نشر بتاريخ: 04/11/2015 ( آخر تحديث: 04/11/2015 الساعة: 18:55 )
بيت لحم- معا- وفقا لتقديرات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية فإن الاحداث الحالية أو ما تصفها بـ"العنف" في الضفة الغربية والقدس والداخل وقطاع غزة سوف تخبو، "ولكن النيران سوف تشتعل مجددا بعد عدة أشهر بسبب ضعف موقف أبو مازن، ومعركة الخلافة في السلطة والشعور بعدم جدوى الطرق الدبلوماسية".
وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هأرتس" العبرية اليوم الاربعاء فقد وضعت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية المستوى السياسي الاسرائيلي في صورة الأوضاع الحالية وتصوراتها للمستقبل، مشيرة إلى أن التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد تضرر خلال هذه الفترة، وسيكون من الصعب العودة الى الوضع السابق واعادة ترميم هذه العلاقات، وسيكون من الصعب العودة الى الهدوء الأمني النسبي الذي جرى الحفاظ عليه خلال السنوات العشر الماضية.
واستعرض المستوى الأمني طبيعة الأوضاع الراهنة التي تراجعت كثيرا خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث لم تستطع العمليات المتواصلة بالطعن والدهس وغيرها جذب قطاع واسع من الفلسطينيين للمشاركة في التظاهرات، كما حدث في بداية العمليات من مشاركة فلسطيني عام 48 وكذلك التظاهرات الواسعة نسبيا على حدود قطاع غزة وفي مناطق التماس في الضفة، فقد تراجعت وتوقفت مؤخرا ولكن مؤقتا، وحتى لو وصلنا الى وضع أمني هادئ نسبيا خلال الأيام القادمة وهذا متوقع فإنه لن يستمر طويلا، وسجل تراجع كبير في القدس خاصة في العمليات حيث سجلت عملية واحدة منذ منتصف شهر تشرين أول الماضي، وعزت الأجهزة الأمنية سبب تراجع الاحداث والعمليات في القدس، للتفاهمات الاسرائيلية مع الاردن حول المسجد الاقصى والاجراءات الأخيرة في المسجد، كذلك النشاط الأمني والعسكري والشرطي الذي قامت به اسرائيل في الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس، من جانب وضع الحواجز واغلاق بعض الاحياء والاعتقالات وغيرها.
وتضيف الصحيفة أن هناك العديد من الاسباب التي تدفع الأوساط الأمنية في اسرائيل للقول بأن النيران قد تشتعل خلال الفترة القادمة وحتى بعد عدة شهور، فمستوى الغصب والاحباط لدى الفلسطينيين، وخيبة الأمل من اداء السلطة في مواجهة اسرائيل عالية جدا، والتفاهمات الأمنية التي جرت مع الجانب الفلسطيني خلال العشر سنوات الماضية تحت رئاسة محمود عباس، والتي ساهمت في الوضع الأمني الهادئ نسبيا قد تضررت كثيرا ومن الصعب استعادتها، فالفلسطينيون يفكرون في اليوم التالي لما بعد الرئيس محمود عباس الذي وصل لعمر 80 عاما، وبالتالي يقلل من رغبة قيادات أخرى في السلطة للحفاظ على مستوى عال من التنسيق الأمني مع اسرائيل.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية إلى أن قيادة حركة حماس في قطاع غزة تواصل الاعتراض ورفض فتح جبهة جديدة في قطاع غزة، ولكنها تسمح بتسيير تظاهرات من الحين والأخر نحو السياج الحدودي مع قطاع غزة، وقيادتها العسكرية في القطاع وتركيا تواصل تشجيع تنفيذ عمليات في الضفة الغربية بكل الوسائل، وتحاول تنظيم عمليات اطلاق نار وعبوات ناسفة وعمليات تفجيرية "استشهادية"، ولكنها حتى لم تنجح كثيرا بسبب ما تعرضت له شبكاتها العسكرية من ضربات خلال السنوات الماضية في الضفة الغربية.
ومن سيكون له أهمية كبيرة في التطورات القادمة هو "التنظيم" وفقا لتقديرات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، فعناصر ونشطاء فتح في الميدان الذين يعتبرون أنفسهم "نقطة الارتكاز"، فهم من سيكون لهم الدور في تصعيد الأوضاع او تهدئتها خلال الأسابيع القادمة، فقد كان لعناصر تنظيم فتح دورا في التظاهرات التي اندلعت بداية شهر تشرين أول مع الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، ولكن محمود عباس أصابه القلق من هذه الاشتباكات وتدخل في النهاية للحد من الاحداث، "التنظيم" يمتلك كمية كبيرة من السلاح وجزء كبير من اعضائه مرتبط مع الأجهزة الأمنية، وحتى البعض منهم يخدمون في الأجهزة ولكنهم على علاقة مع التنظيم، ودخول التنظيم الى الصراع والمواجهات يعني تحولا كبيرا باستخدام السلاح الحي، كما حدث مع بدايات الانتفاضة الثانية.