إطلاق الجولة الأولى للمشاورات السياسية بين فلسطين وكوريا
نشر بتاريخ: 22/10/2015 ( آخر تحديث: 23/10/2015 الساعة: 12:00 )
سيئول -معا - عقدت الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين دولة فلسطين وجمهورية كوريا، في العاصمة سيئول، برئاسة كل من السفير د. مازن شامية، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون آسيا، وإفريقيا، وأستراليا، ومدير عام وزارة الخارجية الكورية السيد هي سيوج - كون
واستعرض السفير شامية مجريات الأحداث في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي القدس على وجه الخصوص ، والاعتداءات المستمرة على ابناء شعبنا الفلسطيني الأعزل من قبل عصابات المستوطنين المتطرفين والارهابيين المدججين بالسلاح، وبحماية من جيش الاحتلال الاسرائيلي. ومسلسل الاعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق أبناء شعبنا. هذا بالاضافة الى مواصلة ارتكاب المستوطنين الارهابين ابشع وافظع الجرائم بحق أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وأرضنا على مرأى ومسمع وحماية من الحكومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي، والتي كان اخرها حرق عائلة دوابشة في نابلس ، و قبلها الطفل محمد أبو خضير.
وقال إن سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية تهدف لتقويض حل الدولتين، و تُثبت يومياً وللعالم أجمع بأن اسرائيل حكومة قائمة بالاحتلال، وتمعن بالتوسع الاستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية مما يحول دون قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة. إضافة الى اجراءات الحكومة الاسرائيلية في حفرياتها واجراءاتها التهويدية لمدينة القدس وتطاولها على المقدسات الاسلامية والمسيحية من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض لتغيير وتزييف الطابع الجغرافي و الديمغرافي للمدينة المقدسة، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، و الذي يأجج لحرب طائفية لا تحمد عقباها والتي بالتأكيد ستساهم في تعقيدات المنطقة التي تتعرض لحالة من انعدام الأمن والاستقرار.
هذا وأشار السفير شامية للحصار الجائر على قطاع غزة من سنوات والاجراءات الاسرائيلية التي تعيق عملية إعادة الاعمار ، رغم دعوات المجتمع الدولي بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والبدء الفوري في اعادة الإعمار ، والذي تسببه عدوان اسرائيلي لثلاث حروب متواصلة خلال أقل من ستة سنوات جاءت على تدمير البنية التحتية لقطاع غزة بأكمله، وتحويل حياة مليوني فلسطيني إلى جحيم.
وبهذا الصدد، أكد السفير شامية على اصرار القيادة الفلسطينية في استكمال مساعيها بالانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات و المواثيق و الاتفاقيات الدولية من أجل صون حقوق الشعب الفلسطيني وتأمين الحماية الدولية اللازمة له وفق القوانين والشرائع الدولية في ظل استمرار اعتداءات جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على شعبنا، و أكد على سعي القيادة الفلسطينية الدؤوب للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
من جانبه، أعرب الجانب الكوري عن حزنه وأسفه تجاه الضحايا الفلسطينيين ودعا الى انهاء جميع الاجراءات الاسرائيلية التي من شأنها تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي لمدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها وتحديداً المسجد الأقصى، وضرورة وقف جميع أنشطة الإحتلال الإستيطانية باعتبارها غير شرعية وغير قانونية، ورفع جميع الحواجز والقيود التي من شأنها تعقيد و تأزيم حياة المواطنيين الفلسطينين، وضرورة العودة الى الحوار والمفاوضات لضمان إنهاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
هذا واستعرض الطرفان التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، و ضرورة حل جميع الأزمات المتفاقمة من خلال الحوار السياسي السلمي ووقف نزيف الدم لضمان عودة اللاجئين وخصوصاً في سوريا والعراق، والتأكيد على أهمية إستيعاب جميع الأطياف المذهبية والسياسية في الدول، وأيضاً ضمان وحدة وسيادة أراضي هذه الدول ، مع التشديد على أهمية تكاتف المجتمع الدولي في التصدي للارهاب بكافة أشكاله وخصوصاً داعش الذي لا يمت للدين الاسلامي بأي صله، باعتبار أن الارهاب لا دين له.
كما وناقش الطرفان الاوضاع في شبه القارة الكورية، واكد الجانبان على أهمية الحفاظ على التهدئة وخفض حدة التوتر والتأكيد على اهمية احياء الحوار السياسي والدبلوماسي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعلى الصعيد الثنائي، بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيز التنسيق بين الجانبين في المنظمات الاقليمية والدولية لخدمة مصالح الطرفين، وتشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية وعضوية قطاعات مختلفة ذات الاهتمام المشترك، علاوة على تعزيز الزيارات المتبادلة على جميع المستويات الرسمية والشعبية والبرلمانية والاعلامية والاكاديمية.
هذا وأكد السفير شامية على اهمية اعتراف جمهورية كوريا بدولة فلسطين باعتباره ضرورة إنسانية وأخلاقية وقانونية، وسياسية، وخطوة إلزامية من أجل إنقاذ حل الدولتين على حدود عام 1967 من الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي.
من جانبه، استعرض الجانب الكوري المساعدات والمشاريع الكورية المقدمة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية عبر الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا(، ذراع التعاون الدولي لوزارة الخارجية الكورية، فضلاً عن المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة المتخصصة كالأونروا، هذا اضافة الى البرامج التدريبية المقدمة لبناء القدرات الفلسطينية لوزارات ومؤسسات دولة فلسطين، علاوة على تقديمها برامج تدريبية وتأهيلية من خلال الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين آسيا وإفريقيا ( NAASP ) و مؤتمر دول شرق آسيا لدعم التنمية في فلسطين CEAPAD ، هذا بالاضافة الى مساهماتها في اطار اعادة اعمار قطاع غزة.
هذا وابدى الجانب الكوري استعداده لتطوير حجم المساعدات المقدمة لفلسطين، واعادة تحديث وتطوير القدرات اللوجستية لوزارة الخارجية الفلسطينية. كما وأبدى استعداده لزيادة عدد المنح والبعثات التعليمية المقدمة من الحكومة الكورية في تخصصات متعددة.
من جانب اخر، طرح السفير شامية امكانية تطوير التعاون في مجال دعم الاقتصاد والتنمية المستدامة لقوام الدولة الفلسطينية من خلال الاستفادة من تمويل مشاريع فلسطينية عبر البنك الكوري للاستيراد والتصدير ( EXIM Bank ( و عبر الصندوق الكوري للتعاون التنموي و الاقتصاديEconomic Development Cooperation Fund ، حيث ابدى الجانب الكوري اهتمامه بالموضوع ووعد بعرض المشروع على الحكومة الكورية وجهات الاختصاص.