الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجمع اسعاد الطفولة يحتضن "انتفاضة الثقافة الخليلية " التي استطاعت ان تعيد البهجة المفقودة على الوجوه

نشر بتاريخ: 07/10/2007 ( آخر تحديث: 07/10/2007 الساعة: 22:20 )
الخليل -معا-محمد العويوي- احتضن مجمع اسعاد الطفولة على مدى الليالي الماضية "إنتفاضة الثقافة الخليلية"، فمن تميم البرغوثي شاعر القدس الذي الهب الخليل بقصائده، وعاشت مدينة الخليل معه ليلة من ليالي العمر المفقود، مروراً بفرقة الفنون الشعبية، وفرقة النشيد المقدسية التي قدمت روائعاً من المدائح النبوية والانشاد الديني، ومسرحية "ذاكرة للنسيان " للشاعر محمود درويش ، والتي قام بادائها الفنان فرانسوا ابو سالم ، والذي قال عن الامسية " بانها افضل أمسية قدم فيها المسرحية ، نظراً لطبيعة الجمهور ومكان عرض المسرحية".

ثم الى فرقة السنابل المقدسية بقيادة الفنان احمد ابو سلعوم وحسام ابو عيشه الذي اتحف الحضور بالعديد من المقاطع المسرحية الناقدة للمجتمع باسلوب فكاهي هادف، فمن الجدار للزواج، واجهزة الهواتف النقالة ، وقدمت العديد من الفقرات الفنية الثقافية ، وصفق الجمهور كثيراً للعم ابو رشاد، وهو ينقدهم بشكل كوميدي هدف من ورائه للرقي بالعادات والتقاليد المرورثة، وأمسية "فرا الخليل" الشاعر الشاب سائد الشيوخي، والذي كتب اشعاره باللهجة البدوية ، فطار معها الحضور للزمن الماضي والعديد من الامسيات الرمضانية.

اختتاماً بفعاليات يوم التراث الفلسطيني والذي احيته جمعية احياء التراث بالتعاون مع وزارة الثقافة في الخليل، بهدف تنشيط الحياة الثقافية في الخليل وإعادة الحياة إلى أجواء المدينة التي تعاني من التقسيم والإغلاقات التي تشلها.

من جانبه اعتبر يوسف الترتوري مدير مكتب وزارة الثقافة في الخليل ، بأنه كان لا بد من هذه الانتفاضة لاحداث تغير اجتماعي وتنشيط الثقافة للتركيز على الهوية الفلسطينية ، التي تتسع للجميع ، وهي العنوان الذي يمكن ان ينصهر فيه الجميع لاستمرار توقده لما فيه من خير وتدعيم للاجيال القادمة في حفاظها على الموروث الثقافي .

محمود ابو صبيح مدير مجمع اسعاد الطفولة، تمنى بأن يتم تعميم فكرة ونشاطات المجمع على كافة مناطق محافظة الخليل، لما لها من اهمية في ايصال الثقافة والمعرفة لاكبر قدر ممكن من مواطني المحافظة، بالاضافة الى تضافر الجهود بين كافة المؤسسات التي تعني بالثقافة في المحافظة، للقيام بثورة ثقافية ترتكز على اسس سليمة، تمكن الفلسطيني من النهوض بالمستوى الذي يليق بتضحياته الجسام .

الدكتور انور ابو عيشة، رئيس جمعية التعاون الثقافي الخليل - فرنسا ، ابدى سعادته، بهذه الامسيات، معلقاً عليها، "أمسية تميم البرغوثي، اوجدت لدى المواطن في المحافظة ثقافة البطاقة وحجز البطاقة المسبق، والتاكيد على موعد الامسية " في اشارة منه، لطلب العشرات من ابناء المحافظة معرفة اماكن بيع بطاقات ليالي الخليل الرمضانية ، والتي هي بالاساس لا تباع ، وانما يتم توزيعها على المهتمين والمعنيين بالثقافة ، وعلى باب المسرح .

خميس ابو اسنينة، احد سكان المنطقة الجنوبية في الخليل ، وصف الامسيات بالليالي البيض، قائلاً " كل ليلة بيضاء، احضر فيها لمجمع اسعاد الطفولة ، امسح ليال طويلة من السواد التي عشتها في المنطقة الجنوبية ."

بدوره اعتبر عودة الرجبي أمين سر إقليم فتح / وسط الخليل، الامسيات صرخة حب للوطن وتراثه، قائلا :"أننا شعب يحب ويتقن الحياة"، معربا عن امله بمزيد من التشبث بتراث شعبنا والمحافظة عليه واعداً بمزيد من العمل مع الجهات المعنية لاستمرار انتفاضة الثقافة الخليلية ، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد .

الصحفي جهاد القواسمة، كان الجندي المجهول، وراء انجاح الامسيات، والذي كان يصل الليل بالنهار ، ودائم الحركة في الاتصال والتنسيق والترتيب مع الفرق الفنية ، قال " انها انتفاضة ثقافية ، استطاعت اعادة الحياة الثقافية للمدينة، واخرجت الكبت من صدور اهلها المحرومين من هذه الثقافة رغم قيد الاحتلال الذي يكبلهم ومدينتهم".

ويأمل القواسمة استمرار هذه الانتفاضة، لانها ستسعى لاخراج المواهب المكبوتة، وتتيح المجال للمبدعين منهم للرقي والازدهار .

وعلى بعد خطوات من مجمع اسعاد الطفولة افتتحت مدرسة الحسين بن علي الثانوية ، معرض الكتاب الرابع، ولا تتفاجأ اذا زرت المعرض في ساعة متاخرة ووجدت العديد من رواده يتصفحون الكتب والمجلدات التي وضعت بعناية فائقة للفت انظار المتسوقين ، ليضيف المعرض ، لوناً ثقافياً آخر الى أمسيات المجمع الثقافية ز

وكانت لجنة فعاليات الليالي قد تشكلت من عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية ( وزارة الثقافة، وبلدية الخليل، ولجنة إعمار الخليل، واللجنة الإعلامية لإقليم فتح / وسط الخليل، وجمعيتي التعاون الثقافي الخليل فرنسا والمكتبة المتنقلة ) .