات، الخطاب التصعيدي الذي أطلقه رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو، في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الاسرائيلي، والذي أعاد خلاله إنتاج مواقفه المعروفة حول عملية السلام، بطريقة تنفي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتنكرها، واضعا جملة من الشروط المسبقة لما يسميه بـ "طبيعة الحل النهائي" مع الفلسطينيين.

وادان الوزارة محاولات نتنياهو لتسويق موقفه حول "أحقية" اليهود في المسجد الأقصى المبارك وباحاته. ففي الوقت الذي تجاهل فيه نتنياهو جذر الصراع مع الفلسطينيين، المتمثل بالاحتلال، وعمليات تهويد القدس ومصادرة الأراضي لأغراض استيطانية، وتجاهله لجرائم الاحتلال وانتهاكاته الفظيعة ضد الفلسطينيين على امتداد الأراضي الفلسطينية، وأعاد نتنياهو اجترار مفهومه للارهاب ووعيده للفلسطينيين بمزيد من العقوبات والاجراءات العقابية والاعدامات الميدانية. هذا في حين حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن فشل المفاوضات والتهرب منها.

وقالت ان نتنياهو، يتجاهل حقيقة أن شروطه الثلاث المسبقة للحل مع الفلسطييين والتي كررها في خطابه ليست بجديدة، انما تم طرحها في السابق وهي مرفوضة من جميع أطياف الشعب الفلسطيني وقيادته، لأنها لا تمت بصلة لمرجعيات عملية السلام والاتفاقيات الموقعة والتفاهمات مع الراعي الأمريكي. فهذه الشروط لا تعدو كونها محاولة اسرائيلية مكشوفة، لاختراع مرجعيات جديدة للمفاوضات لتحقيق مفهوم السلام على طريقة نتنياهو واليمين الحاكم في اسرائيل.

واضافت ان نتنياهو، يعتقد أن تكرار الأكاذيب يمكن أن يحولها لحقائق، فما قاله عن "أحقية" اليهود في "جبل الهيكل"، هو اعتراف رسمي وعلني بأن الحكومة الاسرائيلية تقف خلف عمليات اقتحام المسجد الأقصى، وهي ماضية في مخططاتها لتقسيمه زمانيا ومكانيا، وهي تشجع المستوطنين والمتطرفين على مواصلة اقتحام باحات الحرم القدسي، وارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.

وتابعت تقول في بيانها :" في الوقت الذي اعتلى فيه نتنياهو منصة الكنيست ليتحدث عن الارهاب، كانت قواته وبتعليمات وقرارات مباشرة من حكومته، تعدم ميدانيا طلبة المدارس والأطفال الفلسطينيين في الميادين العامة، في القدس والضفة والقطاع. إن مشهد إعدام الطفل مناصرة والطالبة مرح البكري وغيرهما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، هوية الارهاب الحقيقي، والذي هو ارهاب دولة منظم، ويمارس بشكل علني بقرارات حكومية رسمية، فالاحتلال هو أبشع أشكال الارهاب.

واكدت الوزارة لنتنياهو وغيره، بأن احتلال اسرائيل لدولة فلسطين وعاصمتها القدس، هو جذر المشكلة، والسبب الحقيقي لاستمرار الصراع والتوترات المصاحبة له، وفقط بزوال الاحتلال ورحيله يتحقق الأمن والسلام للجميع.

 وطالب الوزارة، المجتمع الدولي بتحميل الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها المسؤولية الكاملة، عن افشال جميع فرص المفاوضات، وتجاهلها لليد الفلسطينية الممدودة للسلام. كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي بضرورة وضع جدول زمني لانهاء الاحتلال. هذا في حين تواصل الوزارة والمنظمات الحقوقية المعنية، عملها في توثيق الجرائم الاسرائيلية ، توطئة لرفعها الى المحكمة الجنائية الدولية، والمحاكم الوطنية للدول.