نابلس - معا - عقدت كلية العلوم الانسانية في جامعة النجاح الوطنية يوم الاحد، مؤتمر اللغات بعنوان: اللغات بين الاتصال والانفصال"، في مدرجات الشهيد ظافر المصري، بحضور أ. د. ماهر النتشة، القائم باعمال رئيس الجامعة، ود. عبد الخالق عيسى، مقرر المؤتمر وعميد كلية العلوم الانسانية، والعديد من الباحثين، وأعضاء الهيئتين الاكاديمية والادارية في الجامعة، وعدد من الطلاب.
وافتتح الدكتور عبد الخالق عيسى المؤتمر بكلمة المؤتمر والتي رحب من خلالها بالمشاركين والباحثين والحضور، وشكر ا. د. ماهر النتشة على دعمه ومساندته في عقد مثل هذا المؤتمرات، وتقدم بالشكر لاعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر لما بذلوه من جهد في الاعداد والتحضير لهذا المؤتمر، وشكر الباحثين الذين تقدموا بأبحاث علمية .
واضاف ان محاور هذا المؤتمر تتيح للباحثين تقديم الاوراق العلمية التي تكشف عن أهمية التواصل بين العرب والشعوب الاخرى بالترجمة والتعريب والمقارنات الثقافية وغيرها.
واضاف ايضاً "لقد حرصنا في هذا المؤتمر على قبول الاوراق العلمية الناضجه والمنسجمة مع محاور المؤتمر واهدافه المنشودة، فتنوعت العناوين، وتنوعت هويات المشاكرين، فقد وصلنا اوراق من جامعتنا الحبيبة، وجامعة بيرزيت، وجامعة البولتيكنك، وكلية فلسطين التقنية، والجامعة الامريكية، ووزارة التربية والتعليم، ومن جامعة آل البيت في الاردن الشقيق، ومن صحيفة اليوم السابع المصرية، واعتذر عدد كبير من المشاركين من دول عربية شقيقة، ومن جامعات اوروبية بسبب تعذر حصولهم على تاشيرة الدخول الى فلسطين".
وفي السياق ذاته اضاف"تؤكد جامعتنا لوطننا الحبيب ان مسيرة العلم والعمل لن تتوقف، وسنبقى شعباً حياً يطلب الحياة والرقي والتفوق رغم كل ما نعانيه".
وبدوره رحب أ. د. ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، بالمشاركين والباحثين والحضور، مثمناً جهود الباحثين والمشاركين والقائمين على اعداد هذا المؤتمر مؤكداً انَّ تَفعيلَ المؤتمراتِ العلميةَ في هذه الجامعةِ سياسةٌ عادلةٌ لإنصاف المعرفة، وخطٌ سليمٌ يصوِّبُ اعوجاجَ الإنسان، ويرتقي بعقله وتفكيره، ويفتحُ في عينيه مغاليقَ الحياة.
أضاف ايضاً "هذا المؤتمرُ يجمعُ ثقافاتِ الشعوب، ويقوّي خيوط التواصل بينها، بالترجمة والتعريب، والبحث عمّا يتصل وما ينفصل بين الحضارات".
وفي هذا السياق اشار أ. د. النتشة إلى الحرص الكبير الذي توليه الجامعةُ لموضوع الترجمة، وقد تجسدَ هذا الحرص في طرح برنامجي ماجستير، أحدهما برنامج ماجستير الترجمة الثلاثية، وهو يعدُّ الأول من نوعه في فلسطين، ويشكلُ حجرَ الأساسِ لبرامجَ أخرى مثل: دبلوم الترجمة الفورية، والآخر برنامج ترجمة ولغويات تطبيقية، وهو يهدفُ إلى رفع مستوى المترجمين محلياً وإقليميا، فضلاً عن استيعاب البيئة التكنولوجية في الترجمة.
واردف قائلاً "وفي سياق اهتمام الجامعةِ باللغات ودورها في دفعِ عجلةِ الحياة، والتقاربِ بين الشعوب، افتتحت الجامعةُ ثلاثةَ برامج بكالوريوس جديدة، ووقّعت عدة اتفاقيات مع جامعات أوروبية تقضي بالتبادل الثقافي، وإتاحة المجال لطلبتنا لزيارة جامعات أخرى، يفيدون منها في اللغة والمعرفة والأنشطة اللامنهجية".
واضاف" إن هذا المؤتمر يأتي استكمالاً لتطبيق منهجٍ مدروس، تحافظ الجامعة على تنفيذه في كل فصل، وترى فيه جسراً يربطها بالجامعات العريقة في هذا العالم. فنظرةٌ سريعةٌ في محاور هذا المؤتمر تجعلنا نستعيد خططاً كثيرةً وضعتها الجامعة، وشرعت في تنفيذها، أو أنجزتها منذ سنوات، وأسهمت في تقدم الجامعة وازدهارها".
وفي السياق ذاته اضاف أ. د. النتشة ان من بين هذه المحاور المحور الثالث المعنون ب "التعليم الإلكتروني وأثره في تعليم اللغات وتعلّمها" فهذا بند لا يخفى حضوره في هذه الجامعة على أحد، فكم من ندوةٍ أو ورشةِ عمل أو مؤتمر أُقيم لهذه الغاية، وكم من حافزٍ قدمته الجامعة إلى هيئتها التدريسية لتطوير أدائِها!.
ويأتي عقد هذا المؤتمر في سياق الحديث عن اللغات: تعليمها وتعلمها، ودورها في عصر العولمة، وفي تشكيل الهوية الثقافية والفكرية , ونقل العلوم والمعارف، والتعرف إلى الآخر، ويتناول الترجمة: مشكلاتها وتقنياتها ومحاذيرها، ويقف على المناهج المستخدمة في تعليم اللغات وتعلمها، ما لها وما عليها، وعلى وسائل التعليم والتعلم وتقنياتها، ومنها التعلم الالكتروني الذي أصبح له دور بارز في هذا المجال، وفي نشر اللغات في العالم .
وقد أوصى المشاركون في ختام المؤتمر بتعزيز استخدام مشاريع تعليمية وانشطة ذات اهتمامات فردية او جماعية للطلاب وتنمية الدافعية لديهم، وعقد المؤتمر مرة كل عامين وان يخصص في المره القادمة لترجمة النصوص الفلسطينية الى اللغات الاجنبية، اضافة الى العودة الى مؤتمر دور الترجمة في حوار الحضارات والاستمرار في عقده، واحياء فكرة الهيئة الوطنية للترجمة، ومتابعتها، وكذلك التعاون بين الجامعات الفلسطينية غيرها في مجال الابحاث والمؤتمرات، ونشر ابحاث المؤتمر في مجلة ابحاث النجاح، ونشر ملخصات الابحاث على مواقع الجامعة الالكترونية، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والتواصل وتطبيقاتها من حيث هي وسيله لا غايه، وضرورة اجراء الدراسات التقابلية بين اللغات وتسهيل تعلمها وتعليمها وتعميم نتائجها، وكذلك الاهتمام بترجمة تراث العربية بجهود عربية.
وفي نهاية المؤتمر تم تكريم الباحثين والمشاركين والقائمين على اعداد المؤتمر وتوزيع الشهادات عليهم.