مأساة ضابط في الشرطة الفلسطينية.. فرّ من الاوضاع في غزة ليقضي برداً ومرضاً في النرويج
نشر بتاريخ: 08/10/2007 ( آخر تحديث: 08/10/2007 الساعة: 11:48 )
غزة- تقرير معا- قال لزوجته قبل وفاته :"برد شديد لا أطيقه اشعر بألم شديد في قلبي ولا استطيع العودة فلا املك النقود".
هذه كانت آخر الكلمات التي قالها الملازم اول بالشرطة الفلسطينية ممدوح سمير البحيري" 34" عاماً لزوجته من مخيم اللجوء اقصى شمال النرويج التي هاجر إليها وحيدا قبل خمسة اشهر من العام الجاري بحثا عن لقمة العيش لإعالة اسرته بعد قطع الرواتب، وفرارا من الموت فقرا في فلسطين مات الشاب البحيري بردا بعد نقله إلى مخيم اللجوء شمالا حيث درجة الحرارة دون الصفر.
الزوجة المفجوعة بالحادثة قالت ناحبة: "لا أصدق لقد فر من هنا حيث التهديد بقطع الرواتب والانقسام الداخلي الحاد وبحثا عن لقمة العيش لإعالة أطفاله الثلاثة وأمه واخوته التسعة ولكنه مات".
وعن ظروف وفاته قالت انه ابلغها منذ الجمعة الماضي عن شعوره بألم حاد في قلبه ولم يتم احضار طبيب للكشف عن حالته الصحية ولم يستطع هو التوجه إلى طبيب هناك على حسابه الخاص لسببين: اولهما منع سلطات الهجرة المهاجرين من مغادرة المخيم, وكذلك عدم امتلاكه الأموال للعلاج، وقد توفي صباح امس الأحد هناك وحيدا.
ويحمل الشاب البحيري شهادة أولى ببرمجة الكمبيوتر من جامعة العالم، حيث شعر في الأشهر الأخيرة بعدم القدرة على إعالة اسرته نظرا لتقطع الراتب والتهديد بتوقفه والتهديد بفصل الموظفين ففر إلى باب الهجرة عله يجد متنفسا للعمل ولو بأقل الأجر لإعالة اسرته.
الزوجة شادية والعائلة حملت حكومة النرويج المسؤولية الاولى والمباشرة عن وفاة زوجها الذي عانى على مدار ثلاثة أيام من البرد والام بالقلب ولم يتم عرضه على طبيب، مطالبة بجثته لدفنه في بلده.
وقالت ان زوجها الذي هاجر عبر معبر رفح في السابع والعشرين من أيار/ مايو الماضي إلى ايطاليا ومن ثم الى النرويج كان يبحث عن عمل, وطالب السلطات في النرويج بنقله من مخيم اللجوء شمالا مؤكداً حصوله على عقد عمل من إحدى الشركات هناك ولكن السلطات لم تسمح له بمغادرة المخيم.
جدير بالذكر ان قطاع غزة شهد تناميا شديدا في معدل الهجرة منذ اعلان نتائج انتخابات عام 2006 ومنذ بدء الانقسام السياسي الفلسطيني الفلسطيني، حيث انتهز الآلاف من الشباب فتح معبر رفح وهاجروا إلى دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربي بحثا عن الاستقرار المادي والحياتي.