الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو سمهدانة: قضية اللاجئين سياسية وعلى الاونروا تحمل المسؤولية

نشر بتاريخ: 27/10/2015 ( آخر تحديث: 27/10/2015 الساعة: 11:35 )

غزة - معا - قال محافظ المنطقة الوسطى بقطاع غزة الدكتور عبد الله ابو سمهدانة ان قضية اللاجئين كانت وستبقى لب الصراع مع الاحتلال وعصب القضية الفلسطينية, مؤكداً أن قضية اللاجئين هي قضية سياسية بامتياز ولن تنتهي إلا بعودة كل اللاجئين إلى أرضهم وبيوتهم .


جاء تأكيد ابوسمهدانة هذا خلال لقاءه بالسيد بوشاك، مدير عمليات الأونروا الجديد في غزة في مقر وكالة الاونروا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة, وبحضور نواب المجلس التشريعي ومؤسسات المجتمع المدني في المحافظة الوسطى .


وتطرق ابو سمهدانة إلى الاوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون في ظل محاولات الاونروا التنصل من مسؤولياتها والتي انشأت من اجلها بحجة نقص التمويل, مشيراً إلى ان مشكلة التقليصات ووقف اعمال الاونروا لم تكن بالامر الجديد فقد عايشناها منذ السبعينات وهي لا تزال مستمرة حتى اليوم, مضيفاً إن تنصل الوكالة من مسؤولياتها تجاه شعبنا المهجر قهراً من وطنه هو تنصل من مشكلة اللاجئين والتي هي في الأساس مشكلة سياسية بامتياز, مشيراً إلى اننا لا نعفي الوكالة من مسؤولياتها تجاه حل مشاكل الشعب الفلسطيني وفقاً للقرار الذي أنشأت من اجله . واعتبر ابو سمهدانة ان اللاجئين الفلسطينيين وخصوصاً في قطاع غزة والذي بغالبيته لاجىء تعرض لثلاث حروب خلال سنوات قليلة, دمرت خلالها المساكن وهجرت الأسر واستشهد فيها الكثيرون ولم يبقى في غزة شيء إلا وتعرض للتدمير وصولاً حتى مقرات الاونروا ومدارسها التي لجأ إليها المشردون ظناً ان العلم الازرق سيحميهم لكن الاحتلال ضرب به عرض الحائط ولم يحسب حساب للمنظمة الدولية واستشهد من استشهد في مقرات الاونروا.

وزاد: بماذا ردت الأمم المتحدة سوى التعبير عن القلق, هذا إلى جانب الحصار الخانق الذي يفتك بما يقرب من مليوني فلسطيني منذ أكثر من ثماني سنوات, فلا دواء ولا علاج ولا حتى غذاء, حيث انسداد الأفق امام المواطن الفلسطيني في ظل عجز المنظمة الدولية عن تحمل مسؤولياتها وصمت المجتمع الدولي الذي يسعى من خلال تقليص دعمه للأونروا إلى انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وهي رغبة اسرائيلية" .

وطالب أبو سمهدانة الأونروا بتحمل مسؤولياتها كافة تجاه قضية اللاجئين من صحة وتعليم وايواء وغيرها والشعب الفلسطيني لن يقبل أي عذر لها وسيواصل نضاله في هذا السياق لانتزاع حقه إلى ان تنتهي قضية اللاجئين وانتهاءها يتمثل في العودة وحينها لا داعي لبقاء الاونروا, مؤكداً في الوقت ذاته أننا شعب لا نتسول ولا نأخذ منة من احد فهذه مسؤولية الامم المتحدة والأونروا التي انشأت من اجلها .


بدروه قال بوشاك أن الاونروا لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وأنها ستبقى تعمل في اطار الموازنة المخصصة لها, داعياً إلى ضرورة طرح رؤى وافكار تسهم في وضع آلية لعمل الاونروا خلال الفترة المقبلة وتمكنها من تقديم خدماتها على الشكل الأفضل, معرباً في الوقت ذاته عن قلقه تجاه الوضع القائم الحالي, مؤكداً ان المفوض العام للأونروا قام بإصدار بيان شديد اللهجة إزاء الوضع الحالي وعبر خلاله عن ان الاونروا ستبقى تعمل إلى حين تمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة .

وأقر بوشاك بصعوبة الاوضاع التي جاء فيها لكن يبقى الامل في المشاركة الجماعية لإيجاد الحلول اللازمة للنهوض بعمل الأونروا وقدرتها على تقديم الخدمات اللاجئين .


وحول تقليص خدمات الأونروا, قال بوشاك أن الاونروا ملتزمة بتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين بشتى انواعها لكن ذلك يبقى محصوراً بالموازنة المقدمة للاونروا, ومن هنا اضاف بوشاك أن الاونروا تعمل على الاولويات وهو ما يؤثر على قضايا اخرى أقل اهمية .

وشدد مدير الاونروا على ان الأزمات المتلاحقة التي عاشتها الاونروا ولا زالت والتي أثرت على أداءها خصوصاً فيما يتعلق بالتعليم, اوجدت حالة من الخوف وانعدام الثقة من اللاجئين الفلسطينيين تجاه الاونروا, معرباً عن امله في التواصل المستمر لوضع الرؤى لمحاولة ايقاف حالة الخوف وعدم الثقة التي خلفتها الازمات الاخيرة بفعل تقليص دعم الاونروا والذي بدوره اثر على كافة الخدمات التي تقدمها الاونروا للفلسطينيين .


وفي نهاية اللقاء اكد الحضور على ان المسؤولية كاملة تجاه قضية اللاجئين تبقى ملقاة على عاتق الأونروا باعتبارها المسؤولة عن قضية اللاجئين, وان التذرع بهذا السبب أو ذاك لتقليص خدماتها امر يفهم الفلسطينيون في اطار محاولة اسقاط قضية اللاجئين ليس اكثر وهو ما لن يقبلوا به, كما طالبوا الاونروا بالوقوف عند مسؤولياتها خصوصاً في حالة الحروب وهذا الحصار الجائر.


وقالت النائب في المجلس التشريعي هدى نعيم أن الفلسطينيين لا ينظرون بإيجابية تجاه مواقف الاونروا في الفترة الاخيرة على الأقل, مشيرة إلى أن أمام الاونروا جهد كبير لإصلاح هذه الصورة وتغطية الكثير من القصور الذي لم يقتر على التعليم فقط بل امتد ليطال الصحة والعلاج وحتى ازمة توفير الكهرباء الذي هو من مهمات الاونروا فيما يتعلق بالمخيمات, وشددت نعيم ان الاونروا تريد تفصيل ما تريده هي وفقاً لما يمنحه لها المانحون وتريد منا نحن ان نلبس وهو امر لا يمكن القبول به وعلى الاونروا ادراك ذلك والعمل على تحمل المسؤولية كاملة . كما طالب الحضور أيضاً إلى زيادة الدعم المقدم من قبل الاونروا لبلديات المخيمات لتمكينها من القيام بمهامها والتي هي في الأساس من مهام الاونروا .