توضيح علمي بشأن احتمال حصول زلازل في المستقبل
نشر بتاريخ: 18/09/2005 ( آخر تحديث: 18/09/2005 الساعة: 20:02 )
نابلس - معا - ورد لمركز علوم الارض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية بنابلس خبر من الاردن يفيد ان هناك توقعات بحصول زلزال في الاردن وقد تم تحديد يوم الاحد 18/9/2005 كموعد لذلك، وعليه اود كجهة علمية متخصصة ان أتقدم لحضرتكم ببعض الإيضاحات:
اولا: الزلازل ظاهرة كونية طبيعية لا يعلم لحظة حدوثها بالضبط الا عالم الغيب"الله سبحانه وتعالى" ولا يمكن منعها ولكن.. يمكن التخفيف من مخاطرها من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة على كافة الاصعدة و المستويات ابتداء من المواطن العادي، مروراً بالمختصين ووصلاً الى أصحاب القرار.
ثانياً: يستند الخبراء في احتمال حصول زلازل في المستقبل على عدد من العوامل، اهمها:
* موقع المنطقة وجيولوجيتها ومواقع وأشكال التصدعات الموجودة.
* تاريخ المنطقة الزلزالي وفترة تكرار حصول الزلازل والمراكز السطحية لهذه الزلازل.
* النشاطات الزلزالية التي تسجلها محطات واجهزة رصد الزلازل.
فاحتمال حصول زلزالي في المستقبل يستند لعلم احتمالي ولا يمكن من خلال هذه العوامل تحديد ساعة أو لحظة حصول الزلزال، لذلك عندما يتحدث المختصون عن احتمال حصول زلازل في المستقبل، فهذا يعني ربما بعد ساعة.. بعد يوم او اسبوع او شهر او سنة او عشرات السنوات.
لذلك فان أي خبر او حديث يخرج عن هذا الاطار يدخل ضمن مرجعيات وعوامل اخرى كالتنجيم والفلك وغيرها أو من باب الإشاعات، وهذه المعايير غير معتمدة ولا تعتبر من المرجعيات الثابته. وان حصل وتحققت لا سمح الله فإن ذلك من باب المصادفة فقط.
ثالثاً: اظهرت الدراسات التي اجريت في دول المنطقة ومن ضمنها الدراسات التي اجراها عدد من الزملاء الخبراء والاساتذة في الاردن سواء في الجامعات او في سلطة المصادر الطبيعية والجمعية العلمية الملكية ان اقصى درجة للزلازل المتوقعة من المتوقع ان لا تزيد عن ست درجات او ست درجات ونصف وحسب مقياس ريختر وذلك اذ كان مركزها شمال او جنوب البحر الميت، وهذه الدرجة تصنف بالمعتدلة او القوية نسبياً،ويمكن للمباني والبنى التحتية اذا صممت ونفذت وفقاً للضوابط العامة للمباني المقاومة للزلازل ان تقاوم هذه الدرجة.
يُشار الى ان بعض الدراسات التي اجريت في المنطقة أظهرت ان الزلازل التي حدثت في الماضي وكان مركزها في منطقة اصبع الجليل في شمال فلسطين قد تصل قوتها القصوى الى 7 درجات حسب مقياس ريختر، وحسب بعض التقارير العلمية قد يحصل هذا النوع من الزلازل كل 200 او 250 عام، وآخر مرة حصل زلزال قوي في هذه المنطقة كان عام 1759 وكان تأثيره كبير جداً.
رابعا: المشكلة الحقيقية حسب رأيي لا تكمن في الزلزال نفسه"فالزلزال لا يقتل ومن يفعل ذلك هو المباني او الحرائق والانزلاقات التي تثيرها الزلازل" بل تكمن في عدم جاهزية بعض المباني والبنى التحتيه، وكذلك في عدم وجود ادارة فعالة لادا رة الكوارث وإسناد الطوارئ.
خامساً: خلال السنوات الماضية شاركت في كثير من الفعاليات العربية والدولية ولاحظت ان معظم توصيات وقرارات المؤسسات العلمية ذات العلاقة تبقى حبر على ورق، وذلك لعدم وجود عمل مؤسساتي فّعال ينقلنا من العمل بردة الفعل الى العمل بمنهجية الفعل، وهذا يعني ضرورة الآخذ بالأسباب وضرورة الالتزام بأن يشمل التخطيط مرحلة ما قبل الزلزال كمرحلة استعداد وجاهزية، ومرحلة اثناء الزلزال بأعتبارها مرحلة المواجهة، ومن ثم مرحلة ما بعد الزلزال اومرحلة اخذ العبر والدروس المستفادة كمرحلة ثالثة.
سادسا: اظهر استطلاع لواقع المباني والبنى التحتية في معظم الدول العربية ان العديد من هذه المنشآت لا يتضمن تحقيق الحد الادنى المطلوب لمقاومة الزلازل المحتمله، وهذا سيؤدي الى حدوث أضرار وانهيارات ملحوظة في البعض او العديد من المباني.
من اهم العوامل التي يجب الانتباه اليها للتخفيف من أخطار الزلازل التي قد تحدث "لاسمح الله" في المستقبل هو:
* الاهتمام بالسلامة العامة وبرامج تهيئة المواطنين وذلك من خلال اهتمام وسائل الأعلام المختلفة" المكتوبة والمسموعة والمرئية" بالبرامج التي تعنى بالتربية الزلزالية وإجراءات الوقاية والتهيئة.
* الالتزام بالتصميم والتنفيذ الزلزالي للمباني الجديدة، ووضع خطة وطنية لتأهيل المباني القائمة لمقاومة الزلازل وذلك وفقاً لخطط شاملة تأخذ بعين الاعتبار المدى الزمني القصير و المتوسط و البعيد.
* الاهتمام بسياسة استخدام الاراضي لتجنب الأماكن القابلة للانزلاقات الارضية ومناطق التضخيم الزلزالي وغيرها من العوامل.
* ضرورة وجود ادارة للكوارث وهيكلية واضحة لاسناد الطوارئ تشارك فيها جميع المؤسسات ذات العلاقة الحكومية وغير الحكومية.
* ضرورة الأهتمام بدورات التعليم المستمر للمهندسين والمقاولين، وذلك للأطلاع على التقدم الذي يحدث في العالم في موضوع التصميم والتنفيذ الزلزالي للمنشآت وكذلك التعلم وأخذ العبر من الزلازل التي حصلت في الدول الأخرى.