رام الله - معا - أكدت هيئة شؤون الاسرى والمحررين ان الشهيد الاسير فادي الدربي (30 عاما) من جنين والذي استشهد في مستشفى "سوروكا" الاسرائيلي بعد ان اصيب بنزيف دماغي هو الضحية الـ 55 لسياسة الاهمال الطبي الممنهجة والمتعمدة في سجون الاحتلال.
وقالت الهيئة ووفق التشريح الطبي للشهيد الدربي انه لو اجريت فحوصات طبية شاملة من فحص دم وتخطيط للقلب وتصوير للرأس منذ ان بدأ يعاني الشهيد من آلام في الرأس لما وصل الى حالة الموت، ولكن اطباء السجون لا يقومون بإجراء فحوصات دورية للأسرى، ولا يتم إجراء فحوصات طبية شاملة للمرضى حيث تتفاقم آلامهم حتى يصلوا الى مرحلة صحية خطيرة.
واشارت الهيئة الى ان مصلحة سجون الاحتلال لا تقوم بمسؤولياتها القانونية والاخلاقية والطبية تجاه الاسرى المرضى وفق اتفاقيات جنيف والاعراف والمواثيق الدولية التي تلزم مصلحة السجون بالعناية الصحية التامة بالمعتقلين وتقديم العلاجات لهم.
واعتبرت الهيئة ان الوضع الصحي الصعب للعشرات من الاسرى المرضى القابعين في السجون يعتبر هو الاكثر قلقا وخوفا، ويشبه القنبلة الموقوتة حيث ان حياة عدد من الاسرى المرضى مهددة بالخطر الشديد.
وقالت الهيئة "انه اذا كان هناك اعدامات مباشرة للمواطنين الفلسطينيين خارج السجون على يد جيش الاحتلال فإنه تطبق اعدامات غير مباشرة وسياسة موت بطيء داخل السجون بحق المعتقلين المرضى".
واشارت الى حالات صعبة تعاني من امراض خطيرة في سجون الاحتلال ومنها: خالد الشاويش، المصاب بالشلل التام، ومنصور موقدة المصاب بشلل نصفي، وناهض الاقرع المبتور القدمين ومعاق، ومعتصم رداد المصاب بالسرطان، واياس الرفاعي المصاب بالسرطان، وسامي ابو دياك المصاب بأورام سرطانية، ومحمد براش المعاق، ويوسف نواجعة المعاق، وصلاح الطيطي المصاب بامراض القلب، وعلاء الهمص المصاب بالسل، ومراد سعد، المصاب باورام خبيثة، وايمن الزعاقيق المصاب بامراض الكلى وغيرهم.
وقالت الهيئة ان الشهيد فادي الدربي هو الضحية ال 55 لسياسة الاهمال الطبي وللجرائم الطبية المرتكبة في السجون وان هناك العشرات من الاسرى المرضى الذين استشهدوا بعد تحررهم باشهر او ايام عديدة بسبب اصابتهم بامراض داخل السجون ومنهم زهير لبادة واشرف ابو ذريع، وزكريا عيسى، وجعفر عوض، ومحمد العملة، ومراد ابو ساكوت، وهايل ابو زيد وفايز زيدات وغيرهم.
وطالبت الهيئة بضرورة التحقيق في الاوضاع الصحية للمعتقلين من قبل لجنة دولية تحت اشراف الامم المتحدة والوقوف على مدى الانتهاكات الاسرائيلية للأحكام الدولية ولمباديء حقوق الانسان في تعاملها مع الاسرى طبيا.
واعتبرت ان على اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ان تتحمل مسؤولياتها في الزام سلطات الاحتلال بالعناية الطبية بالاسرى المرضى وتطبيق الاحكام والقواعد الدولية بهذا الشأن.