عيد مبارك في غزة.. ملابس العيد في خبر كان.. والراتب لليوم الاسود
نشر بتاريخ: 06/10/2007 ( آخر تحديث: 06/10/2007 الساعة: 14:02 )
غزة- معا- ضحيتان للأوضاع الحالية في قطاع غزة، والسبب انهياراً اقتصاديا وشيكاً، البائع يرفع الأسعار دون رقيب أو حسيب والمشتري إما يضطر نادما لشراء ما تيسر أو يخبئ قرشه الأبيض ليومه الأسود.
حلوى، فواكه، ملابس، ألعاب وأحذية جميعها مستلزمات العيد دخلت في قائمة الممنوعات من دخول البيت.. والبيوت تعاني من تخمة طلبات الأطفال وتحت الإلحاح الشديد تضطر النساء لصحبة أطفالهن إلى الأسواق ويعود الجميع خائبا وبعضه استنزف الراتب دون إشباع الحاجات الضرورية.
ولتسليط الضوء على أوسع القطاعات إقبالا قبل العيد، فإن الملابس هي الأكثر إقبالا في ظل عرض وطلب يقابل باستياء الطرفين البائع والمشتري.
رواتب ولا احسن..
______________
وجدنا أم فؤاد تصطحب طفليها إلى السوق شمال مدينة غزة وسط ازدحام شديد من الزبائن على مركز الزيتونة, وجدت طلبها ولكنها فوجئت من غلاء الثمن، فبدلتين لطفليها تقضيان على 400 شيكل تلقاها الزوج من مساعدات الرئيس عبر البنوك قبل يوم واحد من رغبتها التبضع للعيد فعادت بما تيسر وقل ثمنه رغم الارتفاع الملحوظ.
قالت لـ "معا": "تفاجأت بثمن بدلة صغيرة لابني البالغ من العمر أربع سنوات فكل الملابس الجميلة فوق معدل 100 شيكل وهذا ليس بمقدرة عائلتي وبالفعل لقد استغنيت عن الأحذية رغم حاجة طفلي لها".
احد الصحفيين بغزة ولديه ثلاث بنات صغار تفاجأ من الأسعار فقرر عدم الابتياع لهن والاستغناء بما هو متواجد بالمنزل، مقرراً شراء بدلة رخيصة الثمن لابنه الوحيد لأنه مضطر لاصطحابه بالعيد لتهنئة الأقارب.
فيما وعدت ام أمجد من مشروع عامر شمال غزة, أبناءها إلى ما بعد العيد قائلة بلغة إرضاء خواطر: "بكرة كل شي رخيص وأحلى.. هاي البضاعة مش جديدة كلها من السنة الماضية" ورغم عدم الاستحسان بين أطفالها إلا أنهم وافقوا على مضض.
فأسواق غزة لم تنل نصيبها من البضائع منذ ثمانية أشهر تقريبا، وإغلاق المعابر زاد حدة الركود الاقتصادي وحرم المواطنين من الجديد والرخيص من البضائع الصينية أو المصرية، في حين حاولت متاجر القطاع استغلال قرب العيد وتعويض خسائرها على مدار عام فرفعت اثمان بعض البضائع إلى الضعف.
الوجه الآخر للخسارة
________________
ولا تقف المعاناة حد المشتري, فالتجار ينحون باللائمة على الوضع السياسي الصعب وغير المستقر, وعلى ما يسمونه عدم المبالاة بتصحيح مسار القطاع الصناعي الذي يغالب دموع الانهيار، محذرين من انهيار لا يمكن وقفه بعد العيد بأيام.
ويقول أحد التجار من سوق الشيخ رضوان لـ "معا": "بعد العيد سينكشف المستور لا بضائع لا مشترين ولا ارتفاع أو انخفاض بالأسعار فالكل سيوقف ساعته عند العيد وهذه الأيام هي أيام الخير المنقوص".
توجهت "معا" لسؤال مصانع الخياطة عن ارتفاع اثمان الملابس في قطاع غزة فكانت على الترتيب التالي:"لا مواد خام للتصنيع، لا بضائع جديدة تخفف من الارتفاع الحاد بالأسعار، لا رقابة ولا سلطة تنفيذية لإيقاع العقوبة على المشتغلين، وطبعا لا استقرار سياسي فالانفصال بين الضفة وغزة يؤثر على كافة مناحي الحياة".
صالح عايش نائب رئيس اتحاد اتحاد مصانع الخياطة في قطاع غزة قال ان البضاعة المتواجدة في قطاع غزة دون جدوى فأغلبها صيفية وصنعت خصيصا للسوق الاسرائيلي.
وبإغلاق معابر قطاع غزة تراكمت هذه الملابس وعددها مليون و150 ألف قطعة في مخازن القطاع دون أن تجد طريقها لإسرائيل حيث حلل الاسرائيليون انفسهم من شيكات بدل التصنيع التي حرروها لعمال وأصحاب مصانع قطاع غزة كما حرروا انفسهم من شيكات سابقة وباتت خسارة على صاحب الصنع والعامل الغزي فقط.
ويقول عايش ان البضائع الموجودة لا تفيد غزة كونها لا تناسب الذوق الاسلامي والعربي ولا تفيد اسرائيل كونها موديلات سابقة لأقمشة وألوان وتفصيلات انتهت.
ويؤكد عايش ان المصانع كافة اغلقت عدا عن عشرة مصانع فقط تعمل بطاقة مخفضة جدا وبما هو متواجد من اقمشة وصفها بغاية الرداءة مشيرا الى ان السوق الغزي يفتقد الأقمشة الشتوية والخيط مما أوقف بالكامل مصانع النسيج وهو ما سيؤثر على كافة مناحي الحياة بدءاً من ملابس الوليد الجديد إلى أكفان الموتى.