الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كليتشكو: "لا حواجز للرياضة فهي تسمح بالتفاهم الثقافي"

نشر بتاريخ: 21/10/2015 ( آخر تحديث: 21/10/2015 الساعة: 16:50 )
كليتشكو: "لا حواجز للرياضة فهي تسمح بالتفاهم الثقافي"
الدوحة - معا : فتحي براهمة : يعتبر الاوكراني فلاديمير كليتشكو احد اعظم ملاكمي الوزن الثقيل كما انه يتمتع بفصاحة وحكمة خارج حلبة التنافس. ونتيجة أجوبته الفلسفية ومقاربته الاستراتيجية للملاكمة، اكتسب لقبDr Steelhammer (دكتور مطرقة الفولاذ) وهو الذي يحمل لقب بطل العالم في منافسات أربعة اتحادات دولية للملاكمة، ويستعدّ حالياً لكسر الرقم القياسي والدفاع عن لقبه في ألمانيا أمام الملاكم الإنجليزي تايسون فوري في 28 نوفمبر/تشرين الثاني.
خلال بطولة العالم للملاكمة التي اختتمت منافساتها مؤخراً في قطر، التقى موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث بأسطورة الملاكمة الأوكراني وحاوره عن مكانة دولة قطر في مجال الرياضة، وعن شغفه بكرة القدم، ومقابلته مع مدرب بايرن ميونخ بيب جوارديولا، وشعوره بعد فوز بلد إقامته ألمانيا ببطولة كأس العالم في البرازيل العام الماضي.

س. تابعت منافسات بطولة العالم للملاكمة في قطر والتي جرت في الصالة نفسها التي استضافت بطولة العالم لكرة اليد في وقت سابق من العام الحالي. هل تعتقد أن قطر أصبحت عاصمة عالمية للرياضة؟
ج. أكرّر ما قاله نلسون مانديلا: تتمتع الرياضة بالقدرة على تغيير العالم. يمكن ملاحظة أن ذلك ليس بالأمر السهل، فإذا نظرنا إلى كأس العالم في روسيا وقطر، كانت هناك مناسبات تم فيها تسييس الرياضة. أعتقد أنه من خلال الرياضة، يمكن اكتساب درجة أكبر من التسامح وفهم مشترك أكبر بين الثقافات. ينظرون هنا إلى الأمر باعتباره إشارة إيجابية بسبب توافر وسائل إعلام دولية، كما يوجد جمهور رياضي دولي وسائحون، كل ذلك يجعل الناس أكثر انفتاحاً. هذا ما يجعلني أدعم مثل هذه الفعاليات، ولهذا أنا متواجد هنا مع شقيقي. أمر عظيم أن أرى الناس في العالم العربي شغوفين جداً بالملاكمة، تزداد شعبية اللعبة هنا.

س. يسود في المنطقة شغف كبير جداً بكرة القدم. كيف تنظر إلى النسخة الأولى من كأس العالم في قطر عام 2022؟
ج. عادة ما يتساءل المرء: كيف يمكن لقطر أن تستضيف كأس العالم في فصل الصيف. لكنهم توصّلوا إلى حلّ لذلك، وأعتقد أن المرء سيُلاقي كمّاً كبيراً من الانتقاد إن أراد القيام بكلّ شيء بشكل استثنائي في مكان استثنائي. أعتقد أنه يتوجب علينا تقديم الدعم رغم الانتقادات، والنظر إلى الموضوع بطريقة إيجابية، ومن ثم سنرى كيف تسير الأمور والحكم عليها بعد ذلك فيما إذا كانت جيدة أم سيئة. لكني أعتبرها مبادرة جيدة بالإجمال، وفرصة لإلهام عشاق الرياضة في العالم العربي وتعريف العالم بالحياة هنا وأنه لا يوجد حواجز. تسمح الرياضة للثقافات بالاختلاط وإجراء المقارنة فيما بينها وإدخال تحسينات عليها، وهو ما يجعل العالم أكثر تسامحاً.

س. شاهدت بنفسك تنظيم بطولة الملاكمة، ما هو انطباعك عن الخبرة التنظيمية في قطر؟
ج. يمكننا ملاحظة الخبرة في التنظيم. ومن الواضح أنها ليست المرة الأولى التي يقومون بهذا الأمر.

س. نزالك المقبل في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني سيكون في ملعب كرة قدم في دوسلدروف. هل أنت من مشجعي كرة القدم؟
ج. إني محبّ لكرة القدم أيضاً، ولكني لستُ مجنوناً بها أو شخصاً يتابع كافة المباريات عبر التلفزيون. أحضر مباريات كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم، وكذلك دوري الأبطال عندما يقترب النهائي حيث أتعرّف فجأة على ما وصلت إليه المنافسات.

س. ما هي فرق كرة القدم التي تدعمهاـ هل هناك أي فرق مفضلة لديك؟
ج. لطالما كنت عاشقاً لفريقي دينامو كييف وبايرن ميونخ. دائماً ما كان هذان الفريقان مفضلان بالنسبة لي نظراً لكوني أيضاً أعرف اللاعبين وطيلة عقود إما كانوا يحضرون النزالات التي أشارك بها أو أذهب أنا لمتابعة مبارياتهم.

س. يُعرف عنك أنك فيلسوف في عالم الملاكمة، ومدرب بايرن ميونخ بيب جوارديولا كان فيلسوفاً في عالم التدريب...
ج. ركبتُ الطائرة معه مؤخراً بين ميونخ وبرلين. وقد بدأ يتعلم اللغة الألمانية، ويحاول أن يدمج نفسه، وهو ما أجده أمراً عظيماً. أسعدني أن أتعرّف عليه بشكل شخصي أكثر خلال الرحلة. يا له من أمر عظيم أن يضطلع مدرب أسباني بمثل هذا العمل الجيد ويلاقي نجاحاً كبيراً مع فريق ألماني.

س. ومؤخراً احتلّ صدارة الأنباء المدرب الألماني يورجن كلوب عندما أعلن عن استلامه مهمة تدريب ليفربول.
ج. تابعتُ هذا الأمر عن كثب؛ إنه أمر رائع. أن يتواجد مدرب ألماني فريد من نوعه ومتعدد المواهب على رأس فريق إنجليزي، أعتقد أن ذلك أمرٌ جيد جداً.


س. هل تتابع مباريات أوكرانيا وبلدك الجديد، ألمانيا، في نهائيات بطولة كأس العالم؟
ج. أنا من أوكرانيا، وبالطبع أتابع منتخبها في كأس العالم، وبالأخص حالياً حيث تحتاج أوكرانيا لاهتمام خاص من خلال الرياضة، ويلي ذلك المنتخب الألماني فوراً. أتواجد منذ عام 1996 مع شقيقي في ألمانيا التي أصبحت بمثابة بلدنا الثاني. لم نكن لنتمكن من تحقيق ما وصلنا إليه دون ألمانيا. أعتقد أن ألمانيا تعتبر مثالاً للديمقراطية التي لها أوجه متعددة. وأظن أن الديمقراطية في ألمانيا هي من بين الأفضل في العالم، رغم أنه هناك مجال لتحسينها دائماً. فوز ألمانيا بكأس العالم بنسخة البرازيل عام 2014 جلب شعوراً عظيماً، وقد شعرتُ وكأنه انتصار لي شخصياً.

س. بالحديث عن نزالك المقبل، سيكون خصمك هو الملاكم الإنجليزي تايسون فوري الذي صرّح قبل المواجهة التي ستُدافع فيها عن لقبك بأنك تقوم بما أسماه "ألعاباً ذهنية". ما الذي تقوله رداً على ذلك؟
ج. لا يسعني التعليق على كلّ شيء يصرّح به. لا أعرف في أي عالم يعيش هو. إنه يعيش في عالمه الخاص، مع بعض الألعاب الذهنية. أنا لا أقوم بألعاب ذهنية. تعرضتُّ للإصابة وتم تأجيل النزال. سأركّز الآن بناءً على ذلك وأحضّر نفسي جيداً للنزال في 28 نوفمبر/تشرين الثاني. آمل أن يأتي الملاكمان إلى الحلبة ويُلاكمان بعضهما، بحيث لا يتحدث أحد عن الإصابة.

س.هل تعتقد أنك ربما تخوض نزالاً في قطر مستقبلاً؟
ج. كل شيء ممكن. هناك ملاكمة للهواة هنا، فلم لا؟