السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بمبادرة من النائب عودة- الكنيست تناقش تقرير الفقر

نشر بتاريخ: 21/10/2015 ( آخر تحديث: 27/10/2015 الساعة: 09:23 )
بمبادرة من النائب عودة- الكنيست تناقش تقرير الفقر

القدس - معا - بمبادرة من النائبين أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة وإيلي إلألوف رئيس لجنة العمل والرفاه، عقدت الهيئة العامة للكنيست جلسة خاصة، وكذلك عقد مؤتمر شارعك به المئات.

وفي كلمته قال النائب عودة: "إنه في غاية الأهمية ان تحيي الكنيست يوم مكافحة الفقر، خاصة في هذه الأيام التي تستخدم فيها الحكومة الخطاب الأمني لدحض الخطاب الاجتماعي، لذلك من المهم جدًا ان نواصل الحديث عن الفقر عن الوضع الاقتصادي الصعب وعن الفوارق الاجتماعية المستمرة بالاتساع".


• للفقر أوجه متعددة
وقال: " نحن ندرك ان بلادنا تشهد تغييرات مصيرية، رأس المال ينحصر بيد مجموعات قليلة أكثر وأكثر، بينما الفقر يزداد اتساعًا أكثر فأكثر! حقوق العمال تنتهك يوميًا، بينما يزداد المشغلون وشركات القوى العاملة غنىً على حسابهم. المدخرات الطبيعية تنقل الى يد اصحاب الشركات الكبيرة. الى جانب الفقر المستمر بالانتشار ينمو غنىً مبني على اسس السيطرة على المقدرات الطبيعية واستغلال العمال.

 
للفقر اوجه وألوان متعددة، لكن لونه الأبرز هو مدى انتشاره في المجتمع العربي. قرأت ما ورد في البحث الذي اعده مركز الابحاث في الكنيست بمناسبة يوم الفقر، ولفت انتباهي احد المعطيات، حسب ارقام التأمين الوطني: نصف المواطنين العرب في اسرائيل تقريبًا فقراء. بين اليهود، واحد من كل سبعة اشخاص فقير. من الواضح ان كل رقم من هذه المعطيات يثير الغضب بحد ذاته، وانه يجب محاربة واجتثاث الفقر في المجتمع العربي واليهودي، لكن الفرق الشاسع بين نسبة الفقر في المجتمعين يدلنا بشكل قاطع انه يجب محاربة التمييز والعنصرية، وتجاهل احتياجات المجتمع العربي".

• للفقر وجه قوميّ! ثلثا الأطفال العرب فقراء!!
وقال: " للفقر وجه قوميّ، الجزء الأكبر من المواطنين العرب هم فقراء، وجزء كبير من الفقراء على المستوى القطري هم من المواطنين العرب. يظهر الأمر جليًا أكثر عند تمحص معطيات الفقر بين الاطفال: أكثر من ثلث الاطفال في اسرائيل يعيشون تحت خط الفقر، وفي المجتمع العربي اثنان من كل ثلاثة أطفال عرب، هذا الرقم المعيب يجب ان يُصبغ على وجه كل ارباب هذه الحكومة والحكومات المتعاقبة في اسرائيل.

• العربيات العاملات أقل من نصف اليهوديات!
قال: "الارقام الخاصة بوضع النساء العربيات أيضًا تثير الغضب، فنسبة النساء العربيات العاملات تصل الى 32,3% بينما في المجتمع اليهودي تصل الى 78,8%. هذه الارقام تعكس مدى عمق اسباب الفقر في المجتمع العربي، وارتباطها بالعنصرية والتمييز، ومدى ارتباط الفقر بهذه الاسباب، ضد النساء العربيات وضد المجتمع العربي بشكل عام."


• عنصرية متفشية
وقال: "في هذه الايام العصيبة، نشهد حملات من إقالات العمال والعاملات العربيات، هناك من يستغل الظروف الصعبة لتشجيع اقالة وطرد العمال العرب، وبث التحريض العنصري ضدهم، لكننا لا نرى أي ردود ولا أي خطوات من قبل وزراء الحكومة، لوقف هذا التحريض، بل على العكس هناك من يشجع ويدعم هذه الحملات بالمزيد من التحريض.


انا لا انتقد وزارة بعينها بل انتقد كل الحكومة وكل مسؤول رسمي فيها، والمسؤول الأول هو رئيس الحكومة وسياسته التدميرية، نتنياهو القائل، "بدون العرب والحريديم (اليهود المتدينين) وضعنا ممتاز". من الصعب حصر كل الرواسب والنتائج السلبية في هذه المقولة حينها، واليوم أكثر من ذي قبل. لكنه من المجدي ان نتناقش حول التفاصيل الواقعية الحقيقية، وان نذكر نتنياهو بمدى انتشار الفقر بين الجمهور الواسع في البلاد، وبين فئات معينة من هذا الجمهور، وبين فئات مختلفة على اتساع دائرة. الفقر لا يقتصر على العرب واليهود المتدينين في اسرائيل، النقاش حول واقع الفقر يجب ان يكون مبدئيًا وايديولوجيًا، لأن هناك سياسة تقود نحو المزيد من الفقر، ويجب ان نكون ثاقبين في رؤيتنا لاجتثاث الفقر.


عندما يقول نتنياهو انه بدون العرب سيكون وضعنا ممتازًا، فانه يقصد ان العرب متهمين بالفقر. لكنهم لا ولن يكونوا يومًا في قفص الاتهام يا نتنياهو لأنك أنت المتهم الأول، انت وسياستك النيو- ليبرالية والرأسمالية الانتهازية المستغلة للطبقات الفقيرة والمستضعفة. نتنياهو من خصخص صناديق التقاعد ابان عهده في وزارة المالية، وخفض مخصصات الشيخوخة، يتهم المواطنين العرب بفقر المتقاعدين وكبار السن الذين أوقعتهم سياسته الاقتصادية في دائرة الفقر المصيرية، التي لا يمكن تلافيها بعد تقليصاته الكبيرة. نتنياهو الذي ارتفعت في عهده اسعار الشقق السكنية الى ارقام خيالية، يتهم العرب بأزمة السكن وأزمة الازواج الشابة في ايجاد بيت يأويهم، ولم يسمع صوت الهبة الاجتماعية قبل سنوات قليلة. سياسة نتنياهو حكمت على المواطنين العرب بالصاق الفقر بهم واقصائهم من دوائر التأثير في الاقتصاد العام واقصائهم بشكل عام كمواطنين غير شرعيين يتهم المواطنين العرب بالفقر الذي يحاربونه في كل يوم ومع كل بداية شهر من جديد."


• البديل الحقيقي
مقابل هذه العقلية ومقابل هذا الواقع يجب ان نضع البديل، البديل الواضح الذي يحدث التغيير الجذري والحقيقي. عندما تعمل الحكومة على بث الصراع بين الفقراء العرب واليهود وزرع الفتنة يجب علينا ان نرد بالنضال المشترك العربي- اليهودي من أجل العدالة الاجتماعية للجميع. عندما تتهم هذه الحكومة الفقراء انهم سبب فقرهم يجب الاشارة الى المتهمين الحقيقيين، الحكومة ورأس المال. عندما تسعى الحكومة لتعميق الفقر والتمييز يجب ان نقيم حركة احتجاجية ترفع راية العدالة الاجتماعية والمساواة القومية والمدنية. عندما تضع الحكومة النقاش الاقتصادي الاجتماعي خلف نيران تأجيج الصراع الذي تصب عليه الزيت وهي المسؤولة عنه، فيجب ان نرد بالنضال المشترك من أجل العدالة الاجتماعية والسلام العادل."

• العلاقة بين بين العدل الاجتماعي والسلام!
وقال: كلنا نشعر بالعلاقة بين العدالة الاجتماعية وبين السلام العادل في جيوبنا أيضًا، في كل مرة تصب مليارات الشواقل على بناء المستوطنات، وفي كل مرة تتضخم ميزانية وزارة الحرب مرة تلو الأخرى، فاننا نشهد بأم اعيننا انتقال الميزانيات الطائلة التي كان من الأجدى ان تخصص للتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وأزمة السكن، هذه الأموال باستغلالها الحالي تستخدم ضد المصالح الحقيقية للعرب واليهود."


• لنناضل معًا!
وأنهى حديثه: "نحن نؤمن بالناس الذين يعيشون هنا، انا افكر دائمًا بالمستقبل الافضل للجميع، الذي نناضل من أجله، وسوف يحقق نضالنا اهدافه لا محالة، لأنه يقدم ما هو أفضل للشعبين، حتى مع استمرار مشاعر الغضب واليأس في هذ الايام. ما زلت اذكر صيف العام 2011، عندما تظاهرنا معًا في تل ابيب وحيفا وصرخنا "الشعب يريد عدالة اجتماعية" بالعربية والعبرية. يجب ان نعيد هذا النضال المشترك اليوم، ونتظاهر معًا من اجل ان يكون لأولادنا مستقبل افضل، في هذه الايام علينا ان نصرخ معًا من أجل العدالة الاجتماعية والسلام العادل.".