القدس- معا - كان والدا الفتى الأسير محمد النمري بانتظار نتائج امتحانات الثانوية العامة للأسرى على أحر من الجمر.. لتكتحل عيونهما بقراءة اسم ابنهما الوحيد "محمد" ضمن قوائم الناجحين، لكن المفاجأة كانت غياب اسمه (وهو ضمن 110 أسرى فلسطينيين تقدموا لامتحانات الثانوية العامة بعد استفائهم كافة الشروط)، لكن اسمائهم لم تنشر ضمن قوائم (الناجحين أو الراسبين أو المكملين)، والسبب تأخر وصول كشوفات العلامات لهيئة شوؤن الاسرى.
والدة الأسير محمد النمري أوضحت لوكالة معا أن اسم ابنها لم يكن ضمن قوائم نتائج الثانوية العامة لهذا العام، وبعد مراجعتها الجهات المختصة قالوا ان الكشوفات وصلت متأخرة للعديد من الأسرى، وبهذه الحالة تلغى لهم الامتحانات ولا يتم اعتمادها.
وأضافت النمري أنه وحسب الكشوفات فإن ابنها حصل على علامات عالية وممتازة، متسائلة كيف يمكن ان تلغى لمجرد "تأخر الكشوفات" فمن الممكن أن تكون لأسباب خارجة عن الارادة ويجب مراعاة الأوضاع التي يعيشها الاسرى داخل السجون.
ابوسيف: اتفاقية بين الوزارة وهيئة الاسرى
وفي اتصال لوكالة معا أشار سياف ابو سيف مدير دائرة التعليم العالي في وزارة شؤن الاسرى، أن هناك اتفاقية وجدول أعمال بين وزارة الأسرى والتربية والتعليم علينا بتنفيذها لتوجيهي الأسرى، وتقسم المسؤوليات بيننا وبين وزارة التعليم، مؤكدا أن 110 أسرى من طلبة الثانوية العامة لم تصل "كشوفات العلامات" من السجون في الوقت المحدد، حسب الآلية المتفق عليها مع وزارة التربية والتعليم.
ولفت أنه وحسب الاتفاقية يجب أن يمر أي متقدم أسير بعدة مراحل قبل وبعد تقديم الامتحانات وهي (استلام الطلبات، وفحص الملفات، وادخال العلامات وأخيرا تسيلمها للوزارة التربية والتعليم )، وهذه المراحل محددة بتواريخ معينة، تبدأ باستلام الطلبات من الأهالي في مديرات تنتهي بتسليمها كاملة الى التربية والتعليم.
وأضاف :"يوجد داخل السجون لجان علمية معتمدة من وزارة التربية والتعليم تشرف على امتحانات التوجيهي للأسرى، وتقوم بإخراج الكشوفات من خلال طواقم المحامين الذين يقومون بزيارة السجون".
وقال :"ممكن أن لا يوجد لجان علمية بكل أقسام السجون، ادارة السجون تقوم بتنقلات بين السجون وبين الأقسام داخل السجن الواحد ذلك يؤدي الى صعوبة التواصل كذلك بين اللجان العلمية والمحامي واللجنة العلمية."
ولفت الى ان الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم كان ينص على استقبال العلامات وادخالها لتوجيهي السجون بين (1-8-2015 لغاية 31-8-2015) وبعد هذا التاريخ لن يتم التعامل مع أي علامة، وتم تعميم التواريخ المذكورة على كافة السجون واللجان العلمية المعتمدة، وبسبب الأوضاع العامة والاعياد اليهودية تم تمديد استلام الكشوفات حتى تاريخ 20-9-2015 بعد موافقة التربية والتعليم على تمديد هذه الفترة.
وأضاف :"تم تكليف طواقم المحامين لمتابعة اسماء الأسرى الذين لم تصل كشوفاتهم، والتواصل مع اللجان العلمية، ولكن الطواقم قالت انها لم نتمكن من التواصل مع المسؤولين ولم يكن للجان جواب شافي لعدم وصول الكشوفات، وخلال فترة التمديد لم يصل علامات سوى علامات (سجن الشارون للبنات ومستشفى سجن الرملة)".
وتابع:" بعد هذا التأجيل لم تصل قوائم تضم 110 أسرى فلسطينيين، من عدة سجون (مجدو، وريمون، ايشل، عوفر)، علما ان من يقوم بتصليح الامتحانات وتسليمها للمحامين هم اللجنة العلمية".
وأوضح أبو سيف أن مسؤولية عدم ايصال علامات الأسرى هي مسؤولية مركبة وجماعية، وأن عدة جهات ممكن أن تكون مسؤول عنها منها ادارة مصلحة السجون بالتنقلات واتلاف الكشوفات، واللجان العلمية بعدم القدرة على التواصل مع الغرف والأقسام، وطواقم المحامين من الممكن انهم لم يتواصلوا مع اللجان لاخراج الكشوفات بالوقت المحدد.
وشدد أو سيف على ضرورة متابعة الأسرى وذويهم لهذا الأمر والتأكد والسؤال الدائم عن الكشوفات، وقال :"خلال السنوات القادمة سنعمل جاهدين لحل هذه المشكلة بشكل جذري وعدم تكرار ذلك"، لافتا ان ذلك تكرر للعام الثاني على التوالي العام الماضي لم تصل كشوفات باسم 411 أسيرا، والعام الجاري 110 أسرى.
لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين
وبدوره قال أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين: " على وزارة التربية والتعليم مراعاة ظروف الأسرى والاوضاع في سجون الاحتلال، والتواريخ المعينة يجب أن لا تكون "مقدسة" للأسرى الذين يعيشون ويمرون في أوضاع وظروف صعبة."
وطالب ابو عصب من وزارة التربية والتعليم اعادة النظر بقضية ال110 أسيرا فلسطينينا واعتماد علاماتهم.
تقرير ميسا ابو غزالة