الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدعوة لتشكيل تيار ديمقراطي لمواجهة الفكر المتطرف

نشر بتاريخ: 24/10/2015 ( آخر تحديث: 24/10/2015 الساعة: 13:39 )
نابلس -معا- عقد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" ورشة عمل في جامعة النجاح حول الفكر الديمقراطي في مواجهة الفكر المتطرف وقد افتتح الورشة محمد سعيد من مركز "شمس" معرفاً بالمركز ونشاطات المشروع ، وقال أن المركز يسعى جاهداً للعمل مع الشباب في الجامعات من أجل رفع الوعي وإحداث التغيير المنشود ،وقال أن الورشة هي إحدى نشاطات مشروع تعزيز الديمقراطية والثقافة المدنية ، بدعم وتمويل من الصندوق الوطني الديمقراطي (NED).

من جهته قال الدكتور جعفر الجبالي أن المتعصبون فكرياَ سواء كانوا أفراد أم جماعات يتخيلون أنهم يمتلكون الحقيقة والرأي الصحيح ، وما عداهم من الآخرين على خطأ ، فهم لا يؤمنوا بالديمقراطية كفكر وسلوك ويتجنبوا الحوار،لأنهم لا يمتلكوا قوة البرهان ويمارسوا الاستبداد، والمتعصبين ومن أجل تمرير مشروعهم يوحوا للجمهور بان رأيهم يستند إلى القدسية ، وبهذا فهم يحاكوا الموروث المقدس لدى الجماهير للتأثير فيهم وتعبئتهم في مشروعهم .

وأكد أن قضية التطرف لدى الشباب تشكل تحدياً كبيراً وأهمها التحدي الفكري، مؤكداً أن ما تمر به المنطقة ومجتمعنا يستدعي النظر إلى العديد من ملامح التراجع في مجتمعنا، منوها إلى أن هنالك تداعياً وتراجعاً للقيم الأخلاقية واختلالاً في العلاقات المجتمعية والأسرية بالإضافة إلى تصاعد العنف المجتمعي. وأشار إلى انه وفي ظل غياب واضح للبرامج الفكرية والسياسية القادرة على جذب الشباب وتحصينهم يصبح من الضروري الاعتراف بالمشكلة التي نواجهها وعدم اختزالها، ورأى أن ما نحتاج إليه هو إعادة تأهيل المجتمع والهيئات والمؤسسات التي تعنى في الشباب واستخدام الفكر المستنير الذي يمكنه تحقيق القدرة على الإقناع بالفكر فقط من خلال جوهره الذي يحقق تعظيم القيم الدينية والاجتماعية والوطنية وهو القادر على تعبئة الفراغ الذي نلمسه في التعامل مع قضية تأهيل الشباب.

وقال أن المتعصبون يستخدمون العنف لفرض آرائهم وأفكارهم على المجتمع والمتعصبون يسعون دائماَ لمهاجمة أفكار الآخرين ويستخدمون عملية الهدم لتدمير الفكر الآخر ، فهم غير واقعيون ينسبون كل ما هو مشرق في ثقافة وفكر الآخرين ونضالاتهم ضد الدكتاتورية والظلم والاستبداد ومن اجل خير الشعب والوطن والحداثة والتنوير والديمقراطية ينسبوه لهم، وكل ما هو زائف ومشين في تأريخهم ينسبوه للآخرين لغرض هدم فكرهم ومشروعهم التنويري الحداثي الديمقراطي، وقال أنهم مصابون بالجمود الفكري ، فهم منغلقون منعزلون فكرياَ وان حججهم دائماَ هشة وضعيفة ، و بهذا لا يستطيعوا مقاومة الفكر التنويري والحداثة والثقافة والفكر الديمقراطية ، فيلجئون لممارسة العنف بكل أنواعه بما فيها تطويع ومخالفة القانون لفرض إرادتهم ومحاربة الآخر .

وأوضح أن المتعصبون جميعاَ يعادون الثقافة والفنون فهم احد أسباب أزمات بلدانهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وذلك عندما يكونوا في مركز صنع القرار السياسي .وقال لقد أكدت تجارب التاريخ القديم والحديث ، أن كان كل من (هتلر وحزبه وموسوليني وغيرهم ) . أنهم أعداء للثقافة الديمقراطية لأنهم كانوا متعصبون فكرياَ واستبداديون وان أفكارهم كانت خاطئة ، دمرت الثقافة والشعوب والأوطان . وما رسوا دورهم التدميري بحكم تضليلهم إعلامياً للمجتمعات وتوظيفهم لمشاعر الناس البسطاء ، واستخدموا العنف لتركيع المجتمع لخططهم ومشاريعهم الذاتية .

وقال أن المتعصبين في كل زمان ومكان لا يدركوا الواقع الاجتماعي فهم غير واقعيون ، وهذه هي نقاط ضعفهم تحركهم رغباتهم ،وقال إن وجود تيار ديمقراطي هو احد عناصر القوة ومن بين الوسائل التي يمتلكها وهو إعلام جماهيري فعال ومؤثر وذلك من خلال تأسيس قناة تلفزيونية أو إذاعية تدافع عن الفكر الديمقراطي وتسهم في التوعية والتربية والتعليم وتحتضن الثقافة والفن والموسيقى والغناء ، وتسهم في نشر الثقافة الديمقراطية ، وتدافع عن حاجات الشعب وتطلعاته ، وتكون احد أدوات التغيير في المجتمع من خلال خلق رأي عام ضاغط لمواجهة المتعصبون والمتطرفون والاستبداديون وثقافتهم الأحادية المنغلقة التي تلغي الآخر .

وفي نهاية اللقاء أوصى المشاركون بضرورة تشكيل تيار ديمقراطي. وإن مواجهة التطرف والغلو تتطلب إستراتيجية وطنية تشارك فيها مختلف الأجهزة الرسمية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب في التوعية والتحذير من مخاطر هذا الفكر الإرهابي المنحرف وآثاره على الشباب. واستثمار الإعلام الاجتماعي الحديث بلغة حضارية تعيد بناء المفاهيم والقيم ومعاني الاعتدال وتوضح أخطار التطرف بكافة أشكاله والعنف بكل صوره.