رام الله - تقرير معا - لن ينسى الشاب محمد عثمان زيادة واحد وعشرون عاماً من قرية بيتللو غرب رام الله، تاريخ السابع من تشرين الأول، ففي هذا اليوم أطلق عليه مجموعة من المستعربين رصاصة في الرأس من على بعد أمتار، فبات يعاني الإعاقة.
فقد محمد القدرة على السير، جراء إصابته بشلل نصفي، كما أنه بات يعاني من عدم القدرة على الحديث بشكل جيد، جراء تهشم الجمجمة، وإصابة أعصاب حساسة، جراء الرصاصة التي أصيب بها، والاعتداء بالضرب عليه خلال الاعتقال وخلال التحقيق معه في المستشفى.
الشاب زيادة أصيب بالرصاص في الرأس، من مسافة قريبة، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال الإسرائيلي وهو مصاب بالرأس، فوتم التحقيق معه عقب الإصابة وابتزته مخابرات الاحتلال لتقديم معلومات مقابل تقديم العلاج له.
وبعد تردي حالته الصحية، نقل محمد من المعتقل نحو المستشفى، ووصل وهو قريب جداً من الموت، فكانت نبضه منخفض لأبعد حد، ودقاقت قلبه قليلة، فأخضع لعملية جراحية دقيقة جداً.
وعقب خروجه من العملية، أخضع محمد مرة أخرى للتحقيق القاسي، حتى أن جنود الاحتلال ضربوه على رأسه في مكان إجراء العملية، فأغمي عليه ودخل في غيبوبة، وأصيب بنزيف داخلي.
وخلال وجوده في المستشفى لمدة عشرة أيام، فإن عائلته كانت ممنوعة من زيارته، بل أنها كانت ممنوعة من الحصول على أية معلومة عنه، وحين قام أحد الشبان العرب العامل في المستشفى بإخبار العائلة عن وضع الشاب، قام جنود الاحتلال بمعاقبته.
عشرة أيام قضاها محمد في مستشفى هداسا الإسرائيلي، مكبل اليدين والقدمين، رغم إعاقته الجسدية، وإصابته بشلل نصفي، وعدم قدرته على الكلام بشكل واضح، فضلاً عن احتمالية إصابته بالصمم، إن لم يتم تقديم العلاج له.
خلال عشرة أيام، تعرض محمد لشتى صنوف التعذيب، فتم إرهاقه بالتحقيق لساعات طويلة، وهو غير كامل القوى العقلية، جراء إصابته في الرأس، وتهشم جزءاً كبيراً من الجمجمة، ورفضت المستشفى إتمام علاجه.
وألقي محمد على قاعة المستشفى الإسرائيلي هداسا، ونقل إلى مجمع فلسطين الطبي، وهو لا يزال يرقد هنا في المستشفى تمهيدا لنقله الى الجمعية العربية في بيت جالا لاستكمال علاجه حيث افادت وزارة الصحة ان تحويلة المريض جاهزة من يوم الخميس الماضي.