الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

امريكا تخشى من قيام الغواصات الروسية بقطع الانترنت عن العالم

نشر بتاريخ: 26/10/2015 ( آخر تحديث: 01/11/2015 الساعة: 15:02 )
امريكا تخشى من قيام الغواصات الروسية بقطع الانترنت عن العالم
بيت لحم- معا- تعمل غواصات وسفن تجسس روسية بشكل "عنيف" بالقرب من الكوابل البحرية التي تنقل الجزء الاكبر من خدمات الانترنت والتجارية الالكترونية العالمية فيما تخشى المخابرات وزارة الدفاع الامريكية من اقدام روسيا على مهاجمة خطوط الاتصال المذكورة في حالة التوتر او في حال اندلاع نزاع خاصة وان النشاط الروسي القريب من هذه الكوابل يأتي في سياق تعميق الدور الروسي العسكري وتعاظم تاثيرها في العديد من المناطق حول العالم مثل شبه جزيرة القرم وشرق اوكرانيا وسوريا حسب تعبير صحيفة " نيويورك تايمز" صاحبة التقرير المنشور اليوم الاثنين.

ونقلت الصحيفة عن قائد القات البحرية الامريكية في اوروبا الادميرال " مارك برغوسون " قوله " ارتفع نشاط الغواصات الروسي خلال العام الماضي بنسبة 50% ووصل هذا النشاط الى مستويات لم نرى مثلها منذ اكثر من عقد من الزمان كما تقوم روسيا ببناء قواعد في القطب الشمالي وتستثمر اكثر من 2:4 مليار دولار في تطوير اسطول البحر الاسود حتى عام 2020 كما تبني روسيا سفن ووسائل بحرية غير مأهولة مثل طائرات بحرية دون طيار يمكنها حمل قنابل نووية تكتيكية صغيرة تستخدم في قصف الموانئ والمرافئ العسكرية والمدنية وأهداف ساحلية اخرى ".

والخوف الامريكي من عمليات تنصت واسعة قد تستهدف خطوط الاتصال الممتدة تحت سطح مياه البحار والمحيطات قائم منذ الحرب الباردة لكن يبدو ان مستوى القلق الامريكي هذه الايام اكبر لان هجوم الالكتروني روسي حاسم ضد الولايات المتحدة قد يشمل ضرب قواعد "بصرية" تقع في مناطق ونقاط حساسة ليس من السهل الوصول اليها الامر الذي سيؤدي الى اصابة شبكات نقل المعلومات التي يرتبط بها حكومات واقتصاديات ودول غربية كاملة بالشلل الفوري.

وحتى الان لم يسجل محاولات للمس بهذه الكوابل لكن هذه الامكانية تثير قلق وتقض مضاجع المسؤولين الكبار في الادارة الامريكية والمخابرات وخدمات الامن الامريكية وكذلك حلفاء الولايات المتحدة وذلك على ضوء العمليات الروسية النشطة الممتدة على كامل مساحة العالم.
ويعكس هذا النقاش الدخلي الدائر في اوساط العاصمة الامريكية واشنطن مدى وحجم ازمة الثقة التي تنظر الولايات المتحدة عبرها الى روسيا بما يذكرنا بأيام الحرب الباردة .
وتبقى تقديرات اوساط المخابرات الامريكية ووزارة الدفاع " البنتاغون" لنشاط الاسطول الروسي في غاية السرية وهذه الصفة تنسحب ايضا على اجراءات الحيطة والحذر والمراقبة الامريكية والجهود الامريكية المتعلقة باستيعاب الضربة الروسية المفترضة للكوابل والاستفاقة السريعة منها .
" يمكن مقارنة حجم النشاط والعمل الامريكي بما كان سائدا ابان الحرب الباردة " قال دبلوماسي غربي رفيع فيما اجبر القلق الشديد النرويج وهي العضو في حلف شمال الاطلسي طلب المساعدة من جيرانها في محاولة لتعقب الغواصات الروسية.
وأكد اكثر من عشرة موظفين رسميين كبار خلال محادثات اجروها مع " نيويورك تايمز" ان هذه القضية تحظى باهتمام بالغ من قبل وزارة الدفاع الامريكية .
ونقلت الصحيفة عن موظفين وضباط ورجال استخبارات قولهم خلال محادثات خاصة اجرتها معهم قولهم ان نشاط روسي متزايد يمكن رصده وملاحظته في بحر الشمال وشمال شرق اسيا وحتى قرب السواحل الامريكية وعلى وجه الخصوص على طول مسار كوابل الاتصالات الممتدة تحت مياه البحر والمحيطات فعلى سبيل المثال ابحرت الشهر الماضي سفينة التجسس الروسية " يانتار" المزودة بوسائل غاية في التطور والقادرة ايضا على الغوص على طول الساحل الامريكي الشرقي في طريقها الى كوبا علما بان نقطة خروج مهمة للكوابل البحرية تقع في خليج "غوانتينامو" .
ورافقت اقمار صناعية وطائرات امريكية السفينة الروسية وتعقبت حركتها عن بعد في محاولة لمعرفة طبيعة الاجهزة القادرة على قطع كوابل الاتصالات بعيدا عن خط الساحل وفي اعماق المياه .
وتدعي روسيا بان السفينة " يانتار " ما هي إلا سفينة متخصصة في دراسة الظواهر الجغرافية والمادية في البحار والمحيطات ولا علاقة لها بأعمال التجسس ومع ذلك فقد قال "الكسي بوريلتشف" رئيس دائرة الابحاث تحت الماء في وزارة الدفاع الروسية في تصريح ادلى به قبل خمسة اشهر لوكالة " سبوتنيك" الروسية بان السفية المذكورة تحمل معدات خاصة ومتخصصة بإجراء الابحاث يمكنها جمع معلومات حول الاجسام المتحركة او الثابتة في البيئة البحرية .
وقال " مايكل سشريستي" المدير السابق لأحد مشاريع جامعة " هارفارد" الممول جزئيا من وزارة الدفاع الامريكية وهو ذات الشخص الذي نشر عام 2012 وثيقة شاملة تتعلق بنقاط ضعف منظومة الكوابل البحرية " الخوف المركزي من قدرة الدول في نهاية المطاف على الحاق الضرر الكبير بهذه الشبكة بشكل سري ودون حاجة للسفن والبوارج البحرية ".
واضاف" تتعرض الكوابل البحرية للقطع المتكرر نتيجة اسباب وظروف عادية وطبيعية لكن هذه الاعطال تقع في العادة على بعد عدة كيلومترات من الساحل بما يسمح بإصلاحها خلال ايام والمشكلة ان وزارة الدفاع قلقة من قيام روسيا بالبحث عن نقطة ضعف في اعالي البحار حيث الاعماق السحيقة حيث من الصعب مراقبة هذه الكوابل وإصلاحها ".