كتاب جديد بعنوان "تأملات في الفن الفلسطيني: فن مقاومة أم فن جماليات"
نشر بتاريخ: 24/10/2015 ( آخر تحديث: 24/10/2015 الساعة: 16:46 )
بيت لحم - معا - أصدرت ديار للنشر في بيت لحم، كتاب للكاتبة فاتن فوزي نسطاس متواسي بعنوان "تأملات في الفن الفلسطيني: فن مقاومة أم فن جماليات"، والذي يبحث في تطوير الفن الفلسطيني وعلاقته في السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي، وقد انقسم الكتاب إلى ستة فصول بحثت فيه الكاتبة عن سؤال: هل يعتبر الفن الفلسطيني مقاومة أم فن جماليات؟ لماذا؟ وكيف؟
حيث استعانت الكاتبة بنظريات فنية وفلسفات مختلفة لأدباء ومفكرين محليين وعالميين كمحمود درويش وكمال بلاطة وسامية حلبي وجاك رانسيير وفريدريك نيتشة وغيرهم، مستعرضة تطور المشهد الفني في فلسطين منذ بداية الحضارة أي قبل 10,000 سنة حتى اليوم، وبحثت في الوضع السياسي والإجتماعي الثقافي السائد في كل حقبة زمنية وتأثيرها على الفن والفنانين.
وقد حاولت الكاتبة خلال الفصل الأول التعريف بفلسطين وبتاريخها القديم، مقدمة لمحة تاريخية سريعة عن أنظمة الحكم والثقافة السائدة في كل مرحلة وكيف ربط الفن بالسلطة الحاكمة في كل حقبة زمنية سيطرت على البلاد، مبتدئة من بقايا الفن اليرموكي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 8000 عام. ومن خلال الفصل الثاني استعرضت الكاتبة تطور الفن الفلسطيني خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. أما الفصل الثالث، فتمّ تخصيصه للحديث عن ما حصل للفنانيين الفلسطينيين بعد النكبة وتشتتهم في أنحاء العالم وإصرارهم على الحفاظ على هويتهم.
كما وركزت الكاتبة في الفصل الرابع لما حدث بعد 20 عام من النكبة، أي بعد النكسة، وكيف لملم الفنانون الفلسطينيون ابداعاتهم وطاقاتهم وجهودهم لمقاومة الإحتلال والتأكيد على الصمود. ويستمر الكتاب بسرد التاريخ والتأكيد على علاقته وتأثيره على الفن والفنانين فيتخصص الفصل الخامس بالبحث عن ما حدث بعد اتفاقية اوسلو وانعكاسها على التوجهات الفنية والفكرية في تلك الحقبة.
أما الفصل الاخير وهو الأكبر في الكتاب فيتخصص في عرض وتحليل اعمال أربعة فنانين فلسطينيين شباب لكل منهم خبراته ولغته الفنية الخاصة به، وهم: ستيف سابيلا، الذي يتخذ من التصوير الفوتغرافي لغة خاصة به يطوعها للبحث عن ذاته وخلق عالمه وتخليد ماضيه، وشريف واكد وهو من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والذي يستخدم فن الفيديو وتقنيات متعددة للتعبير عن ارائه الساخرة الخاصة بتشويه الاعلام الغربي لصورة الفلسطيني، كذلك لاريسيا منصور التلحمية الأصل التي تعمل بإستمرار على النقد الساخر للوضع السياسي في فلسطين بإستخدام اللغة المرئية بمفرداتها الخاصة، كما وتستعرض الكاتبة بعضاُ من أعمالها الفنية الخاصة بها، اذ ترى في نفسها جزء من المشهد الفني الفلسطيني المعاصر والمنتشر في كافة أنحاء العالم.
ويذكر أن الكاتبة فاتن فوزي نسطاس متواسي ليست فقط كاتبة، فهي أيضاً فنانة فلسطينية، ولدت في مدينة بيت لحم - فلسطين عام 1975، وتشغل حالياً منصب رئيسة دائرة الفنون المرئية في كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم ، وقد شاركت في العديد من المعارض الفنية العالمية والمحلية. وهذا الكتاب هو كتابها الثاني، حيث أصدر كتابها الأول عام 2008، بعنوان "سليمان منصور، فنان من فلسطين".
ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو اصدارها الرابع والعشرين، حيث تحرص ديار للنشر على توثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني كجزء أصيل من كتابه الرواية الفلسطينية، وان هدف ديار للنشر هو اصدار ما يقارب العشر كتب سنويا ضمن اطار هذا الموضوع وغيره من المواضيع الهامة والمميزة.