رام الله- معا - أعلنت مؤسسة اليونسيف بأنه لم يتم التبليغ عن أي حالات شلل أطفال جديدة في الشرق الأوسط خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، بالرغم من العنف المستمر، والنزوح الجماعي، مما يدعو للتفاؤل بأن الاستجابة كانت فاعلة في وقف تفشي المرض.
وتسبب تفشي المرض الذي تم تأكيده في شهر تشرين الأول 2013 في شلل 36 طفلا في سوريا وطفلين في العراق والتخوف بأن ينتشر المرض ليتحول إلى وباء عام، فقد تم تنفيذ أكثر من 70 حملة تلقيح عامة، وهي تعد بأكبر حملة تلقيح في تاريخ الشرق الأوسط، حيث تم إعطاء أكثر من 200 مليون جرعة لحوالي 27 مليون طفل دون سن الخامسة عدة مرات.
وقال كريس ماهر، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال وحالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية: "كانت الاستجابة في الشرق الأوسط واحدة من أكثر الجهود تنسيقا وتركيزا في تاريخ برامج الاستئصال"، مضيفا: "نهنئ الحكومات والشركاء في قطاع الصحة، والمجتمعات المحلية في المنطقة على الدور الذي لعبوه في تجنب تفشي وباء عام".
وأُثنى ماهر على الاستجابة السريعة والشراكة الفعالة بين حكومات الدول، التي تحاول إدارة تفشي الفيروس، ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء الآخرين في مبادرة استئصال شلل الأطفال بسبب النجاح الذي حققته والدروس المستفادة التي تم التشارك فيها على المستوى العالمي.
وقال د. معظّم حسين، المستشار الإقليمي لبقاء الطفل: " تعمل الفرق على مدار الساعة، في هذه البيئة المعقدة، لتصل للأطفال وتساعد في حشد المجتمعات المحلية لنشر الوعي حول اهمية الحصول على اللقاح".
هذا والتقى ممثلون عن الحكومات والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال هذا الأسبوع في بيروت لمراجعة المرحلة الثالثة من الاستجابة لتفشي الفيروس ومناقشة الخطوات القادمة اللازمة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت من خلال الاستجابة، وشجع الخبراء الحكومات على الاستمرار في العمل مع الشركاء من أجل تعزيز عملية توصيل التلقيحات الروتينية والتركيز على تعزيز عمليات الرصد من أجل الكشف عن الفيروس فورا في حال عودته للظهور.
يذكر أنه بالرغم من أن الاستجابة في الشرق الأوسط كانت ناجحة، إلا أن المخاطر تبقى موجودة حيث من الصعب ان تصل طواقم التلقيح في المنطقة لحوالي 700,000 طفل دون سن الخامسة بسبب التهجير أو الحصار، أو لأنهم يعيشون في مناطق يحتد فيها النزاع.