الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة- الطواقم الطبية عرضة لبطش الاحتلال

نشر بتاريخ: 27/10/2015 ( آخر تحديث: 27/10/2015 الساعة: 16:01 )
غزة- الطواقم الطبية عرضة لبطش الاحتلال
غزة - تقرير معا - لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن سلسلة الاختراقات لكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تنص على حماية المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة والحروب، وفي ظل المواجهات السلمية التي تندلع على نقاط التامس في قطاع غزة، تصر قوات الاحتلال على الاستمرار في انتهاكها ضد الجندي المجهول في الميدان.

19 مسعفا أصيبوا خلال المواجهات المندلعة منذ بداية اكتوبر بالاختناق والأعيرة المطاطية، إضافة الى تضرر سيارتين تتبعان للهلال الأحمر الفلسطيني احداهما في الشمال والأخرى في الجنوب.

استهداف المسعفين وسياراتهم

وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة اشرف القدرة، إن سيارة الاسعاف الأولى في الشمال تعرضت الى الاستهداف بقنابل الغاز والأعيرة المطاطية ما أدى لتهشم الزجاج الجانبي والخلفي، موضحا أن السيارة الثانية كانت في الجنوب حيث أصيبت بعد الاستهداف بأعيرة نارية التي أصابت الجهة الخلفية من السيارة.

وأوضح القدرة أنه تم اصابة 19 مسعفاً منهم مسعف أصيب بعيار مطاطي في اليد اضافة للعديد من المسعفين الذي تعرضوا للاختناق نتيجة اطلاق قنابل الغاز عليهم بشكل مباشر.

وأضاف" أعلنا حالة الجهوزية الكاملة في كافة مستشفيات قطاع غزة في أقسام الطوارئ وأقسام العناية المركزة والعمليات حيث أن هذه الأقسام هي الأكثر استقبالا للإصابات من المناطق الشمالية والشرقية للقطاع، لذا أرفقنا كافة طواقمنا في هذه الأقسام للتواجد خلال فترة الانتفاضة ضد الاحتلال والأحداث الميدانية التي تشهدها المناطق الفلسطينية المختلفة "، مؤكداً على اعلان حالة الجهوزية والاستنفار لدى طواقم الاسعاف للتعامل مع أي تغيرات ميدانية قد تشهدها مناطق قطاع غزة.

وعبّر القدرة عن القلق الكبير إزاء الاستهداف الممنهج من قبل الاحتلال الاسرائيلي، حيث أن طواقم الاسعاف محمية في القانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة، وبالتالي الاحتلال الاسرائيلي يمارس سياسة ممنهجة ضد الطواقم الطبية وضد شعبنا.

كما دعا المجتمع الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقيام بمسؤولياتها الكاملة في حماية الطواقم الطبية والإسعافية والمرافق الصحية.

صعوبات الميدان

وقال نضال لبد ضابط الاسعاف في اتحاد لجان العمل الصحي في مستشفى العودة: " إن أبرز الصعوبات التي نواجهها في عملنا هي تجمهر المواطنين حول الاصابة وحول سيارات الاسعاف واعاقة المسعفين في أداء عملهم، اضافة للاحتلال الذي يمنع وصولنا للإصابة"، موضحا أنهم يغامروا من أجل تقديم واجبهم اتجاه أبناء الشعب الفلسطيني حتى ينقذوا روح انسانية من الموت.

وأوضح لبد أن الاحتلال يقوم باستهدافهم بشكل مباشر اذا كان المصاب يشكل خطرا على الاحتلال محاولين منعهم الوصول من هذه الاصابة حتى يستمر النزيف حد الموت، اضافة لدخولهم مناطق محظورة لإسعاف اصابة معينة يعرضهم لإطلاق المطاط وقنابل الغاز والرصاص الحي عليهم بشكل مباشر.

وذكر لبد أن معدات الاسعافات الأولية الموجودة داخل سيارات الاسعاف تتوفر لحين ايصال المصاب لأقرب مستشفى، مشيراً الى أنهم يواجهوا الغاز أثناء عملية الاسعاف بوضع المحاليل على شاش مع غلق أفواههم.

انتهاك واضح لنص القانون

وبموجب المواثيق الدولية والقانون الدولي والانساني واتفاقيات جنيف فان الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف تحديدا تخضع بمن فيها للحماية الدولية الاخلاقية، واي استهداف او تعرض لها هو انتهاك واضح للقانون الدولي والانساني وجريمة حرب.

وأوضح معين أبو العيش مسؤول الاسعاف وخدمات النقل في اتحاد لجان العمل الصحي في مستشفى العودة أن الاحتلال لا يحترم الشارة الدولية التي نحملها والموجودة على سيارة الاسعاف، هذه المركبة التي تقوم بعمل انساني لنقل المصابين، مؤكدا على عدم احترام المسعفين الذي يقوموا بعمل انساني ليس له علاقة بأي أعمال عسكرية.

وعن عدم توفر المعدات الكافية قال أبو العيش " لا يتوفر لدينا الاقنعة المضادة للغاز، الأمر الذي يعيق من عملنا تجاه المصابين في ميدان المواجهات"، مشيرا الى تعرّض طاقم اسعاف العودة للاختناق نتيجة تعرض سيارتهم لقنبلتين غاز، اخترقوا الزجاج الجانبي من السيارة ما أدى لإصابة الطاقم كاملا.

وبين أن طواقم الاسعاف يتعرضون في كثير من الأحيان للاستهداف بشكل مباشر وشخصي بجانب الاستهدافات العشوائية أثناء تأدية عملهم في نقل الاصابات.

وطالب أبو العيش توفير الحماية الدولية للأطقم الطبية العاملة في أماكن التماس وتواجد الاصابات واحترام الشارة الدولية التي يحملوها كضباط اسعاف وخادمين للإنسانية لإنقاذ حياة الناس.