بيت لحم - معا - قال أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات إن أبناء جيله من القادة الفلسطينيين قد فشلوا في تحقيق ما يصبو إليه الجيل التالي من الفلسطينيين والذين يعيشون الآن حالة من اليأس.
وأضاف عريقات في مقابلة مع إذاعة BBC ضمن برنامج "الحديث الصعب" HARDtalk الذي يقدمه ستيفان ساكور أنه لا يوجد أمام الفلسطينيين والإسرائيليين سوى خيار واحد "إن لم يكن هذا العام ففي العام القادم بعد عشرة أعوام ألا وهو أن يعيشوا ويدعوا الآخرين يعيشون وذلك من خلال حل الدولتين بحيث تعيش دولة فلسطين جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بسلام وأمن في حدود عام 1967، وهذا هو الخيار الوحيد."
وأضاف عريقات أنه "لم أستطع تحقيق ذلك عبر مجلس الأمن، ولا عبر المفاوضات، وذلك ليس لأنني فشلت بل لأن أمثال بنيامين نتانياهو تسببوا بإفشالي" حسب كلمات عريقات باللغة الإنجليزية.
ولكن رغم ما حدث "أود أن أبقي بريقا من الأمل لأنني أعلم في نهاية المطاف بأن العنف يولد مزيدا من العنف، وبالتالي فالحل لا يكمن في العنف، بل يكمن في أن تقدم جهة ما في المجتمع الدولي قرارا في مجلس الأمن يؤكد على حل الدولتين ضمن إطار زمني محدد إلى جانب مؤتمر دولي يقول إن دولة فلسطين تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل على حدود عام 1967."
وفي تلميح لإمكانية تقديمه استقالته قال عريقات "لو سألني البعض الآن كيف فشلت، أقول إنني لم أستطع تحقيق ما هو مطلوب وهذه هي الحقيقة، فهل سأستقيل؟ "إنني أفكر في الأمر. إنني افكر في الأمر بجدية؟ فلم أستطع أن أحقق ما هو مطلوب وهذه هي الحقيقة."
وردا على سؤال حول من يسميهم الإسرائيليون "إرهابيين" حيث تدعي إسرائيل أن "أكثر من 40 فلسطينيا قتلوا أثناء تنفيذهم لعمليات قتل ضد الإسرائيليين ، قال عريقات "أنا أسميهم أمواتا فلسطينيين فقدوا الأمل كشباب فلسطينيين حيث قال لهم نتانياهو إن حل الدولتين لن يكون على جدولي ولن يكون في زمني، وسوف أحرمكم من مستقبلكم ومن أي أمان على وظائفكم أو على أرواحكم وستبقون تحت احتلالي، بالتالي فاليأس أدى إلى هذه الأعمال، فكما تعلم عندما تمزع الأمل من أذهان الناس ماذا تتوقع. أعتقد أن على نتانياهو أن ينظر في المرآة."
هنا قاطع مقدم البرنامج صائب عريقات قائلا إنه ليس بصدد الحديث عن سياسة نتانياهو بل عن الشباب الفلسطينيين الذين يحملون السكاكين ويطعنون الإسرائيليين. "العديد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية يستخدمون كلمة بطل وشهيد لوصف هؤلاء المهاجمين، فهل تستخدم انت هذه الكلمات؟" أجابه عريقات: "حسنا هؤلاء أبناؤنا وأحفادنا وأنا حقيقة لا أكترث بما قد تسميهم" فرد عليه المقدم بأن تسميتهم مهمة، إلا أن عريقات أصر على أن التسمية ليست مهمة بل المهم هو "ما دفع هؤلاء للقيام بمثل هذه الأشياء ومن انتزع الأمل من أذهانهم."
وفي سياق المقابلة التي استمرت 30 دقيقة أشار مقدم البرنامج إلى أن إسرائيل تتهم السلطة الفلسطينية بالتحريض وبالسماح لكثير من المحطات التلفزيونية والإذاعية بالتحريض على عمليات الطعن وبأنها يجب عليها ان تدين عمليات الطعن، كرر عريقات ان من يقومون بالعمليات هم "أبناؤنا وأحفادنا، وأنا لا أريد لابني أن يموت أو يكون انتحاريا لكن يبدو أنك تطالبني بأن أعيش وتطالب ابني أن يعيش تحت الاحتلال وهو يشاهد آماله ومستقبله تنتزع منه ويشاهد المزيد من المستوطنات تزرع في الأراضي التي من المفروض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية، ويشاهد أنه لا كرامة ولا مستقبل لنا، ورغم هذا كله تريد من الناس أن يعيشوا ويقولوا للإسرائيليين يا سادتنا إنكم تقومون بعمل رائع في بناء مستوطناتكم، وفي إملاءاتكم، وفي ميادبن القتل وهدم المنازل والحصار والإغلاق واستغلال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ضد أهل غزة."
لم يجد مقدم البرنامج في الإجابة ما يبحث عنه فأعاد صياغة السؤال قائلا "لا يهم إن كنت تظن أنني أطالبك بإدانة الأشياء أم لا لكن ما يهم كثيرا هو نظرة المجتمع الدولي حاليا للفلسطينيين، فأنجيلا ميركل مثلا قالت قبل أيام إن على الفلسطينيين أن يشجبوا كل شيء يشكل دعما للإرهاب، وهذه عنصر أساسي في المجتمع الدولي ترغبون أن تكون إلى جانبكم." فأجاب عريقات بأن ميركل...تعلم أن الجانب الذي يعيق حل الدولتين والذي يفرض مزيدا من المستوطنات والإملاءات وميادين القتل...هو الجانب الإسرائيلي. أعتقد أن على السيدة ميركل أن تدين سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو فنحن ندافع عن أنفسنا في حين إسرائيل تدافع عن احتلالها ومستوطناتها فإسرائيل لا تدافع عن نفسها وهذه هي رسالتي لمن لديهم بعض الضمير وبعض القيم."