بيت لحم- معا- لم تأت قرارات الكابينت الاسرائيلي الصادرة عن جلسة يوم امس وان اغلاق الاحياء الفلسطينية في القدس سيزيد الاوضاع تصعيدا وتعقيدا وخطورة , وهي نتيجة اجمع عليها عدد من قادة الشاباك الاسرائيلي السابقين خلال تقرير نشره اليوم " الاربعاء" الموقع الالكتروني "mako" التابع للقناة العبرية الثانية .
ووصف القادة الامنيون الكبار قرارات الكابينت بالرياء والتملق والتلاعب الفارغ بالكلمات لان غالبية هذه القرارات عبارة عن اعادة صياغة وترديد اجوف لقرارات وخطوات متخذة وقائمة منذ زمن اضافة لكونها لم تحقق الردع وهناك جزء منها يزيد الاوضاع سوءا .
" هذه الخطوات ليست اكثر من كلام فارغ وتملق سياسي ورياء ويحق للشرطة الاسرائيلية القيام بغالبيتها منذ زمن حتى يمكنها فرض قيود على الدخول والخروج من الاحياء وفكرة فرض الطول الامني بحد ذاتها ليست مرفوضة لكنها دون ادنى شك سترفع مستويات التوتر واندلاع مواجهات وفوضى داخل القرى والأحياء المحاصرة " قال " اريه عاميت" القائد السابق للواء القدس في الشرطة الاسرائيلية.
وقال " يسرائيل حسون" نائب رئيس الشاباك السابق " عمليا الكابينت لم يتخذ أي قرار بل اعاد قراءة القرارات والوسائل القائمة والمتوفرة سابقا فاذا قررت او رأت الشرطة منع دخول او خروج السكان فهذا الامر في صلب صلاحيتها الاساسية وإذا هدمت منزل يمكن منع اصحابه من اعادت بنائه وهذا امر طبيعي وإجراء قائم وكذلك الامر بالنسبة لسحب هويات منفذي العمليات وعائلاتهم ".
حصار الاحياء اجراء زائد وخطير ام ناجع ومفيد ؟
وقال قائد شرطة القدس السابق " عاميت" ردا على سؤال الى أي درجة يعتبر حصار الاحياء العربية فعال؟ " يدور الحديث عن اجراء معقد ومقيد من الناحية الفنية والتقنية وفي بعض الاماكن لا يمكن تنفيذه مطلقا كونه مكانا مكتظا بالسكان المتداخلين ويمكن فرض هذا الطوق فقط في حال توفر عدد هائل من القوات في الميدان وفي هذه الايام المتوترة يجب ان نسال انفسنا فيما اذا كان الطوق او الاغلاق الامني خطوة صحيحة تبرر ثمنها مهما كان ؟".
وانضم " حسون" نائب رئيس الشاباك الى رأي قائد الشرطة السابق قائلا " الطوق او الاغلاق هو خطوة يمكن القيام بها من الناحية الفنية لكن السؤال كم من الموارد والوسائل ننوي استثمارها لتنفيذ هذا القرار ؟ ومع ذلك اعتقد بان الطوق او الاغلاق اجراء وخطوة غير صحيحة وهو اخر خطوة او اجراء يمكن ان افكر باتخاذه في القدس ".
واضاف حسون " العقاب الجماعي ليس بالأمر الصحيح واعتقد بأنه من الخطأ ان نسمح للجهات التنفيذية القيام بخطوات لها ابعاد سياسية لان هذه الخطوة طرحت الكثير من الارتباك والتخبط فيما يتعلق بموضوع وحدة المدينة وفي اللحظة التي نفصل فيها بين الاحياء اليهودية والعربية نحن نتحدث عن مدينتين تحملان اسم القدس" .
وأدلى الجنرال احتياط وقائد وحدة " يمام " ومفتش عام الشرطة الاسرائيلية السابق " اساف حيفتس"بدلوه في هذا المضمار مؤيدا الخطوة ومعتبرا ان اجراء فرض طوق او اغلاق على احياء القدس خطوة ناجعة وان كان لا يمكن فرض اغلاق امني يمنع دخول " منفذي العمليات" الى القدس الغربية بشكل كامل وقال " الاجراءات التي قررها الكابينت ليست رياء لوجود اشكالية من الناحية السياسية تمنع تنفيذ خطوات او اجراءات يفهم منها او ذات مغزى يتعلق بتقسيم المدينة لذلك الشرطة بحاجة الى امر للقيام بهذه الخطوات والشرطة تعمل منذ زمن طويل على ايجاد الطرق والحلول التي تسمح بالحركة وفي نفس الوقت تعمل على الفصل ".
الجنود الى جانب الشرطة في الشوارع يساهم في الامن ام يزرع الفوضى:
قرر الكابينت ايضا تعزيز قوات الشرطة المنتشرة في الشوارع بالجنود وهذا القرار اثار الخلافات والاختلافات بين قادة الامن السابقين.
يعتقد " عاميت" قائد شرطة القدس السابق بان هذا القرار غير صائب " يدور الامر عن جنود مستجدين يخضعون للتدريب وليسوا مقاتلين وهنا نحن بحاجة لعمل محترف اضافة انني لا أومن بالمقولة القائلة بان وجود الجنود يعزز الاحساس والشعور بالامن بل على العكس وجودهم يضيف ضغطا وتوترا والسماح لجنود غير مؤهلين بالتجول في الشوارع حاملين بنادقهم ليس بالامر الصحيح لاننا هنا وبكل بساطة لا نحتاج البنادق بل مسدسات حتى نتمكن من الرد باحتراف ومهنية ومع ذلك ارى بتعيين حراس داخل الباصات امر صائب ".