لجنة رياضية في جنين...رغبة يقتلها الإهمال والتقاعس
نشر بتاريخ: 29/10/2015 ( آخر تحديث: 29/10/2015 الساعة: 15:50 )
بقلم : عصري فياض
البشرية خلقت لتَعْبُدْ وتعمل وتتحرك وتعيش ، وتسعى لتطوير حياتها وذاتها، وكل شريحة من المجتمعات، لها قواسمها التي تتلاقى عندها،وبغض النظر أكانت هذه المجتمعات أو الشرائح غنية في الموارد ، أو متوسطة، أو فقيرة، فحتما لها حلمها وتطلعاتها في أي لون من ألوان التفاعل البشري أو العمل الإنساني ومنه بالطبع الرياضة، هنا نصغر "الزوم" أكثر ما نستطيع لنُطِلَ على محافظة جنين رياضيا، تلك المحافظة التي إذا خضعت لأي مقاييس علمي وبحثي رياضيا، لخرجت بنتيجة أن التبر الرياضي فيها موجود ومتوفر ومتحفز، لكن أوعية فرز وصقل وتخريج الذهب منه عملية متأخرة وصعبة وبطيئة ومظلومة، وبالتالي هناك ضعف وتراجع على الحالة الرياضية في محافظة جنين بشكل عام لعدة أسباب قد يطول شرحها وتشريحها، لكن نقول ابسطها عدم وجود بنية تحتية..
وهذا الحال الممتد منذ حوال أكثر من عقد،سعى لتغيره الغيورين على الرياضة في المحافظة بخطوات متذبذه،أثمرت فيما أثمرت مساهمات عالية واكبر من الحجم في الهم الرياضي العام ، لمنها للأسف لم تجني لنفسها ما تريد أو جزءا مما تريد،وبقي الحال متواصلا حتى أشهرت خلت عندما اقترح محافظ محافظة جنين اللواء إبراهيم رمضان تشكيل لجنة رياضية أولى خاصة بإعادة تأهيل وبناء ملعب بلدية جنبن منذ أكثر من عام من اجل تشكيل جسم مساند لخطوات إعادة تأهيل الملعب، فكانت ، والثانية لجنة رياضية بقصد تفعيل وتطوير الحالة الرياضية في المحافظة، هذه الفكرة أي الثانية أعاد التأكيد عليها محافظ جنين خلال لقاءه مع فعاليات رياضية من جنين قبل سبعين يوما، وقال في حاجتها، إنها مهمة وضرورية ومطلوبة كونها ستكون عامل الضغط المساعد لسعيه لتطوير الرياضة في جنين، وان غياب مثل هكذا لجنة يؤخر ويعيق ويمنع تحقيق ابسط الحقوق الرياضية للرياضيين، هز الجميع رأسه مؤكدا، وعبر بالكلمات عن الرغبة في الأسرع في تشكيل لجنة تعرض على المحافظ لإقرارها وانطلاق عملها على وجه السرعة، فماذا كان....؟؟
استضاف نائب المحافظ عضو الاتحاد الفلسطيني السابق كمال ابو الرب اللقاء الاول للجنة تأسيس اللجنة، فوضعت التصورات وهيكلية التشكيل، وكُتِبَتْ الاقتراحات، ومن ثمة تداعت اللجنة التأسيسية مرة أخرى، فإقترح أن تشكل اللجنة من 13 فردا هم ممثلوا الاندية والمواقع الرياضية والكفاءات، على ان تختار الاندية مندوبوها في اللجنة والذين سيشكلون غالبية الأعضاء، والباقي كفاءات وشخصيات رياضية اعتبارية وإعلام رياضي، وتمت صياغة الكتب المنوي إرسالها للأندية في الاجتماع الذي كان قبل عيد الأضحى بأيام قليله، ولكن لغاية ألان، لم تصل الكتب، وإن وصلت لم تقم الاندية بالرد عليها حسب الأصول وبالشكل المأمول وبالتالي، استنفذ الكثير من الوقت بشيء من الإهمال والتقاعس والتسويف الذي يدل على عدم وجود رغبة جدية في انجاز مثل هكذا عمل كخطوة أولى باتجاه إصلاح ما يمكن إصلاحه من الحالة الرياضية المتردية في محافظة يناهز عدد سكانها نحوا من ربع مليون شخص نسبة الشباب فيهم تتجاوز نسبة الستين بالمئة، الرياضيون ومحبي الرياضة منهم نسبة عالية لا نبالغ ان قلنا أنها تتجاوز نسبة الخمسين بالمئة، أي نحوا من سبعين ألفا من الأجيال الشابة لا يجدون لغاية ألان ملعبا يشاهدون فيه نشاطا رياضا كباقي المحافظات.
الخلاصة تقول إذا كان الدافع العمل لتصحيح واقع مؤلم، فلماذا الإهمال والتقاعس والتسويف؟؟، لماذا التأخير كل هذه المدة ؟؟ ألا يوجد ثمن وقيمة لتحقيق الهدف؟؟ الم نتعلم من تجاربنا المتراكمة اهمية الوقت في تحقيق الهدف؟؟!! ... ، إذا لم نتدارك وبأسرع وقت ممكن، بل وبشكل فوري وعاجل من وقعنا فيه من خطأ في بداية البداية لعملنا الطموح والضروري، ونؤسس لآلية تحركنا بأسقف زمنية واضحة لا تحتمل التأجيل، فبرأيي المتواضع علينا خلع تلك الفكرة والعودة الى أحلامنا التي نجترها في ساعات اليقظة، نتسلى بها أمنيات احيانا ، ونشتم ذاتنا وأنفسنا احيانا أخرى، وننهي لقاءاتنا العبارة بكلمات يأس تعاكس وقع محافظة ضربت أروع الصور في الانتماء والقدرة والصوت كثير من المجالات.