الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحفيون بلا حماية على حدود غزة

نشر بتاريخ: 25/10/2015 ( آخر تحديث: 25/10/2015 الساعة: 12:42 )
صحفيون بلا حماية على حدود غزة
غزة - تقرير معا - يلبسون دروعا زرقاء كتب عليها بإشارة كبيرة كلمة "صحفيون" ويضعون على رؤوسهم الخوذ، وبأيدهم المعدات الصحفية، ورغم ذلك كانوا هدفاً لقوات الاحتلال بعد ان استهدفت الصحفيين في المواجهات المندلعة على نقاط التماس في قطاع غزة، فلم تشفع لهم كلمة "PRESS"  ولم تكترث إسرائيل لمعداتهم وكأن همها حجب الحقيقة بأي ثمن. 

وزادت إسرائيل من استهدافها للصحفيين الفلسطينيين وكأنها تحاول إسكات عين الحقيقة، ولكن حالهم يقول أننا مستمرون في فضح الانتهاكات ضد شعبنا الفلسطيني.

استهداف مباشر:

سالي السكني مراسلة تلفزيون فلسطين واحدة من بين عشرات الصحفيين الذين تعرضوا لإطلاق وابل من قنابل الغاز في منطقة البريج وسط قطاع غزة على الرغم من أنها كانت تلبس الدرع الصحفي وتضع الخوذة على رأسها، مبينة أنها تعرضت لإطلاق ثلاث قنابل غاز باتجاه طاقمها العامل معها.

وقالت السكني لمراسلة "معا" : "توجهنا لتغطية المواجهات المندلعة في البريج وخلال التغطية ورغم اننا نبعد عن قوات الاحتلال مسافات بعيدة إلا أنهم قاموا بإطلاق وابل من قنابل الغاز باتجاهنا في محاولة منهم لتفريق الشبان والصحفيين المتواجدين في الميدان".

واكدت السكني أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف الطواقم الصحفية العاملة في الميدان رغم أنها كانت تلبس الدرع والخوذة والكمامات التي حصلت عليها من المسعفين.

واضافت :"الاحتلال يعلم تماما أننا طواقم صحفية لأننا أيضا نحمل المعدات الخاصة بالعمل".

إصابة على بعد 350 مترا:

اما المصور الصحفي داوود أبو الكاس فقد أصيب برصاص مطاط في قدمه اليسرى خلال تغطيته للمواجهات في منطقة ناحل عوز، رغم انه كان يلبس الدرع الصحفي.

وبين أبو الكأس أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف الصحفيين بشكل مباشر لمنعهم من تغطية الاحداث في منطقة ناحل عوز، مبيناً انه كان يحاول التقاط بعض الصور لوكالة فلسطين اليوم حيث يعمل حيث كان يبعد عن السلك الحدودي ما يقارب من 300 الى 350 متراً مجاورا لسيارة إسعاف كانت في المنطقة وتنقل المصابين.

وبين أبو كاس أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف الصحفيين وهم في مناطق بعيدة عن المواجهات بالإضافة إلى عدم اكتراثها بسيارات الإسعاف والهلال الأحمر التي كانت تسعف الجرحى.

وأكد أبو الكاس أن إصابته لن تثنيه عن مواصلة كشف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وفضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين.

جرائم ضد الصحفين:

من جانبه قال د.تحسين الاسطل نائب نقيب الصحفيين في قطاع غزة إن الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين تندرج ضمن الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ولفت د.الاسطل إلى أن الصحفيين المتواجدين في الميدان يمارس ضدهم اعتداءات ممنهجة من قبل الاحتلال لمنعهم من نقل الأحداث والحقيقة وما ترتكبه قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من جرائم.

وأشار الاسطل أن البراهين والأدلة من الميدان تؤكد أن قوات الاحتلال مارست عمليات قنص وتعمدت إصابة الصحفيين وإطلاق قنابل الغاز باتجاههم لإبعادهم عن مناطق الإحداث خاصة في الحالات التي تنتهك فيها قوات الاحتلال حقوق الإنسان أو تخالف المواثيق والأعراف الدولية حتى يشوشوا على عمل الصحفيين ولا يغطوا جرائم الحرب الإسرائيلية.

وتابع : " أن هذه الممارسات انتهاكات خطيرة تصنف ضمن جرائم الحرب والانتهاكات للأعراف والمواثيق الدولية"، مضيفاً : " لقد وضعنا الاتحاد الدولي في صورة ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون من إرهاب قوات الاحتلال، وسيتبنى الاتحاد الدولي بيان يدين فيه الجرائم والانتهاكات ضد أبناء شعبنا إضافة إلى مساندة الصحفيين في إجراءات التي نقوم بها لمعاقبة قادة الاحتلال على الجرائم التي ترتكب بحقهم."

ودعا الاسطل الصحفيين بعدم النزول للميدان خاصة في مناطق الأحداث إلا بعد أن توفر له المؤسسة التي يعمل من خلالها كل وسائل الحماية سواء من دروع او خوذات او الكمامة والإشارات الصحفية المطلوبة للتعريف بان الموجودين صحفيين، مشدداً ان هذه معدات ضرورية ومعروفة دوليا لحماية أي صحفي ،لافتا إلى انه غير مطلوب من أي صحفي لأي مؤسسة كانت أن يتوجه لمناطق الأحداث إلا إذا توفرت فيه كل هذه الشروط.

ولفت الاسطل انه في نقابة الصحفيين تواصلوا مع اتحادات ولجان عربية صحفية من اجل توفير عدد من الدروع ولكن لإجراءات خارجه عن إرادتهم، ولم يتمكنوا من إيصالها إلى قطاع غزة وحالت دون إيصالها للمستفيدين، ولكن الشركات الإعلامية هي قادرة من خلال تراخيصها أن تدخل أدوات السلامية لطواقمها الصحفية مع معداتها.

استنكار ومطالب:
من جانبه أعرب التجمع الصحفي الديمقراطي عن قلقه لاستهداف قوات الاحتلال لعدد من الصحفيين العاملين في الميدان وتغطيتهم للاحداث في مناطق مختلفة من قطاع غزة،  مشددا ان هذه الانتهاكات تأتي في السياق العام لخرق الاحتلال لكل الاتفاقيات الدولية وإعلاناً صريحاً من قبل الاحتلال بالحرب على قطاع الصحافيين بصفتهم الفاضح الأول لجرائمه أمام العالم.

وطالب التجمع نقابة الصحافيين الفلسطينيين بالتحرك على أعلى مستوى وفي كل المحافل الدولية لملاحقة مجرمي الحرب على جرائمهم بحق الصحافيين.