بيت لحم- معا - قرر الكابينت الاسرائيلي في اجتماع عاجل تداعى له وزراء حكومة اسرائيل المحظوظين بعضوية المجلس القيادي الاهم ضمن السلسلة القيادة الحكومية الاسرائيلية، وضمن سلسلة طويلة من الاجراءات التي تهدف وفقا لقول الوزراء الى مواجهة " موجة الإرهاب" الحالية معاقبة تجار البلدة القديمة في القدس المحتلة فقط لانهم وقفوا "يتفرجون " على الشاب مهند حلبي وهو يطعن عائلة يهودية في ازقة البلدة القديمة في بداية الاحداث الاخيرة.
وكانت حجة حكام اسرائيل بان موقف هؤلاء التجار الذين اكتفوا بالتفرج وان يهبوا لمساعدة العائلة اليهودية التي تتعرض للهجوم ليس اخلاقيا ويستحق العقاب بما في ذلك السجن وإغلاق محالهم التجارية .
وتناسى "الكابينت" الاسرائيلي خطورة ان يهب الفلسطيني لمساعدة يهودي يتعرض للطعن وما يحمله ذلك من احتمالات عالية جدا ان يلقى حتفه على يد الجنود او الشرطة التي ستصل عاجلا وليس اجلا لمكان الحادث لتجد عربيا "يساعد يهوديا" لكن الجندي او الشرطة سيشتبه به كقاتل ويطلق عليه النار ويرديه قتيلا ومن ثم قد يعلم هذا الجندي بان الامر يتعلق بعربي "طيب" جاء ليقدم المساعدة .
ورغم هذا الاحتمال الاقرب الى التحقق منه الى الاستبعاد في ظل هذه الظروف صمم "كابينت" إسرائيل على وصم تجار القدس بعدم الاخلاقية واللانسانية وبالتالي امر الجهات المعنية بالتحقيق معهم ومحاكمتهم وعقابهم بما يستحقونه .
وانقلبت الصورة يوم امس "الاحد" حين اقتحم مواطن فلسطيني من سكان النقب ويحمل الهوية الاسرائيلية المحطة المركزية في مدينة بئر السبع وسيطر على سلاح احد الجنود واطلق النار على " الجنود" المتواجدين في المحطة وقتل احدهم وجرح عددا اخرا .
وساق الحظ العاثر مهاجر اريتريي " يشبه في بعض ملامحه العرب الى المحطة المذكورة وحين وقع الحادث فر مع من حاول الفرار هربا من الموت المفترض، ليواجه الموت المحتم على يد شرطي اسرائيل اعتقد بأنه عربي وانه منفذ الهجوم فبادره بإطلاق النار وأصابه بجراح في قدمه وفقا للمصادر الاسرائيلية جراح كان سيشفى منها لولا هجوم مجموعة من "اليهود " على الاريتيري الملقى على الارض مضرجا بدمائه ليكملوا المشهد الدموي بعملية تنكيل جماعيه غير مسبوقة بحدتها وعنفها ودمويتها على مرأى ومسمع جنود ورجال الشرطة ويهود اخرين تحلقوا حول ساحة القتل الجماعي دون ان ينبس احدهم بكلمة تطلب لهذا المهاجر التعس الرحمة الى ان تمزق جسدا وتقطع اربا اربا وغطت دماؤه وأحشاؤه ساحة المكان وتناثرت اشلاؤه تحت اقدم القتلة الذين تم تصويرهم بالكاميرات عالية الدقة وبثت شاشات التلفزة والمواقع الالكترونية الاسرائيلية وجوههم قبل هوياتهم بل وصل الامر حد بث صورا تظهر بعضهم اثناء ارتكابه لجريمة القتل بما لا يدع مجالا للشك او الطعن بعدم ثبوت الواقعة او بعدم وقوعها من اصل الكلام .
لم نسمع حتى الان تصريحا لمسئول اسرائيلي رفيع او متدني المستوى يدين هذا الفعل الشائن ولم نسمع من جهات الاختصاص ولو مجرد مطالبة لتشكيل لجنة تحقيق او حتى التحقيق في الجريمة واعتقال "اليهود " او حتى مجرد توقيفهم وتوجيه السؤال لهم .
نقل موقع القناة الثانية العبرية اليوم "الاثنين" عن مصادر قضائية اسرائيلية قولها بوجوب او وجود امكانية تتيح محاكمة الاسرائيليين الذين هاجموا الاريتري الملقى على الارض دون حول او حيلة كما يتيح القانون الاسرائيلي محاكمة من شاهد الجريمة دون ان يفعل شيئا لوقفها لكن فرصة معاقبتهم ضئيلة .
"ان تهاجم شخصا مضرجا بدمائه كل شخص مر بالمكان يدرك تماما بانه عجز ولا حول ولا قوة له ولا يشكل أي خطر هذا ليس فقط مخالفة جنائية بل اخلاقية ايضا" قال البروفيسور "يورام رابين" عميد كلية القانون في كلية الادارة في تصريح نقله موقع " 2 Online".
" من يتنحى جانبا ويكتفي بمشاهدة الجريمة دون ان يتدخل يخالف قانون "لا تقف حين يجب ان تساعد انسانا لا يشكل خطرا" وهو قانون توراتي استند المشرع الاسرائيلي عليه ليّضمن كتاب القوانين الاسرائيلية قانونا بهذا المعنى لذلك يمكن وفقا للقانون حاكمة هؤلاء المتفجرين وهذا الفعل يشكل مخالفة جنائية لكن الحديث يدور عن عقوبة تتمثل بغرامة مالية قيمتها القصوى 14:400 شيكلا فقط لا غير" اضاف ربين.
فؤاد اللحام