محكمة الاحتلال ترفض استئناف عائلة غيث- صب لبن وتقرر اخلاء منزلها
نشر بتاريخ: 14/10/2015 ( آخر تحديث: 14/10/2015 الساعة: 20:28 )
القدس- معا - أصدرت المحكمة المركزية للاحتلال في القدس يوم الأحد الماضي، الموافق 11/10/2015، قرارا برفض استئناف عائلة غيث-صب لبن ضد أمر الإخلاء من منزلهم الكائن في البلدة القديمة في القدس المحتلة والذي كان قد صدر عن محكمة الصلح الإسرائيلية في أيلول من العام الماضي، كما وقررت المحكمة المركزية إخلاء العائلة من منزلها خلال 45 يوما من صدور القرار بالإضافة إلى دفع غرامة مالية باهظة قدرها 10,000 شيكل.
وقالت العائلة أن المحكمة فضلت في قرارها ادعاءات وروايات الجمعيات الاستيطانية التي تستهدف منزل عائلة غيث-صب لبن وتحاول إخلائها منه حيث تدعي الجمعيات الاستيطانية أن العائلة لا تقطن في المنزل وأنها هجرته منذ سنوات، وبالرغم من كون هذه الادعاءات غير مبنية على أي حقائق وارتكازها فقط على شهادات المستوطنين أنفسهم الذين يريدون إخلاء العائلة إلا أن المحكمة قبلت هذه الشهادات المنعدمة عن الصحة مكذبة بذلك العائلة ونافية وجودها وحياتها بشكل غير منقطع في القدس. وقد قررت المحكمة بأن العائلة، التي استأجرت العقار عام 1953 من الحكومة الأردنية بموجب عقد إيجار محمي، قد خالفت شروط حماية المستأجر بناءا على ادعاءات المستوطنين بالإضافة إلى قيام العائلة بتركيب مكيف هواء دون الحصول على إذن، حيث ادعت الجمعيات الاستيطانية أن العائلة خسرت الحق في الحماية بسبب ذلك!
يأتي رفض الاستئناف وقرار إخلاء عائلة غيث-صب لبن في الوقت الذي تعاني فيه القدس من حملة شرسة من القمع ضد المقدسيين وخصوصا في البلدة القديمة والتي تأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي والتهجير التي ينتهجها الاحتلال بحق المقدسيين. قرار المحكمة يأتي للتأكيد على أن الفلسطينيين لا يمكنهم أن يجدوا أي عدالة أمام محاكم الاحتلال التي وجدت لتسخر الاحتلال وتشرعنه وتشرعن انتهاكات حقوق الفلسطينيين وقمعهم وتهجيرهم، علما أن الفلسطينيين في القدس المحتلة محميين تحت القانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان وأن إخلاء عائلة غيث-صب لبن، كما هو الحال في جميع حالات هدم المنازل والإخلاءات ضد الفلسطينيين تشكل تهجيرا قسريا وهي جريمة حرب ومخالفة جسيمة للقانون الدولي.
وتحاول سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية إخلاء عائلة غيث-صب لبن ودفعها على ترك منزلها منذ السبعينات، حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى ممارسة كافة الضغوطات ضد العائلة لدفعها على ترك المنزل من خلال منع العائلة من إجراء أي ترميم أو إصلاحات للمنزل خلال السبعينات ومن ثم إغلاق مدخل المنزل خلال الثمانينات من قبل المستوطنين. وبالرغم من كل المحاولات قامت عائلة غيث-صب لبن بالصمود في منزلها بوجه الاحتلال والتوسع الاستيطاني وناضلت أمام محاكم الاحتلال لما يزيد عن 20 عاما حتى تمكنت من استعادة حقها في السكن في منزلها. وقد عادت سلطات الاحتلال لمحاولة إخلاء العائلة عندما قامت بمنح ملكية المنزل عام 2010 لجمعية استيطانية تدعي كون المنزل ملكية يهودية ووقف يهودي منذ القدم، وقد تقدمت هذه الجمعية الاستيطانية بطلب لإخلاء العائلة في عام 2010 بدعوى عدم سكنها في المنزل، فمن منظورها المنزل يجب أن تسكنه عائلة يهودية وليست عائلة فلسطينية مسلمة، علما أن الجمعية عمدت على مدار السنوات على إخلاء عدة عائلات فلسطينية داخل البلدة القديمة والاستيلاء على منزلها.