نشر بتاريخ: 12/11/2015 ( آخر تحديث: 12/11/2015 الساعة: 10:29 )
الخليل- معا- "ان ابو عمار آخر زعيم تاريخي عظيم على هذا الكوكب نتمنى له الشفاء والعودة لاستكمال مشواره النضالي" هذا ما كتبه، الكاتب الفرنسي "هيرفي مراد"، خلال تواجد ابو عمار في المستشفى العسكري "بيرسي" في فرنسا في العام 2004.
يقول أمجد النجار مدير نادي الاسير الفلسطيني في محافظة الخليل:" في مثل هذا الوقت وفي مثل هذه الساعة بالضبط كنت موجودا على أبواب مستشفى "بيرسي" العسكري التابع لوزارة الدفاع الفرنسية الواقع في مدينة "كلامار" في الضواحي الغربية القريبة من العاصمة باريس، وعندما وصلت الى هناك وذلك بتاريخ 29/10/2004، وهذا تاريخ لا ينسى حيث وصل قائدنا وزعيم ثورتنا الشهيد الرمز ابو عمار الى مطار "فيلا كوبليه" ".
وأضاف النجار ": كان مشهداً لايمكن لكل كتاب العالم ان يصفوه وجدت الالاف من محبي ابو عمار ومن جميع الجنسيات عربية واوروبية ومن امريكا اللاتينية، جاءوا فقط لوضع وردة وكتابة كلمة على جدران مستشفى "بيرسي" وكان الجو باردا ودرجة الحرارة تحت الصفر وثلوج وامطار غزيرة والمئات من رجال الامن الفرنسي والمئات من فضائيات العالم نصبت سيارت البث الخاصة بها لمتابعة الوضع الصحي لزعيمنا الحبيب ياسر عرفات".
يقول النجار في مذكراته عن ذلك اليوم:" مر من امامنا اخر الديغوليين "جاك شيراك" الرئيس الفرنسي الذي جاء للاطمئنان على صحة ابو عمار برفقة رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك "جان بيار رافران" و وزير الخارجية "ميشيل بانييه" ووزير الخارجية الفلسطيني آنذاك نبيل شعث والاخ ناصر القدوة جيث كان يشغل منصب ممثل فلسطين في الامم المتحدة وابن شقيقة ابو عمار وسفيرة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد، وهناك التقيت بالكثير من محبي ابو عمار وكانت مشاعر مختلطة والكل يتمنى الشفاء لقائدنا الحبيب ابو عمار رمز ثورتنا ورمز كرامتنا وقائدنا".
وتابع النجار": التقيت مع الكتاب الكبير الفرنسي "هيرفي مراد" وكان معه ابنه الصغير الذي احضره معه خصيصا ليتعرف على ابو عمار وكان يحمل ورودا حمراء وقال كلمته لاحد الصحفيين وكنا نجلس بجانب المستشفى في مقهى ممتلئ بمئات الصحفيين: ان ابو عمار آخر زعيم تاريخي عظيم على هذا الكوكب نتمنى له الشفاء والعودة لاستكمال مشواره النضالي، وعند الساعة الرابعة وثلاث دقائق فجرا، كان البرد قاتلا، جاءنا الخبر المؤلم برحيل آخر الزعماء التاريخيين انه ابو عمار وبكينا هناك مع الالاف امام مستشفى بيرسي، ورحل ابو عمار رجلاً يختصر قضية، وقضية تختصر رجلاً، فحياته خصبة حافلة صنعها بفكره وفعله وقلبه، وسخرها لنفع وطنه وأمته، وأعماله وفيرة لا تتسع الصحائف الكثيرة لاستقصائها".
أبو عمار، روايه كتبها التاريخ وهو النسخه الأولى والاخيره ولن يتكرر مثلها، فهو الأب والمعلم والقائد والانسان وهو اسطورة هذا الزمان..، من منا لا يعرف ذلك الأسد .. وتلك الكوفيه و علامة النصر، ولن انسى في حياتي ذلك الموكب الذي تحرك من امام مستشفى "بيرسي" ويقدر بمئات السيارات التي تحمل صورته وعلم فلسطين متجهة الى قاعدة "فيلا كوبلاي" العسكرية حيث قامت مروحية فرنسية بنقله الى هناك ووصلنا في حوالي الساعة العاشرة صباحا الى القاعدة العسكرية في المطار وفي اجواء مهيبة تعكس المكانة الرفيعة لقائد ثورتنا ياسر عرفات حمل نعشه ملفوفا بالعلم الفلسطيني ومجموعة من الحرس الجمهوري الفرنسي الذين لايحملون في العادة الى جثامين رؤوساء الدولة الفرنسية وزعماءها الكبار لينقل الى جمهورية مصر العربية ليكون ابو عمار أول زعيم عالمي يشيع في ثلاثة عواصم عالمية".
ولا أجد ما أختم به إلا قول الشاعر محمود درويش في رثاء عرفات: كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا، وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة، إلى واقع تأسيسها المتعثر؛ لكن للأبطال التراجيديين قدراً يشاكسهم، ويتربص بخطواتهم الأخيرة نحو باب الوصول، ليحرمهم من الاحتفال بالنهاية السعيدة بعمر من الشقاء والتضحية، لأن الزارع في الحقول الوعرة لا يكون دائماً هو الحاصد، ابو عمار كطائر الفينيق الذي خرج من الموت والحصار أكثر من مرة ليزداد بالقضية الفلسطينية تألقا ووهجا على الصعيد الدولي، ورقما صعبا وضع فلسطين على خريطة العالم اسما وهوية وحضورا وحقوقا.
وفى الذكرى الحادية عشر، نجدد البيعة للقائد الشهيد ياسرعرفات وابو جهاد وابو اياد والشيخ الشهيد احمد ياسين وكل الشرفاء والشهداء والاسرى( الشهداء مع وقف التنفيذ) كما وصفهم الشهيد عرفات.وسنبقى سائرون على نفس الدرب ان شاء الله ..درب الحرية والاستقلال ..درب القدس و الثورة وكلنا فدائا لفلسطين.