نشر بتاريخ: 25/10/2015 ( آخر تحديث: 26/10/2015 الساعة: 10:42 )
القدس- تقرير معا - بعد مرور أسبوع على حادثة اعدام وتصفية الطفل معتز أحمد عويسات 16 عاماً..لا تزال والدته تعيش صدمة فقدانه وألم عدم تسليم جثمانه، ليكون الحزن مضاعفاً والصبر على ظلم الاحتلال مستمراً.
تضاربت الروايات التي تخفي سر اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد معتز كغيره من شهداء مدينة القدس الذين ارتقوا منذ بداية الشهر الجاري، فخرج الشهيد الطفل معتز يوم السبت الماضي (17-10-2015) من منزله متوجها الى مدرسته "سخنين" في قرية جبل المكبر بعد تعطل الدراسة عدة أيام في المدرسة بعد ارتقاء شهيدين من القرية وتوتر الأوضاع فيها.
وصل الى باب مدرسته وشاهده زملاءه، لكن اختفائه بعد ذلك والإعلان عن استشهاده بعد دقائق والحجة الإسرائيلية الجاهزة "ارهابي حمل بيده سكينا" والدليل المفقود..اسئلة تدور في مخيلة عائلة الشهيد .
وفي لقاء معها قالت والدة الشهيد معتز :"السبت الماضي أيقظت أطفالي الثلاثة معتز ومصعب وهيثم ليذهبوا الى المدرسة، بعد تشويش وتعطيل بسبب الاوضاع الأمنية المتوترة في القرية، وبعد أن أستيقظوا مرغمين توجهوا الى مدرستهم، ووعدتهم بأني سآتي الى المدرسة للاطمئنان عليهم وان أعود بهم الى المنزل في حال عدم انتظام اليوم الدراسي."
وتضيف والدة معتز :"بعد حوالي ساعة توجهت الى المدرسة، وكان الطلبة في صفوفهم، أما معتز فلم يكن في صفه، فاستغربت من الأمر وخاصة أن زملاءه التقوا به في ساعات الصباح، حاولت الاتصال به عدة مرات وارسال الرسائل النصية على هاتفه لكنه لم يجب، وعلى بعد أمتار من المدرسة أقيم حاجز عسكري يقوم بتفتيش أي شخص يخرج من القرية، فاستبعدت خروج معتز منه".
وأضافت :"توجهت الى المنزل للاطمئنان على معتز خاصة وأنه لا يذهب الى أي مكان ولا يحب الخروج من المنزل، فلم يتواجد داخله."
المخاوف والأفكار السيئة راودت والدة الشهيد معتز وكانت الأبرز فكرة "اختطافه"، فالأوضاع في مدينة القدس غير مطمئنة، فهناك خوف على الأولاد من أن يخرجوا بمفردهم بدأ منذ حادثة اختطاف الشهيد محمد أبو خضير، كما تقول والدة الشهيد عويسات".
بعد ساعة من خروجه من بيته انتشر خبر في القرية بأن القوات الاسرائيلية اطلقت النار على احد الشبان بدعوى حيازته سكينا، فاستبعدت والدة معتز أن يكون هو ذلك الشاب، خاصة وأن لا يعرف طريق المستوطنة وأن طريقة تفكيره وأسلوب حياته منصب على الدراسة واكمال تعليمه.
لكن وخلال دقائق تأكد الخبر بأن الشهيد هو معتز، حيث تقول والدته :"الحجة الاسرائيلية جاهزة، والدليل مفقود، هل معتز كان يحمل سكينا؟؟ أين كاميرات المراقبة التي تؤكد ذلك؟؟ خاصة وأن الحادث وقع داخل مستوطنة "أرمون هنتسيف""، وكيف تمكن معتز من الخروج من القرية وهو يحمل السكين وعلى مدخلها حاجز يقوم بتفتيش الصغير قبل الكبير؟؟
وتضيف :"أيضا بنية محمد ضعيفة، حتى أنه شقيقه الأصغر يستطيع بضربه والتغلب عليه في حال تقاتلا".
وتستجهن والدة معتز الرواية الاسرائيلية الجاهزة وتقول :"حتى لو كان معتز يحمل سكينا فهو طفل صغير بالإمكان الإمساك به واعتقاله ومصادرة السكين، وليس قتله واعدامه..ابني قتل مظلوما والاحتلال يواصل انتهاك طفولته باحتجاز جثمانه."
وأوضحت قائلة :"ابني قتل داخل مستوطنة لا يهم إن كان شرطيا هو من أطلق النار عليه أم مستوطن...فابني قتل برصاص احتلال الذي لا يستثني أحدا".
وتقول والدته :"بعد الاستشهاد نعيش الصدمة الأولى ثم أصبنا بصدمة أخرى..فاقتحمت القوات منزلنا والمنازل المجاورة وقامت بتفتيشها وتخريبها، واعتقلتني
واعتقلت والده واستدعت شقيقيه معتز وهيثم، تم التحقيق معنا بشكل منفرد، وتوالت الأسئلة والاتهامات ومحاولات لاستفزازنا بالصراخ والشتائم، أما شقيقه الصغير فقد أشهر السلاح بوجهه خلال التحقيق، وقال له المحقق بأنه سيطلق عليه النار إن لم تخبره بأسماء أصدقاء معتز".
وتقول :"تناوب على التحقيق معي أربعة محققين، حاولوا بأن يتهمونني بأني على علم بنية معتز تنفيذ عملية "طعن" خاصة واني ذهبت لمدرسته للاطمئنان عليه، لكني نفيت ذلك وأكدت أن اقتحام القوات الإسرائيلية الشبه يومي لشارع المدارس في قرية جبل المكبر واستفزاز الطلبة وعدم وجود حراس على الأبواب هو السبب وراء الخوف على أبناءنا".
وتؤكد والدته أن معتز كان من الأوائل في مدرسته، وكانت هديته المفضلة هي "الكتب" فهوايته المطالعة، وكان أيضا يحب تصليح الالكترونيات، خاصة الهواتف
المحمولة، أما مكانه المفضل هو منزله، خاصة وأن القرية تفتقد المتنزهات والألعاب.
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 13 شهيدا ارتقوا بمدينة القدس وأحدهم بتل أبيب، بينهم 4 أطفال.
اعداد: ميسة أبو غزالة