نشر بتاريخ: 02/11/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:02 )
غزة- تقرير معا- تيمة ويامان طفلتان من قطاع غزة لم يتسن لهما أن تبصرا النور طويلا فقد فارقتا الحياة بعد أيام قليلة من الولادة والمفارقة أن تيمة ويامان قد ولدتا بعد حروب إسرائيلية شنت على غزة كانت الطفلتان ترقدان في أحشاء والدتهما،،، فتيمة ولدت في العام 2009 بينما ولدت يامان في العام 2015 حالاتنا تفتحان الباب حول التشوهات الخلقية للأطفال نتيجة استخدام إسرائيل لغازات سامة وأسلحة فتاكة لم يكن أخرها الفسفور الأبيض في حرب العام 2008 وأسلحة الدايم المحرمة دوليا.
بدأت قصة تيمة بعد اثني عشرة يوما على ولادتها فهي لم تكن بوضع طبيعي كما اعتادت عليها والدتها رولا الوحيدي التي قالت أنها استنشقت غاز الفسفور عندما كانت تحملها في أحشائها في حرب العام 2008 في الشهر السابع للحمل وتقول: "هربنا من منطقة تل الهوا عندما اشتد القصف في المنطقة قبل أن تدخلها قوات الاحتلال فاستهدفت منزلا مجاورا لنا في حي الصبرة بقذيفة فسفور".
وتتابع:"بعد عدة أيام من استنشاق الغاز بدأت اشعر بارتجاجات قوية لإرادية تحدثها الطفلة بداخلي وتمت الولادة سريعا فلم يكن الوضع العام لتيمة كأي طفل طبيعي إلى أن تطور وضعها ونقلت إلى المستشفى حيث تبين أنها تعاني من عدة مشكلات أبرزها تشوه في القلب وتكسر في الصفائح الدموية وتسمم في الدم".
تكررت هذه الحادثة مع طفلة رولا الثانية يامان التي ولدت في العام 2015 عقب حرب 2014 ما أثار شكوك العائلة حول احتمال تأثر طفلتيها بالغازات السامة التي أطلقتها إسرائيل في حروبها ضد القطاع خاصة وان لديهم ثلاثة من الأبناء السليمين.
وسام الوحيدي والد تيمة ويامان حمل إسرائيل مسئولية وفاة طفلتيه الذي طالب بفتح تحقيق في ملف وفيات الأطفال بعد الحروب الإسرائيلية على غزة.
الدكتورة شيرين عابد استشاري طب الأطفال ورئيس قسم الحضانة في مستشفى النصر للأطفال أكدت أن هناك زيادة ملحوظة في نسبة تشوهات القلب لدى الأطفال في السنوات التي تلت الحروب على قطاع غزة.
وأشارت عابد أن نسبة حالات تشوهات القلب المدخلة في قسم الحضانة لمستشفى النصر للأطفال تراوحت بين 4.8-3.1% مع وجود زيادة ملحوظة في السنوات التي تلت الحروب و قد كانت اغلب الحالات من منطقة غزة مع وجود ارتفاع في نسبة الذكور المصابين مقارنة بالإناث.
وأكدت عابد أن هناك زيادة ملحوظة في نسبة تشوهات القلب لدى المواليد في السنوات التي تلت الحروب التي تعرض لها قطاع غزة و يعزي الباحثون هذه الزيادة الملحوظة بسبب التعرض للسموم نتيجة الأسلحة المحرمة دوليا مشددة أن تأثير هذه السموم من الممكن أن يؤثر على الأجيال القادمة.
وقالت عابد:"قمنا بعمل توصية لعمل دراسات تحليلية لهؤلاء الأطفال الذين لديهم تشوهات بحيث نتأكد أن هناك ارتفاع في نسبة الملوثات البيئة الخارجية نتيجة التعرض للحروب" مشيرة إلى انه تم الأمر من خلال دراسة لباحثة ايطالية توصلت إلى وجود ارتفاع في نسبة السموم لدى هؤلاء الأطفال الذين عانوا من تشوهات خلقية".
وشددت عابد على أهمية الدراسات التحليلية لمعرفة نوع و مدى تأثير السموم نتيجة الأسلحة المحرمة دوليا على الإصابة بتشوهات القلب لدى المواليد.