الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

" الفدائي " في عمان..

نشر بتاريخ: 09/11/2015 ( آخر تحديث: 09/11/2015 الساعة: 16:33 )
" الفدائي " في عمان..
بقلم : عصري فياض

هدأت العاصفة ، ووصل كلا المنتخبين "الفدائي" الفلسطيني والسعودي الى العاصمة الأردنية عمان ليلتقيا في المباراة التي احدث مكان إقامتها جدلا طال أسابيع، وانتهى الأمر بخروج الجميع فائزين إلا الملعب ألبيتي، ومن كتب النتيجة هو القرار السياسي القادم من خلف الرياضة، والذي قايض مقتضيات المصلحة العامة بأحد أعمدة السيادة الوطنية التي عُمِلَ طويلا من اجل تشيد أركانه ورفعه في سماء الوطن..........

هذا المساء، يخرج عناصر الفدائي الى الميدان أمام نظرائهم السعوديين، طبعا الحالة النفسية اقرب من تكون الى الحالة "الثأرية"، لان الذاكرة تحمل ترسبات الأسابيع الفائتة والتي لصقت في التعامل السعودي الرياضي والإعلامي مع هذه المباراة، والتي كان ما فيها من واستعلاء وكِبْرْ، وهذا بارز في أكثر من مفصل من مفاصل الجدال والأخذ والرد التي طالت الحادثة من أولها لأخرها،فمن استبدال الذهاب بالإياب،الذي كان مبيتا على عدم الالتزام، الى قرار الفيفا الاول، ومن ثم التعديل، وبعدها مطالبة الفلسطينيين بإرسال الكتاب المتفق عليه، الى قرار المسؤول الأمني للفيفا المبني على قرار وزارة الداخلية الفلسطينية، الأمر الذي انتج قرار النقل، دافعا باتجاه المطلب السعودي، كل هذا يدركه أعضاء فريق المنتخب اليوم وهم في ساحة الملعب مع النشيد الوطني الفلسطيني وعيونهم ترنوا الى المدرجات، فلا يجدون من أهاليهم وأبناء محافظاتهم إلا القليل ممن شدوا الرجال رغم وعورة الشوراع والقواطع الى عمان للوقوف خلف المجموعة الفدائية التي تنتظر ان تنهي هذا الفصل بفارغ الصبر..

"الفدائي" اليوم، بالرغم من خصمه الذي هز" بعضا من بيته، سيلعب بأخلاق الفدائيين الذين بقوا في الساحات والطرقات ومفاصل الطرق، بحرارة المرابطين في ساحات وأروقة الحرم القدسي الشريف،سيلعب بعرق المندفعين على سياج غزة والمتسترين بدخان الإطارات على حواجز مسجد بلال و شمال البيرة وحواره...،الفدائي اليوم سيستحضر كل زفافات الفرح الدامع التي تتزين فيها الطرقات والأزقة نحو رياض الشهداء ، ورضى الأمهات الثكلى والأخوات اللاتي حملن الأزهار والأرز لرش المواكب المعطرة بالخلود، الفدائي اليوم هو نفسه الفدائي الذي كان بالأمس،الذي نقل ألوان علمه الأربع الى تيمور واستراليا وإيران الباكستان ودبي والدمام....وكل رحال طارت به وكل ارض انبت فيها صوت الوطن... سيلعب بقيم الثوريين والأحرار في العالم .

"الفدائي" اليوم، الذي صدح الإعلام العربي و والإقليمي والدولي باسمه كثير، سيكون أكثر تصميما ليخرج من هذا اللقاء بحجم الحدث، وما خلف الحدث، وما بعد الحدث، وهم أمام تحديات جسام ،المباراة ،والملعب المغبون، والأصوات الجافة، والأقلام المغرورة، .... فإن لم ينتصر لا سمح الله بشارة الإعداد والنقاط الثلاث، وهي واحده من مهمته، فهناك أربعة معنوية، عليه ان يأخذ نقاطها وبأخلاق " الفدائي" وينشد " :-
أنا الثورة أنا الثورة انأ الإصرار أنا المدفع ..أنا ركعة صلاة لله وغير الله ما اركع.. أنا قطعة لحم مرة أنا شرين هذه الارض أنا نبضاتها الحرة وحب الارض علي فرض.. أنا الثورة ...
وأعلم أيها الفدائي ، انك وأنت عائد الى الوطن ، ان الوطن لم يغادرك، وانك كباقي الثابتين الصابرين الذين تنكرت لهم الأمة، واستبدلت واجبها وبذل دمها بعرض من الدنيا، انك عائد الى حلق عدوك شوكة ، والى تراب مقدس يغني ويرتل آيات البقاء والتحدي، تتجذر شرايينك به، وتشاركة معزوفة الصمود التي لا تنتهي.