رام الله -معا - اكد الدكتور واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على الجانب الفلسطينى لوقف الهبّة الشعبية الجارية في الأراضي المحتلة.
وأضاف أبو يوسف في حوار مع وسائل الاعلام إن اللقاء مع وزير الخارجية الامريكية جون كيري لم يسفر عن اي نتيجة ، بل هو اكد الانحياز الأمريكى المفضوح للاحتلال على حساب القضية الفلسطينية، لافتا إن كيرى يحاول التهدئة لحماية الاحتلال بمعزل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة لكنه لن ينجح فى ذلك باعتبار أن الحل يكمن فى إعطاء سقف زمنى محدد لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
وقال أن مقترح مراقبة الحرم القدسي بالكاميرات "لا يكفي"، لنزع فتيل التوتر في الأراضي الفلسطينية، وذلك في ظل إصرار حكومة الاحتلال على تقسيم المسجد الأقصى، زمانياً ومكانيا، مشيرا ان الموضوع ليس مراقبة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك.
وحذر ابو يوسف من خطورة نتائج زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة، على مستقبل مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين، وعلى مستقبل المقدسات الاسلامية والمسيحية، خاصة بعد أن أصر نتنياهو، عقب لقائه مع كيري، على وصف الحرم القدسي الشريف بـ "جبل الهيكل" الاسم التوراتي، وعلى ما أسماه "حق" المستوطنين اليهود في هذا "الجبل" باعتباره واحداً من المقدسات اليهودية المزعومة، وعن إمكانية ترتيب زيارات لغير المسلمين للسجد الأقصى المبارك"، خارج إطار التفاهم مع الأوقاف الإسلامية، متسائلاً عن الفائدة من تركيب الكاميرات في هذه الحالة ، مؤكدا ان اصرار نتنياهو على ذلك يعني مواصلة تهويد مدينة القدس، بما في ذلك مقدساتها الاسلامية والمسيحية، بموجب الادعاء أنها "عاصمة اسرائيل".
واشار ان كيري الذي جاء إلى المنطقة بهدف إخماد الهبة الشعبية العارمة ، لذلك هو يتحدث عن تجميل لمواقف الاحتلال سواء بوضع كاميرات في المسجد الأقصى المبارك أو بغيرها ويقفز عن السبب الرئيسي والجوهري لمعالجة هذه القضية وهو الاحتلال الاجرامي الذي يمارس كل انواع الإجرام ضد الشعب الفلسطيني ومستوطنوه الاستعماريون الذين يمارسون كل أنواع الإجرام ضد الشعب الفلسطيني.
وأعرب أبو يوسف عن إعتقاده، أن جذور المشكلة التي قامت على أساسها هذه الهبة الشعبية في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، هي أولاً العدوان والجرائم التي يمارسها الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، والحديث عن تقسيمه زمانياً ومكانياً، وفرض الواقع عليه وانسداد الأفق السياسي.
وأضاف أبو يوسف، لا يمكن الحديث عن حلول ومعالجات لقضية المقدسات بعيداً عن معالجة موضوع الإحتلال والمستوطنين الإستعماريين، الذين يرتكبون المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني يومياً.
وأشار إلى أن الهبة الشعبية الممتدة فى القرى والمدن والمخيمات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة اندلعت بسبب جذر المشكلة الأساسى المتعلق بالاحتلال والاستعمار الاستيطاني، مبينا أن هذا الحراك الشعبى العارم لم يتوقف منذ حادثة حرق محمد أبو خضير قبل عام تقريبا ومن ثم حرق عائلة الدوابشة فى دوما بنابلس على يد المستوطنين المتطرفين، وخاصة بعد انغلاق الأفق السياسى وتصعيد عدوان الاحتلال ومحاولة فرض الوقائع على الأرض والانتهاكات المتكررة ضد المسجد الأقصى المبارك، فضلا عن كل ما يرتكب الاحتلال من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى على مرأى العالم.
ورأى أبو يوسف ان الادارة الامريكية لم ترى ما يرتكبه الاحتلال من جرائم وعدوان وقتل الشبان والشابات على الحواجز والبناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي، لهذا غأن الهبة الشعبية العارمة ممكن أن تصل الى انتفاضة ثالثة تقلب موازين القوى على رأس الاحتلال ، وبالتالى فإن أى حل يتم يجب ان يستند الى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطينى استقلاله وحريته، أما التهدئة والعودة الى المفاوضات على نفس الوتيرة السابقة التى يستفيد منها الاحتلال فبات أمرا من الماضى .
وطالب ابو يوسف برسم إستراتيجية فلسطينية تستند لكافة اشكال النضال وتذهب للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية من اجل عقد مؤتمرًا دوليًا، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة لمطالبتها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة،مشددا على اهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في سياق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية.
ودعا المجتمع الدولي الى الضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على الأراضي الفلسطينية، لافتا إن ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من استباحة لدم الفلسطينيين يحتاج إلى ضرورة فرض حماية دولية على الأراضي الفلسطينية لتجنيبها العدوان الإسرائيلي، مضيفًا انه لا يوجد أي إمكانية للحديث عن العودة الى المفاوضات مع إسرائيل لانها انتهت ، في ظل انتهاكاتها المستمرة وانحياز الولايات المتحدة الأمريكية الواضح لجرائمها.
وتوجه ابو يوسف بالتحية لشعبنا ولشباب المنتفض ضد الاحتلال الإسرائيلى، وسوائب المستوطنين، مؤكدا أن تصاعد جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، خاصة الإعدامات الميدانية التي ينفذها الاحتلال بحق ابناء شعبنا والتي كانت اخرها الشهيدة دانية جهاد حسين ارشيد ،وإغلاق القرى والمدن بالحواجز الأسمنتية وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين للاعتداء على المواطنين، يؤكد عجز الاحتلال وفشله عن مواجهة هبة شعبنا العارمة .
وشدد امين عام جبهة التحرير الفلسطينية أن الرد على هذه الجرائم تتطلب استثمار طاقات الشعب الفلسطيني الكفاحية والسياسية والدبلوماسية، والعمل مع جميع المؤسسات الدولية الصديقة وأحرار العالم من أجل تعزيز مقاطعة الاحتلال على كافة الصعد، باعتباره وسيلة ناجعة لها تداعياتها السلبية على حكومة الاحتلال وتشكل له خسائر فادحة خاصة على الصعيد الاقتصادي ، مؤكدا بأنه لابد من إيجاد حل حقيقي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإنهاء الاستيطان "الإستعماري"، ووصول الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله وعودته الى دياره واقمة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس .