رام الله- معا - كشف نادي الأسير الفلسطيني عن وقائع جديدة تدلل على تعمّد إدارة مصلحة سجون الاحتلال نقل الأسرى المرضى والجرحى من المستشفيات المدنية إلى السّجون قبل إتمام علاجهم، ما يؤدي إلى إصابتهم بتدهور يصل في بعض الأحيان إلى حالة الخطورة القصوى.
جاء ذلك عقب جولة أجراها محامو نادي الأسير ومدير الوحدة القانونية المحامي جواد بولس إلى بعض سجون ومستشفيات الاحتلال، ومنها زيارة بولس، اليوم الخميس، للأسير القاصر جلال الشراونة (17 عاماً)، في مستشفى "أساف هاروفيه" الاحتلالي، والذي أصابه المستوطنون بالرصاص في ساقيه خلال عملية اعتقاله في بداية الشهر الجاري، ونقل على إثرها إلى مستشفى "سوروكا" وهو في حالة غيبوبة، وقبل إتمام العلاج نُقل إلى "عيادة سجن الرملة"، علماً أنها غير مؤهلة لاستيعاب الحالات الصعبة، وأضاف بولس أن الإدارة اضطرت لنقله مجدداً للعناية المكثفة في "أساف هروفيه" قبل أسبوع بعد حدوث تدهور خطير على وضعه الصحي، حيث أفاد الأطباء باحتمالية بتر ساقه اليمنى نتيجة لما أصابه من ضرر خلال تلك الأيام، لافتاً إلى أنه نُقل إلى قسم جراحة الأوعية الدموية مؤخراً بعد أن طرأ تحسّن طفيف على وضعه.
وأشار بولس إلى أنه قدّم شكوى ضد تكبيل يد الأسير بالسّرير، طيلة فترة اعتقاله في المستشفى، رغم أنه لا يستطيع المشي على ساقيه، موضحاً أن الإدارة ردّت عليه بأن "تلك هي الأنظمة".
وفي لقائه مع عدد من الأسرى في "عيادة سجن الرملة" صباح اليوم؛ بيّن بولس أن الأسير إياس الرفاعي تعرّض لتنكيل متعمّد وواضح، فقد خضع لعملية جراحية لاستئصال ورم في الأمعاء في مستشفى "سوروكا" في السابع من الشهر الجاري، وذلك بعد مماطلة لعدّة أشهر، ونُقل من المستشفى إلى العيادة بعد إجراء العملية بعدّة أيام عبر عربة "البوسطة" وكان مكبّل اليدين والسّاقين، وذلك قبل تماثله للشفاء الكامل، مضيفاً أن علامات التّكبيل لا زالت واضحة على يديه، وأكد الأسير للمحامي أن بعض سجّاني الاحتلال في العيادة وفي "سوروكا" كانوا يرفضون مساعدته في الوصول للحمامات، رغم معاناته من آلام شديدة.
ولفت إلى أن إدارة السّجن نقلت الأسير الرفاعي إلى مستشفى "سوروكا" مجدداً في التاسع عشر من الشهر الجاري لإجراء فحوصات تمت بشكل سريع وسطحي، وأعادته إلى العيادة عبر عربة "البوسطة"، كما ونقله في اليوم التالي بواسطة العربة لحضور محكمة الإفراج المبكر عنه، واستغرقت الرحلة (14) ساعة بين الذهاب والإياب، وأكد بولس أن الأسير الرفاعي يعاني من آلام شديدة وهو بحاجة لرعاية طبية فائقة.
وفي السّياق ذاته، قال بولس أن الأسرى: سامي أبو دياك مراد سعد وناهض الأقرع وخالد الشاويش، واجهوا النهج المتبّع ضد الأسرى المرضى ذاته، فالأسيرين أبو دياك وسعد خضعا لعملية استئصال لورم في الأمعاء في المشافي المدنية ونقلا إلى العيادة قبل إتمام علاجهما وتأهيلهما للشفاء الكامل، ما أدّى إلى تدهور وضعهما الصحي، لافتاً إلى أن الأسير أبو دياك اضطر لقطع الزيارة نتيجة إصابته بالتعب والإرهاق.
أما الأسير الأقرع، فقد نُقل إلى مستشفى "تل هشومير" قبل أسبوع لفحص إمكانية زرع أعضاء اصطناعية له، علماً أن ساقيه مبتورتين، وقد أُعيد إلى العيادة بعد إفادة الأطباء بأنه غير ملائم للعملية، فيما أكد الأقرع بأنه لا يثق بهذا الردّ، لأن الأطباء لم يجروا فحوصاً شاملة ومهنية له، وطالب بإدخال طبيب مختص ليقوم بتقديم رأيه الطبي والمهني.
فيما يعاني الأسير خالد الشاويش من التهابات جرّاء خضوعه لعملية جراحية في يده مؤخراً، وإعادته للعيادة قبل التأكد من تماثله للشفاء.
وأفاد بولس أن: "من يقرأ سيرة هؤلاء الأسرى، وهم بمثابة عينة من قوائم الأسرى المرضى في السجون؛ يستنتج أن هناك سياسة متعمّدة قد يكون مردّها إلى محاولات مصلحة السجون لتوفير مبالغ مالية من خلال تقصير مدد وجود الأسرى في المستشفيات المدنية، وتتمثل تلك السياسة في مماطلة المسؤولين في علاج الأسرى المرضى من جهة، ومن جهة أخرى في حالة نقلهم إلى مستشفى مدني إعادتهم إلى عيادة مصلحة السجون قبل إتمام العلاج كما جرى في الحالات السابق ذكرها".
وتعقيباً على ذلك، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن الوحدة القانونية في النادي تعكف على إعداد ملف حول تلك الحالات لعرضها على الجهات الخاصة في المؤسسات الإسرائيلية وللجهات القانونية والإنسانية ذات العلاقة، مضيفاً "إننا نشهد على ظاهرة خطيرة، قد يكون عنوانها من لم يمت بالرصاص فليمت بالعلاج أو بدونه".