رام الله - معا - افتتحت دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة بيرزيت اليوم الأربعاء المعرض الفني: "جورج جاكسون في شمس فلسطين"، وهو فكرة وتنفيذ البروفيسور غريغ توماس أستاذ الآداب في جامعة تافتس في الولايات المتحدة الأميركية.
وقدم د. توماس نقاشاً حول فكرة المعرض وقصة المناضل جاكسون وعلاقته بفلسطين.
وتضمن المعرض مجموعة من اللوحات والرسومات، ورسائل سجن مكتوبة بخط اليد، وأغطية صحف حزب الفهود السود، وجداريات تجسد الحياة النضالية والأنشطة السياسية لجورج جاكسون داخل المعتقل.
وتحدث توماس عن حياة السجين الثوري الأسود جاكسون الذي ولد في مدينة شيكاغو الأميركية عام 1941، وسجن بالسجون بالأميركية وحكم بالسجن المؤبد لأنه قام بسرقة مبلغ قليل من المال، وفي السجن قاد نضالاً فكرياً للمطالبة بحقوق السود في الولايات المتحدة، واصبح مسؤول الميدان في السجون في حزب الفهود السود، وهي حركة حقوقية لسود الولايات المتحدة أنشئت بعد مقتل مالكوم إكس وما عقبه من توترات راح ضحيتها أكثر من 300 مواطن أسود على أيدي الشرطة الأميركية.
وأضاف توماس: "بعد "استشهاد جاكسون" وهو مصطلح تم تبنيه من قبل الفهود السود تيمناً بالشهداء الفلسطينيين، وجدت في زنزانته أشعار عن المقاومة الفلسطينية، وكانت مجموعة شعرية بعنوان "عدو الشمس"، كان جاكسون قد نسخ بخط يده قصيدة كتبها سميح القاسم على قصاصة ورقة بيضاء ليشارك بها رفاقه، وقام حزبه السياسي بتداولها معتقدا أنها من تأليف جاكسون؛ وعليه، قام الحزب بنشر تلك القصيدة الكلاسيكية الفلسطينية "عدو الشمس" على أنها قصيدة لجورج جاكسون في صحيفة الحزب.
وأضاف: "لقد كان ذلك "خطأ" ساحراً يعبّر عن التضامن والقرب النضالي، حيث إن هذا التشابه في الصوت والظرف يفوق التصور، ولقد أخذ شعر المقاومة الفلسطينية هذا حياة طويلة بين السود ما وراء البحار، ويعود الفضل في ذلك لجورج جاكسون"، العدو الأبدي لعدو الشمس.
وقال أستاذ الأنثربولوجيا في الجامعة د. علاء العزة إن أهمية المعرض تأتي في تعريف طلبة الجامعة بتجارب الشعوب النضالية ضد الاستعمار والقهر والظلم، إضافة إلى توسيع مدارك الطلبة بالبعد القومي والدولي للنضال في العالم، وتعريفهم بالتجارب الدولية وربطها مع التجربة الفلسطينية.
يذكر أن جورج جاكسون هو سجين ثوري وعضو في حزب الفهود السود، وقتل من قبل حراس سجن سان كوينتين في ولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية في 21 آب 1971، وفي يوم اغتياله، صادرت سلطات السجن شعر المقاومة الفلسطينية من زنزانته مع أكثر من 99 كتابا من المكتبة المهربة له ولرفاقه.