الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز تدريب شركة الكهرباء الأكاديمي يسعى لتعميق توليد الطاقة الشمسية

نشر بتاريخ: 28/10/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )

اريحا -معا - أكد المهندس هشام العمري مدير عام شركة كهرباء محافظة القدس أن مركز تدريب شركة الكهرباء الأكاديمي في محافظة أريحا، يجسّد اهتمام الإدارة بمواكبة آخر التقنيات المستحدثة في مجال استغلال مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، وذلك انطلاقاً من استراتيجيتها المتبعة لتركيز نظام "تخزين فائض الانتاج من الطاقة الشمسية والمتجددة" على مستوى الوطن، الذي بدأت بتنفيذه في السنوات الأخيرة.

وأضاف العمري: "إن مركز التدريب، وهو الأول من نوعه في فلسطين، يضطلع بمهام تأهيل وتدريب طلبة الجامعات والعاملين في القطاعات الفنية والإدارية من داخل الشركة وخارجها على استخدام أنظمة الطاقة الشمسية وربط أنظمة توليد الطاقة المتجددة على الشبكة الكهربائية، كما يستهدف تطوير مهارات موظفيها، إضافة إلى الكهربائيين من خارج الشركة داخل وخارج مناطق امتيازها".

العمري: قطعنا شوطاً في تركيب الخلايا الشمسية

وبيّن العمري أن الاستثمار في مركز التدريب يأتي ضمن استراتيجية الشركة الرامية لتطوير قطاع الطاقة والكهرباء في فلسطين، وامتثالاً لتوجيهات مجلس إدارة الشركة الذي يسعى إلى إرساء دعائم التنمية المستدامة واعتماد مدربين متخصصين معتمدين من الشركة وخارجها، بالإضافة إلى التنسيق مع المؤسسات التدريبية ذات الكفاءة، والعمل على نشر سياسة ترشيد الاستهلاك، واستدامة الطاقة المتوفرة لنا في خضم سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى من أجل تقنين الطاقة الكهربائية الموردة للشركة، تمهيداً لإنهائها".

وقال العمري: "نظراً لكون الشركة قد قطعت شوطاً كبيراً في تركيب أنظمة الخلايا الشمسية عبر تنفيذ أعمال التركيب على أسطح المؤسسات العامة والمنازل من خلال مقاولين مرخّصين، فقد أصبح لديها طاقم ذو خبرة وكفاءة عالية، ومخول لتنظيم لقاءات تدريبية في هذا المجال"، مشيراً إلى ما قامت به الشركة من تركيب ألواح الطاقة الشمسية في 14 حقل يتوزعون على عدد من المدن والقرى الفلسطينية بما فيها منطقة الماصيون في رام الله، ومنطقة أريحا والأغوار والبحر الميت، إضافة إلى عدد من القرى مثل سنجل وترمسعيا وبيت جالا وبيت فجار وبيت ساحور والعبيدية والدوحة.

وفي ذات الإطار، فقد أكد العمري أن الشركة تسعى لتنفيذ المزيد من مشاريع تركيب ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل والمؤسسات الأهلية والحكومية والمجتمعية بما فيها المدارس والبلديات ومجالس القرى، من أجل تعميق ثقافة استغلال الطاقة البديلة المتوفرة لدى المواطنين بمن فيهم طلبة المدارس والأجيال الصاعدة، في محاولة منا لتخفيف الأحمال والضغوطات على الشبكات الكهربائية في مناطق الامتياز، مشدداً على أن الشركة تضع نصب أعينها مسؤوليتها الاجتماعية التي تحتّم عليها تقديم الخدمة الأفضل للمواطن وتزويده بالكهرباء بأفضل السبل.

تعميق ثقافة الطاقة المتجددة

وفي حديثه، قال العمري: "تُعتبر شركة الكهرباء من أوائل الشركات التي اعتمدت مبادرة سلطة الطاقة الفلسطينية للطاقة الشمسية فيما يتعلق بالقطاع المنزلي، وعلى الرغم من وجود العديد من التطبيقات الخاصة بالأنظمة الشمسية، إلا أن كهرباء القدس قامت باعتماد أنظمة تتعلق بإنتاج الطاقة بما يتناسب مع قوانينها ومواصفاتها الفنية والفائدة للمستهلك، وفقاً للتشريعات الصادرة من مجلس تنظيم قطاع الكهرباء الفلسطيني".

من جانبه أوضح المهندس هاني غوشة مسؤول ملف الطاقة الشمسية في الشركة، أن موضوع الطاقة المتجددة هو العنوان الرئيسي بالنسبة لإدارة المركز التدريبي، حيث نظم المركز منذ العام 2012 وحتى الآن، ستة عشر دورة تدريبية في مجال استثمار الطاقة الشمسية للمهندسين الكهربائيين، وتم تقديم 53 محاضرة توعوية للطلبة في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كما استقبل المركز خلال الشهور الثمانية المنصرمة عدداً من وفود الجامعات والمدارس والمنظمات المختلفة بهدف تعريفهم على متطلبات الأنظمة الجديدة والمهارات المطلوبة في سوق العمل، والتعرف على واقع الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات لمحطة البحر الميت ومحطة جايكا اليابانية في أريحا.

وفي سياق متصل، ذكر غوشة أن المركز قد أنهى ومنذ بداية العام الجاري 45 دورة داخلية وخارجية وورش عمل، قدمت ل945 فنياً ومتدرباً اشتملت على مواضيع مختلفة أبرزها؛ تأهيل الكهربائيين الخصوصيين، والمتحكمات الدقيقة والحمايات الكهربائية في أنظمة الجهد المنخفض والمتوسط، وأسس وتشريعات ربط الطاقة الشمسية، مضيفاً أن المركز يسعى إلى فتح قنوات وتجسير العلاقات مع المؤسسات والجامعات والمدارس، من خلال تنظيم أيام علمية مفتوحة، وعمل برامج زيارات دورية للجامعات الوطنية والمؤسسات الأكاديمية والشركات لتعريفهم بمركز التدريب، وقواعد السلامة العامة.

وحول مميزات وخصائص الطاقة المتجددة التي يسعى المركز إلى استغلالها من خلال دوراته المتكررة لطلبة الجامعات والمدارس، وموظفي الشركات والمؤسسات، شدد غوشة على أن الطاقة البديلة ولا سيما الشمسية هي طاقة متوفرة خصوصاً في بلادنا التي تتمتع بمناخ مناسب، ناهيك عن كونها طاقة اقتصادية تناسب المناطق النائية والريفية، كما أنها تمتاز بالنظافة وعدم تلويث البيئة، إلى جانب استخدامها تقنيات غير معقدة ويمكن تصنيعها في الدول النامية.


خبرة محلية

وعن خبرته التي اكتسبها من مشاركته في دورات المركز علّق محمد ثابت، وهو فني كهربائي في مجلس قروي روجيب: "لم أتوقع التطور التكنولوجي وحجم الخبرة النظرية التي اكتسبتها خلال فترة تدريبي في المركز، حيث شاركت في أحدى الدورات المتخصصة في أسس وتشريعات الطاقة الشمسية، وقد ساهمت الدورة بشكل كبير في إثراء معلوماتي وخبرتي العملية فيما يتعلق بتركيب الخلايا الشمسية".

وشكر ثابت الجهود التي تبذلها شركة كهرباء القدس ومركز التدريب لتأهيل المهندسين والفنيين من خلال الخبرات والمعلومات التي يقدمها المركز للمتدربين، مضيفاً أن المركز يضاهي المراكز الموجودة خارج فلسطين من حيث المدربين، وأساليب التدريب والأجهزة والمعدات الخاصة بالتدريب، داعياً المؤسسات المحلية التي تعمل في مجال الطاقة إلى تدريب كوادرها وفنييها في المركز كونه المركز الوحيد الذي يوفر مدربين ذات خبرات عالية ومختبرات حديثة، بدلاً من إرسال الفنيين إلى الخارج بتكاليف باهظة.

من جانبها أشارت المهندسة سماح أديب مديرة دائرة الفحص والمواصفات الفنية في شركة كهرباء القدس، وهي إحدى المدربات في المركز، إلى أن الشركة قد حرصت ومنذ تأسيس مركز التدريب على توفير كافة الإمكانيات والموارد اللازمة للمتدربين، وذلك من خلال الدورات وورشات العمل التي يعقدها، إضافة إلى أن المركز يحرص على اتباع أساليب التدريب الحديثة من الناحية النظرية والعملية بشكل يحاكي متطلبات سوق العمل، بهدف صقل وتنمية القدرات العملية وتبادل الخبرات، وفتح آفاق تعاون جديدة عن طريق عرض كل ما هو جديد في مجال قطاع الطاقة والطاقة المتجددة.

تقنيات عالية ومشاريع نوعية

ويقع مركز التدريب الفني والأكاديمي الذي أسس في العام 2006، على مساحة إجمالية تبلغ 3300م2، في المشروع الانشائي العربي في مدينة أريحا، وبطاقة استيعابية تقدر ب500 متدرب سنوياً، كما يضم المركز ستة مختبرات فنية للحاسوب والإلكترونيات والشبكة الذكية، إضافة إلى مختبرات الطاقة الشمسية والضغط العالي والألياف الضوئية والساحات التدريبية.

وفي هذا السياق، ذكر زكي الأفغاني مدير مركز التدريب، أن مختبرات المركز تشتمل على مجموعة مميزة من الأجهزة والمستلزمات الخاصة من مولدات النبضات، وأجهزة اللحام ومزودات القدرة، إلى جانب عدد من الأجهزة التي تقوم بتحليل ورسم الإشارات الكهربائية المختلفة، ومعدات القياس وكل ما يلزم من الدوائر الإلكترونية المختلفة، كما أوضح أن مختبر الطاقة الشمسية يمتاز باحتوائه على نوعين من الأنظمة الشمسية، الأول مرتبط بشبكة الكهرباء ويوفر أربعة كيلو واط، والآخر معزول عن الشبكة ويوفر 1 كيلو واط.

كما لفت الأفغاني إلى عدد من المشاريع الإلكترونية النوعية التي تم إنجازها في المركز من قبل الطلبة والمتدربين، أبرزها مشروع مساعدة المكفوفين عن طريق استخدام موجات الراديو لتحديد الأماكن، وتزويد المعلومات الصوتية الإرشادية للكفيف، وتحذيره من العوائق التي تعترض طريقه، ومشروع البحث عن الأشياء المفقودة عن طريق استخدام موجات الراديو، ومشروع إنذار السرقة، ومشروع فحص مقاومة الأرضي من أجل حماية الأشخاص من خطر التكهرب في حال حدوث خلل.

تطوير الأداء

وحول الخطة المستقبلية للمركز، قال المهندس هاني غوشة إن إدارة الشركة مستمرة في التعاون مع المؤسسات الدولية التي تعمل في مجال الطاقة المتجددة، وتدعم قطاع الكهرباء لا سيما في فلسطين، ومن بينها مؤسسة التعاون والتنمية اليابانية التي دشنت بالتعاون مع الشركة محطة (جايكا) في أريحا لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية، قبل عامين.

وجدد غوشة تأكيده على أن المركز يهدف إلى تدريب أكبر عدد من الموظفين وتمكينهم بالأدوات والوسائل اللازمة لأداء المهمات بشكل مهني متطور، ومواكب للتطورات التكنولوجية من برمجيات وأجهزة ذات جودة وكفاءة عالية، وذلك من خلال تكثيف الدورات التي تسهم في تطوير الأداء، وإيجاد نظام لمتابعة الموظفين بعد التدريب بالتنسيق مع دائرة الموارد البشرية، والتأكد من استفادتهم من هذه الدورات ومساعدتهم في التفكير بكيفية توظيفها في عملهم من أجل تطوير الأداء.

وأضاف غوشة: "إن الإدارة تدرس وضع نظام حوافز مهنية للموظفين كترقية درجات من ينهي عدد من الساعات التدريبية، أو يعمل على تطوير الأداء في وظيفته، كما تطمح لفتح آفاق الإستعانة بمدربين خارجيين وفقاً لاحتياجات التدريب من أجل توسيع فضاء البرامج التدريبية، وتبادل الخبرات العلمية النظرية وتطبيقها على أرض الواقع".