الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفدٌ مشترك من الأمم المتحدة يزور المقاصد

نشر بتاريخ: 01/11/2015 ( آخر تحديث: 01/11/2015 الساعة: 18:43 )
القدس - معا - استقبل د. رفيق الحسيني مدير عام مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية وفداً مشتركاً من منظمة الأمم المتحدة، حضر للاطلاع على آخر المستجدات التي حدثت في المشفى من انتهاكات إسرائيلية واقتحام لمبنى المستشفى، بالإضافة إلى إطلاق قنابل الغاز والصوت في ساحاته، وجرى اللقاء بحضور المدير الطبي للمستشفى الدكتور بسام أبو لبدة، ومدير عام جمعية الهلال الأحمر الدكتور يونس الخطيب.

وتألف الوفد الزائر من ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث ترأس الوفد روبرت بيبر؛ نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسق الشؤون الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقدم الحسيني للوفد شرحاً حول ما قامت به قوات الاحتلال مؤخراً من اعتداءات على المشفى وانتهاك عشرات العناصر من القوات الخاصة المقنعة والمدججة بالاسلحة لحرمة المقاصد وترهيب المرضى والموظفين على مدار ثلاثة أيام متتالية، الأمر الذي بات يخلق قلقاً وخوفاً من أن يتكرر في أي وقت في المستقبل. وقال الحسيني: "هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها قوات الاحتلال بانتهاك حرمة المستشفى واطلاق قنابل الغاز والصوت بهذا الشكل الهمجي"، وأضاف "لا نعلم سبباً لما تقوم به قوات الاحتلال فالجريح ذو الخمسة عشر عاماً معتقل لديهم، ومع ذلك فقد جاؤوا بقرار فوري من المحكمة؛ للبحث عن ملفه الطبي في اليوم الأول ، ومن ثم جاؤوا في اليوم التالي لمصادرة كاميرات المراقبة وقاموا باستجواب الأطباء والممرضين الذين أشرفوا على حالة الجريح".

وأوضح الحسيني للحضور أن إطلاق قنابل الغاز كان قريبا جدا من قسم الأطفال حديثي الولادة، الأمر الذي كان سيشكل خطراً محدقاً بحياة الاطفال الخدج في حال وصول إحدى تلك القنابل لنوافذ القسم.

 وأضاف الحسيني: "ليس من مهام المستشفى أن تصدر تقارير للاحتلال حول المرضى أو المصابين الذين يفدون إلى المستشفى للعلاج، فملف المريض الطبي هو سري ، وإدارة المستشفى لن تخل بالثقة المبنية بين المريض والمستشفى".

وشكر الحسيني الحضور لزيارتهم وتضامنهم مع المستشفى، مشددا على إيصال رسالة للمجتمع الدولي بضرورة إنهاء هذه الاعتداءات وإعادة الحصانة للمستشفيات، ووضع حد لقوات الاحتلال التي تتعالى على القانون الدولي وكافة الأعراف والمواثيق الإنسانية، معتبراً الممارسات الإسرائيلية تصرفات عنجهية لا تقوم بها قوات الاحتلال تجاه المشافي الإسرائيلية مهما كانت الظروف.

من جهته قال روبرت بيبر أن ما حدث مؤخرا في مستشفى المقاصد من انتهاك لحرمته يعتبر أمراً مقلقا لمنظمة الأمم المتحدة والهيئات المنبثقة عنها، وأكد أن الوفد سيقوم بمناقشة التفاصيل التي تم ذكرها، وعرضها على منظمات المجتمع الدولي في اجتماع خلال الأسبوع الجاري، ورفع القضية على الحكومات التي يمثلها الوفد، إضافة إلى دراسة إصدار بيان يدين مثل هذه التصرفات.

 أما ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور جيرالد روكنشاوب؛ فقد قال أن ما حصل يؤكد أنه لم تعد المؤسسات الطبية والصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمتلك حصانة وحماية من الانتهاكات والاقتحامات، في حين تستبيح قوات الاحتلال مبنى المستشفى للبحث عن المصابين ، وتقوم بتفتيش سيارات الإسعاف التي تقل الجرحى وتنقلهم إلى الطوارئ، مؤكداً أن على المنظمات الدولية اتخاذ خطوات جادة من أجل وضع حد لهذه الأحداث التي تكررت في الآونة الاخيرة في مستشفى المقاصد وعدد آخر من مشافي القدس الشرقية

 وجدد الحسيني دعوته للوفد وللهيئات الدولية بضرورة الوقوف إلى جانب المقاصد، والدفاع عنها ومعاونة إدارة المستشفى في إيصال الرسالة الإنسانية إلى العالم ومنظمة الامم المتحدة، من أجل الضغط على حكومة الاحتلال وإنهاء هذه التصرفات التي أصبحت تمارس بشكل شبه يومي.

من جانبه قال الدكتور يونس الخطيب أن على الوفد الزائر العمل من أجل اتخاذ إجراءات وقائية لمنع تكرار هذه الحوادث في المستقبل، ومنع الإسرائيليين من انتهاك القوانين وخطف الجرحى من سيارات الإسعاف وإلقاء قنابل الصوت والغاز، داعياً إياهم إلى عرض القضية على الحكومات التي يمثلونها وإيصال رسالة بأن الوضع الطبي في فلسطين في خطر حقيقي، والحق بالحصول على العلاج بات مهدداً في ظل ما ترتكبه قوات الاحتلال من إجراءات تعرقل وصول المرضى، لافتاً إلى أهمية مناقشة التفاصيل مع المجتمع الدولي إلى جانب إصدار بيان استنكاري.

ويشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أصدرت يوم الجمعة بياناً أعربت فيه عن قلقها من الصعوبات التي تواجهها المستشفيات في القدس لتوفير الرعاية الطبية والخدمة الصحية في ظل الوضع الحال، ودعت في البيان إلى ضرورة مراعاة الإجراءات الأمنية المشروعة المتبعة في ضمان الحصول على الرعاية الصحية، وعدم عرقلة الخدمات الطبية أو تهديد أو تخويف الموظفين والمرضى.