الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قدومكم إلينا الآن فخر... ولن نقبل بإسقاط الملعب ألبيتي

نشر بتاريخ: 20/10/2015 ( آخر تحديث: 20/10/2015 الساعة: 14:44 )
قدومكم إلينا الآن فخر... ولن نقبل بإسقاط الملعب ألبيتي
بقلم : احمد ابو الرب
عضو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم
اختلاط دخان الأطر المحترقة والغازات الخانقة بأنفاس الشباب الفلسطيني، ومزج حبات العرق بقطرات الدماء على المفارق والطرقات، وفي الأزقة والحارات، ووعناق دموع المقهورين مع ابتسامات الأمل للمتفائلين بتحقق الحلم الكبير، لم يخفييا من المشهد الكبير مسألة الملعب ألبيتي لفلسطين ، وأهمية نفاذ هذا الاستحقاق المتمثل بأهمية قدوم المنتخب السعودي الشقيق الى فلسطين وبوابات القدس، ليس كقانون رياضي فحسب، بل كإسهام في تجسيد الكيونه الفلسطينية المستهدفة ألان من الجذور،وكمساهمة والمشاركة في عزف لحن مهد الديانة المحمدية والراية الخضراء مع الاوكيسترا الفلسطينية التي تطرب الدنيا هذه الأيام، فتملؤها شجنا طويلا يقدم لمستقبل وحلم واعد.

اليوم، هناك من بدأ يمهد للاستجابة للمبرر الذي يرده الإخوة السعوديون، أو يمهد لقبول ما يريدون تحت طائلة " مقتضايات المصلحة العامة للشعب الفلسطيني "، كون الأشقاء السعوديون أكثر هم الأكثر سخاء في دعم صمود شعب فلسطين، وهم الأكثر التزاما بتعهداتهم المالية والسياسية اتجاهنا كشعب ملغوب على مره في أكثر من جانب، وأنا هنا قد لا أنكر هذه الحقيقة ، لكني أحاول ان اقرأها من جانب آخر ، ومن زاوية مختلفة، أليس فخرا لكل عربي عنده انتماء لعروبته وقضاياها وحب لفلسطين وقضيتها ان يزروها في هذه الأيام العصيبة؟؟ ألا يشكل كل هذا الذي يحدث اليوم على الساحة الفلسطينية حافزا لدى الأشقاء العرب للحضور الى فلسطين لمباركة أعمدة ودودها وصمودها ومنها الملعب ألبيتي الرياضي؟؟ والقيام بجولات تضامنية مع الألم الشعب من عيادة الجرحى وزيارة الأسر المكلومة، وتحقيق وقفات تضامنية معه أسوء بالمتضامنين من باقي الدول التي قد لا تجمعنا معهم إلا الحالة الإنسانية ؟؟

وهل الشعب المحتل والأسير الذي يناضل من داخل أسره ، وينادي أمته ، ويستنجد بالكبار من أمته لا يستحق الزيارة والتضامن معه ولو بكرة القدم وذلك اضعف الإيمان؟؟

هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، ألا يدرك الأشقاء السعوديون أنهم بإصرارهم على قرارهم رفض حضورهم المستحق الى فلسطين قد يصنع شرخا بين الرياضيين والحالة الرياضية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية التي تتمثل ألان بصورة عالية من الوحدة والتوحد خلف القيادة الشرعية لشعب فلسطين وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ابو مازن؟؟

كما أنهم لا يدركون أيضا أن التصميم على رفض القدوم الى فلسطين وقبول فلسطين ــ’إذا قبلت ــ بنقل المباراة الى ملاعب السعودية أو أي ملعب آخر سيستنون سنة ستكون قياسا لكثير من المنتخبات العربية والغير عربية بنفس مبررهم، وبذلك تبدأ تداعيات انهيار بناء ملعبنا ألبيتي وخسران عمود من أعمدة بنائنا الوطني؟؟

أسئلة كثيرة ومتشعبة، تكبر وتتعاظم مع تنامي الأخبار التي توحي بأن فلسطين قد تلبي مبررات السعودية وتتجاوب معها، أو قد تضطر للاستجابة "لمتضايقات المصلحة الوطنية" كما يقولون، لكني كعضو اتحاد فلسطيني لكرة القدم أسجل موقفي الرافض لأي قبول وتحت أي مسمى لإسقاط الملعب ألبيتي بأي طريقة ، سواء كان ذلك من الفيفا او من منتخبات عربية وغير عربية أو من أي مؤسسة أو أي دولة، فالملعب ألبيتي يعيش في صلب انتماؤنا للوطن والشعب والأجيال الذي تطوعنا من اجل خدمته .